عاجل
الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

التوقعات تتضارب..هل يتجه الفيدرالي الأميركي نحو خفض الفائدة بشكل مبالغ فيه؟

علم الولايات المتحدة
علم الولايات المتحدة الأمريكية

في ظل ترقب الأسواق المالية العالمية لقرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي حول أسعار الفائدة، تتزايد النقاشات حول حجم الخفض المطلوب ومدى تأثيره على الاقتصاد. فالاحتياطي الفيدرالي يجد نفسه أمام معضلة حاسمة بين الاستجابة للبيانات الاقتصادية التي تشير إلى تباطؤ في سوق العمل وتجنب إرسال إشارات قد تؤدي إلى زعزعة الأسواق المالية.

تحليل خبراء الاقتصاد: الخفض الأنسب

يرى معظم خبراء الاقتصاد أن الاحتياطي الفيدرالي يجب أن يختار خفض الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية فقط لتفادي إرباك الأسواق. وفقًا لـ جورج لاغاريس، كبير الاقتصاديين في شركة "فورفيز مازارز"، فإن خفض الفائدة بمقدار نصف نقطة قد يكون قرارًا غير مبرر في الوقت الحالي. فهو يؤكد أن الركود لم يطرق أبواب الاقتصاد الأميركي بعد، على الرغم من تباطؤ سوق العمل وانخفاض فرص العمل الشاغرة​.
 

الفيدرالي الأمريكي 

الضغوط المتزايدة على الفيدرالي

تزداد الضغوط على مجلس الاحتياطي الفيدرالي مع صدور بيانات حديثة تشير إلى أن فرص العمل في الولايات المتحدة تراجعت إلى أدنى مستوى لها في ثلاث سنوات. هذا الانخفاض يزيد من المخاوف حول دخول الاقتصاد في مرحلة ركود، ويدفع بعض المحللين إلى المطالبة بخفض أكبر، يصل إلى 50 نقطة أساس. ولكن يظل الخطر هنا هو أن الخفض العميق قد يرسل رسالة خاطئة إلى الأسواق، مما قد يزيد من عدم اليقين​.
 

مخاطر الخفض العميق

من جهة أخرى، يحذر الاقتصاديون من أن خفض الفائدة بشكل مفرط قد ينعكس سلبًا على الثقة في الأسواق. فالخفض الكبير قد يوحي بأن الاقتصاد في وضع أسوأ مما يبدو عليه، ما يؤدي إلى تقلبات كبيرة في أسواق الأسهم والسندات. يقول علي حمودي، الرئيس التنفيذي لشركة "ATA Global Horizons"، أن الاحتياطي الفيدرالي يواجه "لعبة خطرة"، إذ يتعين عليه إيجاد توازن دقيق بين دعم النمو الاقتصادي ومكافحة التضخم​.

التوقعات المتضاربة في الأسواق

وفقًا لتقارير اقتصادية، توقعات السوق حاليًا تشير إلى احتمالية كبيرة لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي المقبل. ولكن بعد صدور تقارير تشير إلى تراجع فرص العمل، زادت الرهانات على خفض أكبر بمقدار 50 نقطة أساس. ووفقًا لأداة فيد ووتش، فإن هناك احتمالية بنسبة 73% لخفض الفائدة بمقدار ربع نقطة، واحتمال بنسبة 27% لخفض أكبر​.

استراتيجية الفيدرالي والتأثيرات المحتملة

الاحتياطي الفيدرالي يدرك أن كل خطوة في السياسة النقدية تنطوي على مخاطر. فبينما قد يؤدي خفض الفائدة إلى تنشيط الاقتراض وتحفيز الاستثمار، فإن أي خطوة غير محسوبة قد تؤدي إلى ارتفاع التضخم أو زعزعة الثقة في الأسواق المالية. لهذا السبب، يتعين على الفيدرالي قراءة البيانات بدقة، وأخذ ردود فعل السوق في الاعتبار، لتجنب أي تقلبات غير مرغوبة قد تؤثر سلبًا على الاقتصاد على المدى الطويل​.

مستقبل السياسة النقدية للفيدرالي

في ظل هذه التحديات، يتوجب على الفيدرالي إيجاد توازن دقيق بين الحاجة إلى التحفيز الاقتصادي وتجنب تضخم غير مرغوب فيه. يقول حسين القمزي، الخبير الاقتصادي والمالي، إنه على الاحتياطي الفيدرالي أن يستند إلى البيانات الفعلية وليس فقط إلى توقعات السوق. مشددًا على أن الفيدرالي يجب أن يبقى حذرًا في الإشارات التي يرسلها للأسواق، لتجنب أي تقلبات قد تعرقل الاستقرار الاقتصادي.

تابع موقع تحيا مصر علي