بعد خسارة 4 مليارات دولار.. هل تفشل إمبراطورية ترامب الإعلامية؟
ADVERTISEMENT
أعلنت صحيفة "واشنطن بوست" اليوم السبت أن أسهم الرئيس السابق دونالد ترامب في شركته الإعلامية "ترامب ميديا" الأم لمنصة "تروث سوشيال" قد شهدت انهيارًا بلغ حوالي 70%. هذا الانخفاض الكبير في قيمة الأسهم أدى إلى محو أكثر من 4 مليارات دولار من صافي ثروة ترامب الورقية، وهو ما يعكس حجم التحديات التي تواجه إمبراطوريته الإعلامية.
ويأتي هذا التراجع وسط سلسلة من الأحداث التي أثرت على أداء الشركة في السوق، حيث تراجعت قيمة السهم إلى حوالي 17 دولارًا، وهو أدنى مستوى له منذ اندماج الشركة في مارس. وكان ترامب قد امتنع عن بيع حصته البالغة 60% من أسهم الشركة، البالغ عددها 114 مليون سهم، بسبب اتفاقية إغلاق تمنعه من التداول حتى انتهاء فترة محددة، والتي تنتهي هذا الشهر.
انهيار في الإيرادات والشكوك حول الأداء المستقبلي
إلى جانب التراجع الكبير في قيمة الأسهم، أعلنت "ترامب ميديا" أنها تكبدت خسائر فادحة بلغت 16 مليون دولار في الربع الثاني من العام الحالي. وحققت الشركة أقل من مليون دولار من الإيرادات، مما زاد من الشكوك حول قدرتها على المنافسة في سوق منصات التواصل الاجتماعي الذي تهيمن عليه شركات ضخمة مثل "فيسبوك" و"تويتر".
وعلى الرغم من هذه الخسائر، يبقى السؤال الأبرز هو ما إذا كان ترامب سيستفيد من انتهاء فترة الإغلاق ليبيع أسهمه حتى بأسعار منخفضة. ورغم أنه من المتوقع أن يجني ترامب أرباحًا جيدة في حال البيع، فإن الهبوط المستمر في قيمة الأسهم يشير إلى أن السوق قد فقد الثقة في مستقبل "تروث سوشيال".
هل ينجو سهم DJT من التراجع إذا خسر ترامب الانتخابات؟
يرى المحللون أن مستقبل أسهم "تروث سوشيال"، التي يتم تداولها تحت الأحرف الأولى من اسم ترامب DJT، يعتمد إلى حد كبير على نجاح ترامب في الانتخابات الرئاسية المقبلة. ويعتقد بعضهم أن السهم قد يشهد مزيدًا من التراجع إذا خسر ترامب السباق الانتخابي، مما يعكس اعتماد الشركة الكبير على شخصيته السياسية.
قال جون ريكينثالر، نائب الرئيس للأبحاث في شركة الخدمات المالية "مورنينج ستار": "لا يوجد أي صعود يمكن تصوره من الناحية التجارية لهذا السهم. هذه شركة تعتمد على الشهرة والشخصية العامة، وهي متأخرة بشكل كبير في مجال منصات التواصل الاجتماعي والبث الإعلامي". وأشار ريكينثالر إلى أن "ترامب ميديا" تعاني من نقص في رأس المال، مما يجعلها غير قادرة على تمويل عمليات التوسع اللازمة للبقاء في المنافسة.
التحديات التي تواجه "تروث سوشيال" في عالم وسائل التواصل
على الرغم من محاولات "تروث سوشيال" التوسع في مجال الإعلام الرقمي، فإن الشركة تعاني من تأخر كبير مقارنة باللاعبين الرئيسيين في السوق. ويُعد هذا التأخر عاملاً رئيسيًا في ضعف أدائها المالي. فمنذ إطلاق المنصة، واجهت تحديات كبيرة في جذب المستخدمين والإيرادات، كما أن الاعتماد الكبير على سمعة ترامب السياسية جعل من الشركة رهينة لمستقبل ترامب في الساحة السياسية.
وما يزيد من تعقيد الموقف هو أن الشركة بحاجة ماسة إلى التمويل لاستمرار عملياتها وتطوير بنيتها التحتية التقنية، في ظل المنافسة الشرسة من منصات أخرى مثل "فيسبوك" و"تويتر". ويبدو أن مسيرة "تروث سوشيال" في عالم الإعلام الرقمي ستظل مرهونة بالنتائج السياسية لترامب، سواء كانت سلبية أو إيجابية.
مستقبل الشركة.. بين السياسة والاقتصاد
مع اقتراب انتهاء فترة الإغلاق التي تمنع ترامب من بيع أسهمه، يبقى السؤال الأهم حول ما إذا كان ترامب سيتخذ خطوة لبيع حصته الكبيرة في الشركة، خاصة إذا استمر التراجع في قيمة الأسهم. وإذا خسر ترامب الانتخابات المقبلة، فقد يشهد سهم "DJT" انهيارًا أكبر، مما يزيد من الضغوط على الشركة.
ومع ذلك، قد تكون هناك فرص لإعادة هيكلة الشركة ومحاولة إنعاشها، لكن هذا سيتطلب استثمارات ضخمة وجهودًا كبيرة لتحديث المنصة ومواكبة التطورات التكنولوجية. في نهاية المطاف، يبقى مستقبل "تروث سوشيال" غير مؤكد، ويعتمد بشكل كبير على التحولات السياسية والاقتصادية التي سيشهدها ترامب وشركته.