السودان بين شبح الحرب والمجاعة.. كيف دمرت الحرب الأهلية حياة الملايين؟
ADVERTISEMENT
تحولت العلاقة بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع تحت قيادة محمد حمدان دقلو، من شراكة سياسية إلى صراع دموي يدمر البلاد. هذا التحول المفاجئ أدى إلى نزاع عنيف أودى بحياة الآلاف وأدى إلى تشريد الملايين، مما جعل من السودان مسرحًا لمأساة إنسانية كبرى. الحرب لم تقتصر على العنف المسلح، بل تسببت في انهيار شبه كامل للبنية التحتية ونقص حاد في الإمدادات الغذائية.
نزوح داخلي ومجاعة محتملة: مأساة إنسانية بلا نهاية
مع تصاعد حدة النزاع، ازداد عدد النازحين داخليًا في السودان ليصل إلى أكثر من 6 ملايين شخص، إلى جانب 3 ملايين نازح سابق من مناطق النزاع في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان. تقارير الأمم المتحدة تحذر من كارثة إنسانية، حيث يحتاج 25 مليون شخص في السودان إلى مساعدات إنسانية عاجلة، بينهم 14 مليون طفل يعانون من نقص حاد في الأمن الغذائي. هذه الأرقام تعكس حجم المعاناة وتؤكد أن البلاد تتجه نحو كارثة إنسانية غير مسبوقة.
فشل الجهود الدبلوماسية: لماذا تعثرت محاولات وقف النزاع؟
وسط هذه الأزمة، فشلت جميع المحاولات الدولية للتوصل إلى حل سياسي ينهي الحرب. كان آخرها رفض الجيش السوداني والحكومة إرسال فريق تفاوض إلى جنيف، رغم موافقة قوات الدعم السريع على المشاركة. هذا الفشل يعكس عمق الانقسامات ويضع البلاد على حافة الانهيار، مع استمرار العنف وتفاقم الأزمة الإنسانية.
مستقبل غامض: هل يتجه السودان نحو مجاعة شاملة؟
في حديثه مع "سبوتنيك"، حذر العميد الصوارمي خالد سعد، الناطق الرسمي السابق للجيش السوداني، من أن البلاد قد تكون على مشارف مجاعة شاملة. وأكد أن الأوضاع الاقتصادية المنهارة والغياب شبه التام للحكومة في العديد من المناطق، جعل من الصعب السيطرة على الأزمة. الشعب السوداني الذي ثار ضد حكم البشير كان يأمل في مستقبل أفضل، لكنه يجد نفسه الآن في مواجهة واقع مرير يزداد سوءًا مع مرور الوقت.
درس للعالم: خطورة الجماعات المسلحة خارج إطار الدولة
في ختام حديثه، وجه الصوارمي تحذيرًا شديد اللهجة للدول العربية والعالم، مؤكدًا أن السماح بوجود جماعات مسلحة خارج إطار الدولة يمثل أكبر تهديد لأي دولة. وأشار إلى التجارب المدمرة التي شهدتها دول مثل ليبيا واليمن وسوريا، معتبرًا أن السودان قد يصبح درسًا قاسيًا إذا لم يتم اتخاذ خطوات حازمة لتوحيد القوات النظامية وضمان سيادة الدولة.