عاجل
الخميس 19 سبتمبر 2024 الموافق 16 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

ارتفاع استهلاك المخدرات في إسرائيل.. هل تؤدي الحرب إلى تفشي الإدمان؟

جندي إسرائيلي  (رويترز)
جندي إسرائيلي (رويترز)

شهدت إسرائيل ارتفاعًا حادًا في استهلاك المخدرات وزيادة في السلوك الإدماني بعد الهجوم الذي شنته حركة حماس الفلسطينية في 7 أكتوبر 2023، وفقًا لما ذكره العاملون في مجال الصحة النفسية والإدمان. هذا الهجوم الذي وصفه الكثيرون بأنه غير مسبوق في حجمه وتأثيره، أدى إلى زيادة الضغط النفسي على السكان، مما دفع العديد منهم للجوء إلى المخدرات والكحول وأدوية المهدئات كوسيلة للتعامل مع الواقع الصعب.

أسباب الارتفاع الحاد في استهلاك المخدرات:

وأوضح الدكتور شاؤول ليف-ران، مؤسس المركز الإسرائيلي للإدمان والصحة النفسية في نتانيا، أن هذا الارتفاع في استهلاك المخدرات يرتبط بشكل مباشر بالتوتر النفسي الناتج عن الهجوم. 

وقال ليف-ران لوكالة الصحافة الفرنسية: "نشهد زيادة كبيرة في تناول المواد المهدئة المسببة للإدمان، سواء كانت أدوية بوصفة طبية، أو مخدرات غير مشروعة، أو كحول". وأشار إلى أن هذه الظاهرة ليست جديدة، لكنها ازدادت حدة بعد أحداث 7 أكتوبر.

جندي إسرائيلي  (رويترز)

دراسة تكشف عن زيادة في السلوك الإدماني

لتأكيد هذه الملاحظات، قام فريق من الباحثين بقيادة ليف-ران بإجراء دراسة شملت نحو ألف شخص يمثلون مختلف شرائح المجتمع الإسرائيلي. وكشفت الدراسة عن وجود "صلة واضحة بين التعرض غير المباشر لأحداث 7 أكتوبر وارتفاع استهلاك المواد المسببة للإدمان"، حيث أظهرت النتائج أن واحدًا من كل أربعة إسرائيليين زاد من استهلاكه للمواد المسببة للإدمان، مقارنة بواحد من كل سبعة في العام 2022.

تأثير الحرب والناجين على انتشار الإدمان

وتأثر الناجون من الهجوم بشكل خاص، حيث زاد نصفهم تقريبًا من تعاطيهم للمخدرات والعقاقير المهدئة، بينما بلغ هذا الارتفاع 33% بين النازحين. وتزامن هذا الارتفاع مع زيادة ملحوظة في استهلاك الحبوب المنومة والمسكنات بنسبة 180% و70% على التوالي.

ويصف يوني (اسم مستعار)، شاب يبلغ من العمر 19 عامًا كان قد فقد صديقه في الهجوم، كيف أن تعاطيه للمخدرات بدأ خلال جائحة كوفيد-19، لكن الحرب جعلت الأمر أسوأ. يوني وغيره من الشباب الإسرائيليين يستخدمون المخدرات كوسيلة للهروب من الواقع المرير الذي يعيشونه، معترفًا بأنه بحاجة للذهاب إلى مركز إعادة التأهيل للتخلص من إدمانه.

تحذيرات من وباء إدماني متزايد

خلص ليف-ران إلى أن إسرائيل تواجه خطرًا حقيقيًا يتمثل في "وباء إدماني" يهدد شرائح واسعة من السكان الذين سيزداد اعتمادهم على المواد المسببة للإدمان. وأشار إلى أن هذه الظاهرة قد تؤدي إلى تداعيات خطيرة على الصحة النفسية والاجتماعية للسكان.

على الجانب الآخر، أشارت السلطة الفلسطينية إلى عدم توفر بيانات كافية عن الصحة النفسية والإدمان على المخدرات في الأراضي الفلسطينية بسبب نقص الموارد والإمكانات. هذا النقص في المعلومات يجعل من الصعب تقييم حجم المشكلة في المجتمعات الفلسطينية التي تأثرت أيضًا بالصراع المستمر.

تابع موقع تحيا مصر علي