عالم أزهري: «لو كذبت فى شهادتك عن عريس أو عروسة تبقى شهادة زور »
ADVERTISEMENT
أكد الدكتور حسن القصبي، أستاذ الحديث بجامعة الأزهر، خطورة شهادة الزور وأثرها الكبير في الإسلام، مشيرًا إلى أن شهادة الزور تُعتبر من أعظم الكبائر التي يجب تجنبها.
الشهادة أمانة
وأضاف أستاذ الحديث بجامعة الأزهر، في تصريح له: "عندما يأتي رجل ليتقدم للزواج، من الواجب على الولي أن يتحرى عن هذا الرجل بشكل دقيق، ويسأل عن سمعة سلوكه وأمانته، الشهادة هنا أمانة، وينبغي على الولي أن يشهد بالحق ولا يكتم الشهادة".
شهادة زور
وتابع: "الذي يشهد شهادة زور بلسانه يجب أن يعلم أن لسانه سيكون شاهدًا عليه يوم القيامة، كما قال الله تعالى في كتابه الكريم: 'يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون' (سورة النور: 24). هذه الآية تؤكد أن كل كلمة نقولها تُسجل وتُحاسب، ويجب أن نكون صادقين في شهادتنا".
وأوضح أنه حتى أولئك الذين يشهدون زورًا في المحاكم أو في سياقات أخرى قد يظنون أنهم يتفادون المحاسبة في الدنيا، لكنهم لا يستطيعون إخفاء الحقائق عن الله يوم القيامة، والآية الكريمة تقول: «وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرًا مما تعملون» (سورة فصلت: 22)، هذه الآية تعبر عن أن الله سبحانه وتعالى لا يغيب عنه شيء من أفعالنا، وكل فعل سيحاسب عليه الإنسان".
شهادة الزور ظلم كبير
ونبه على ضرورة أن يتحلى كل مسلم بالأمانة والصدق في شهادته، مضيفًا: "شهادة الزور لا تؤدي فقط إلى الظلم، بل تُعتبر ظلمًا كبيرًا بحق الآخرين وتؤدي إلى عقوبات في الدنيا والآخرة. يجب على المسلم أن يتجنب هذا الفعل ويحرص على أن يكون صادقًا في كل شهاداته وأقواله".
ما حكم من شهد شهادة زور؟ ومَنْ شجَّعه على ذلك؟ وما كفارتها؟
قالت دار الإفتاء، إن شهادة الزور من أكبر الكبائر، وشاهدُ الزور آثم شرعًا، وكلُّ مَنْ شجَّعه وحرَّضه على فعل ذلك وطلبه منه مشاركٌ له في الإثم والعقوبة التي أعدها الله لشاهد الزور، أما كفارتها فالتوبة إلى الله والاستغفار والصلاة والصدقات، والصوم تطوعًا، وأن يستقيم حاله ويعامل الناس معاملة حسنة، فإنه سبحانه غافر الذنب وقابل التوب.
واستدلت بما روي عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ؟» ثَلَاثًا «الْإِشْرَاكُ بِاللهِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، وَشَهَادَةُ الزُّورِ - أَوْ قَوْلُ الزُّورِ -» وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ، فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى قُلْنَا: لَيْتَهُ سَكَتَ. متفق عليه.
واستشهدت بما روي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَنْ تَزُولَ قَدَمُ شَاهِدِ الزُّورِ حَتَّى يُوجِبَ اللهُ لَهُ النَّار» رواه ابن ماجه.
وحذرت من أنَّ قول الزور وشهادةَ الزور من أكبر الكبائر؛ وذلك لما يترتب عليها من ضياع الحقوق وإلحاق الأذى بالناس، ولما يترتب عليها من بذر الحقد والعداوة والشقاق بين الناس.