عاجل
الخميس 19 سبتمبر 2024 الموافق 16 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

من هو أبو شجاع؟.. القائد الفلسطيني الذي أرعب الجيش الإسرائيلي في الضفة

محمد جابر المعروف
محمد جابر المعروف باسم "أبو شجاع"، قائد كتيبة طولكرم

أعلن الجيش الإسرائيلي، يوم الخميس، عن مقتل محمد جابر المعروف باسم "أبو شجاع"، قائد كتيبة طولكرم، إلى جانب أربعة مسلحين آخرين خلال اشتباكات عنيفة مع قوات الوحدة الشرطية الخاصة. وأكد الجيش أن "أبو شجاع" كان قائد "شبكة إرهابية" في مخيم نور شمس، متورطًا في عدة عمليات، بما في ذلك عملية إطلاق النار في يونيو/حزيران الماضي التي أسفرت عن مقتل الإسرائيلي أمنون مختار. هذا الإعلان جاء ليشعل موجة جديدة من التوتر في الضفة الغربية المحتلة.

تدمير مختبر لتصنيع المتفجرات: تصعيد ميداني في مخيم الفارعة

ضمن العمليات العسكرية المتواصلة، قامت القوات الإسرائيلية بتفجير مختبر لتصنيع المتفجرات يقع أسفل مسجد أبو بكر الصديق في مخيم الفارعة. وذكرت المصادر المحلية أن التفجير تسبب في أضرار بالغة واشتعال النيران في المسجد. ورغم تأكيد الجيش الإسرائيلي أنه قام بتدمير العبوات الناسفة بشكل لا يضر بقاعة الصلاة، إلا أن هذا العمل أثار غضبًا واسعًا بين السكان المحليين. ويعتبر هذا التفجير جزءًا من حملة أوسع تهدف إلى استهداف البنية التحتية للفصائل المسلحة في الضفة الغربية.

ردود الفعل الفلسطينية: عمليات مقاومة وانتقام

في أعقاب اغتيال "أبو شجاع"، أصدرت حركة الجهاد الإسلامي بيانًا أعلنت فيه عن نصب كمين ناجح لقوة مشاة إسرائيلية في منطقة المنشية خلف مسجد أبو عبيدة في جنين، مما أدى إلى إصابات مباشرة بين القوات الإسرائيلية بعد تفجير عبوة ناسفة. وتوالت البيانات الصادرة عن الأجنحة المسلحة لفصائل حماس والجهاد الإسلامي وفتح، حيث أكدوا جميعًا استهداف مركبات عسكرية إسرائيلية في جنين وطولكرم وبلدة الفارعة. هذه العمليات الانتقامية تشير إلى تصاعد العنف وزيادة حدة الصراع بين الطرفين.
 

من هو "أبو شجاع"؟ قائد كتيبة طولكرم وصانع الأزمات

محمد جابر، المعروف بلقب "أبو شجاع"، وُلد في عام 1998 في مخيم نور شمس بمحافظة طولكرم. ينحدر من عائلة لاجئة هُجرت من مدينة حيفا خلال النكبة عام 1948. انضم للفصائل المسلحة في سن مبكرة، واعتقل لأول مرة عندما كان في السابعة عشرة من عمره. منذ ذلك الحين، أصبح "أبو شجاع" شخصية بارزة في العمل المسلح بالضفة الغربية، حيث تولى قيادة كتيبة طولكرم بعد مقتل قائدها السابق سيف أبو لبدة. تحت قيادته، توسعت الكتيبة لتضم عشرات المقاتلين، وكان يُعتبر من أكثر المطلوبين لدى إسرائيل.

عمليات مستمرة وارتفاع في حصيلة الضحايا: واقع متفجر في الضفة الغربية

مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في شمال الضفة الغربية، ارتفعت حصيلة القتلى الفلسطينيين إلى 11 شخصًا، بينما تجاوز عدد الجرحى 20 شخصًا، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية والهلال الأحمر. الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في جنين وطولكرم وطوباس، مستهدفًا ما يسميه "مراكز الإرهاب". وقد أدى القصف وتدمير البنى التحتية إلى إغراق المنطقة في حالة من الفوضى، مع تدمير شبكات الكهرباء والمياه وعرقلة عمل الطواقم الطبية التي تحاول الوصول إلى الجرحى.

 

حصار المستشفيات وتقييد حركة الإسعاف: معاناة إنسانية تزداد سوءًا

حذرت وزارة الصحة الفلسطينية من خطورة الوضع في الضفة الغربية، خاصة مع حصار القوات الإسرائيلية للمستشفيات في جنين وطولكرم. وتقوم القوات بتفتيش المركبات المتجهة إلى المستشفيات، مما يعيق وصول الطواقم الطبية ويهدد حياة المصابين. كما تم احتجاز الكوادر الطبية ومنع سيارات الإسعاف من الوصول إلى مخيم الفارعة في طوباس. هذه الإجراءات تزيد من حدة المعاناة الإنسانية في المنطقة، وتفاقم من الوضع المتأزم.

العملية العسكرية الإسرائيلية: أهدافها وتوقعاتها

العملية العسكرية التي أطلقها الجيش الإسرائيلي فجر الأربعاء في شمال الضفة الغربية وصفت بأنها "واسعة النطاق"، وتهدف إلى "إحباط الإرهاب" من خلال استهداف مختبرات تصنيع المتفجرات ومراكز المسلحين. ويبدو أن الجيش يستعد لمواصلة هذه العمليات لعدة أيام أخرى، حيث يواجه مقاومة شديدة من الفصائل المسلحة. وسائل إعلام إسرائيلية نقلت عن مصادر أمنية أن الجيش يعتبر هذه العملية ضرورية لضمان حرية عمله في المنطقة، رغم الانتقادات الدولية والمحلية التي تزايدت في الآونة الأخيرة.

 

تابع موقع تحيا مصر علي