عاجل
الجمعة 15 نوفمبر 2024 الموافق 13 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

ريم حامد ابنة كل المصريين!

ليس هناك أي معلومة موثقة حتى الآن حول ظروف وفاة ريم حامد طالبة الدكتوراه في مجال علوم الجينوم. لكن أصدقاء ريم يؤكدون أنها أُلقيت من نافذة مسكنها عمدًا، فلقيت مصرعها في الحال، وأشاروا بأصابع الاتهام لنفس الجهة التي اغتالت من قبل سميرة موسي، وتسببت أيضا في مصرع العالمة الدكتورة سميرة عزت وكيلة معهد الكبد ومن رواد مشروع الجينوم المصري، ليأتي الدور على باحثة الجينوم المصرية ريم حامد التي سافرت لفرنسا لدراسة الماجستير ثم الدكتوراه في مجال البايوتكنولوجي. الخارجية المصرية تتابع الموقف حسب بيان أصدرته في وقت سابق، وطالبت الجهات الفرنسية بمعرفة التحقيقات حول ما حدث للطالبة ريم حامد. وهناك حالة من الغليان في دماء المصريين بعد الصدمة من وفاة هذه الشابة النابغة المصرية في فرنسا والشبهات حول قتلها. كل مصري يردد الآن أن ريم هي ابنة أو أخت له وهي بالتأكيد ابنة للوزير بدر عبد العاطي أيضا ومواطنة تقع في حدود مسئوليته باعتبار منصبه كوزير للخارجية؛ وكل مواطن مصري ينتظر ما سيسفر عنه التحري من جانب الخارجية عن الجريمة إذا صحّت. وهي الآن قضية كل بيت مصري.     

حكاية الباحثة ريم حامد بدأت منذ حوالي شهرين، عندما كانت تلاحظ أن هناك من يراقبها في عملها وخارجه، وأن هناك من يضع لها تحت غرفتها بخورا يحتوي على مواد مخدرة، وكتبت ريم ذلك في استغاثة مباشرة، لكن لم أجد أيّا من هذه المنشورات على صفحاتها حيث تم حذفها على ما يبدو بعد وفاة ريم. وعلم الجينوم الذي تخصصت فيه ريم حامد هو دراسة مجمل جينات الكائن الحي، والتي تسمى الجينوم، وتوجد في كل خلية من جسم الإنسان قرابة 30 ألف جين. ومن خلال استخدام تقنيات الحوسبة والرياضيات عالية الأداء المعروفة باسم المعلوماتية الحيوية يقوم باحثو علم الجينوم بتحليل كميات هائلة من بيانات تسلسل الحمض النووي للعثور على الاختلافات التي تؤثر على الصحة أو المرض أو الاستجابة للأدوية وعوامل أخرى وراثية.

وإذا أردنا فهم المزيد حول أهمية هذه الباحثة وحقيقة ما كان يتهددها وأهمية أو خطورة المجال الذي تدرسه فلابد من معرفة تفاصيل عن مشروع "الجينوم المصري" الذي دشنته مصر عام 2021، وهو المشروع العلمي الأكبر في تاريخ مصر الحديث، ويهدف إلى دراسة وتحليل الجينوم البشري لسكان مصر القدماء والمعاصرين، عن طريق عينات من الحمض النووي للسكان وتحليلها لفهم التركيبة الجينية للسكان المصريين بشكل أفضل والأصول الجينية للسكان في مصر عبر التاريخ. كما أن أحد أهداف المشروع "طبي" لبحث الأمراض الوراثية ومدى ملاءمة واستجابة المصريين للأدوية المختلفة بهدف تحسين الصحة العامة، حيث يتم إدراج البيانات الجينية بقاعدة البيانات الخاصة بالرعاية الصحية. 

ومما لا شك فيه فإن مشروع الجينوم البشري له فوائد جمة، ويمكن توقع بعضها بينما قد نفاجأ بالبعض الآخر. أما الفوائد المتوقعة للعلاج بالجينات فهائلة، وتحقق ثورة علمية وطبية ويمكن تلخيص بعضها في تطوير أدوية ومعالجات جديدة، بالإضافة إلى صنع أدوية جديدة. ويمكن اعتبار مشروع الجينوم البشري كبداية لحقبة جديدة من الطب الشخصي.

وقد ذكر خبراء الآثار وعلم المصريات أن هناك دراسة للحمض النووي الخاص بالأسرة الثامنة عشرة للملك توت عنخ آمون، أثبتت ارتباطها بالمصريين المعاصرين بنسبة 88.6%، وهي نسبة عالية تؤكد ارتباط المصريين المعاصرين بأجدادهم من القدماء بشكل قاطع. وهذه النتيجة تطابقت مع دراسة متخصصة بعلم الجينوم صدرت عن معهد ماكس بلانك لعلوم التاريخ البشري في ألمانيا عام 2017، وكشفت أن الصلات الوراثية بين المصريين القدماء والأفارقة جنوب الصحراء الكبرى "ضئيلة للغاية". وجاء ذلك بعد فحص الخريطة الجينية لعدد تسعين مومياء من موقع أبو صير على بعد 120 كيلومتر جنوب القاهرة. هل كانت بعض الجهات الخارجية، وبالتحديد التي تكن العداء لمصر، تسعى للحصول على نتائج دراسة ريم حامد التي قاربت على الانتهاء، وهي الجهة التي قصدتها ريم عندما كتبت في منشور لها عن التجسس العلمي؟! هذا سيناريو محتمل، ونحتاج للتأكد على وجه السرعة حتى تبرد نار أهل الفقيدة ونار المصريين!.

تابع موقع تحيا مصر علي