عاجل
الأحد 24 نوفمبر 2024 الموافق 22 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

استهداف المدنيين في غزة يكشف عن أبعاد جديدة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني

تحيا مصر

شهدت غزة يومًا آخر من الرعب والدمار، حيث استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية فجر السبت مدرسة "التابعين" الدينية في حي الدرج شرق مدينة غزة، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من المدنيين. الهجوم الذي وقع خلال صلاة الفجر، لم يكن حادثة منفصلة، بل يأتي في إطار تصاعد العنف المستمر في القطاع الذي يعيش تحت حصار خانق منذ سنوات.

استهداف المدارس.. نمط متكرر في الحرب الحالية

وفقًا لوكالة الدفاع المدني في غزة، قُتل ما لا يقل عن 100 شخصًا في الهجوم على مدرسة "التابعين"، بينهم 17 من النساء والأطفال. ويُعد هذا الهجوم واحدًا من أكثر الهجمات دموية في الحرب الحالية. ومع ذلك، فإن هذه الحادثة ليست استثناءً، إذ تعرضت 14 مدرسة تؤوي نازحين في غزة للقصف منذ بداية يوليو، مما أدى إلى مقتل أكثر من 280 شخصًا، وفقًا لتقارير وكالات الأنباء.

القصف الإسرائيلي للمدارس والمرافق المدنية أثار جدلاً واسعًا، حيث زعم الجيش الإسرائيلي أن المدرسة كانت تستخدم كمرفق عسكري من قبل حماس والجهاد الإسلامي. وقد أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، اللفتنانت كولونيل ناداف شوشاني، أن الهجوم استهدف "مقاتلين" يعملون من داخل المدرسة. ومع ذلك، فإن الصور والتقارير الميدانية تشير إلى كارثة إنسانية، حيث تحول المكان إلى بحر من الدماء والأشلاء المتناثرة.

معاناة المدنيين.. شهادات من قلب الحدث

من قلب الأنقاض، تحدث الناجون عن اللحظات المروعة التي شهدوها. يقول أبو وسيم، أحد سكان المنطقة: "كنا نصلي الفجر بسلام عندما ضربتنا الصواريخ. الأطفال مزقوا، والنساء تفحمت أجسادهن. كان كل شيء كابوسًا". هذه الشهادات الإنسانية تسلط الضوء على حجم المأساة التي يعاني منها المدنيون في غزة، حيث يزداد استهدافهم في أماكن يُفترض أنها ملاجئ آمنة.

الخلفية السياسية والعسكرية.. جذور التصعيد

تعود جذور التصعيد الحالي إلى الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، والذي أسفر عن مقتل 1,198 شخصًا، معظمهم من المدنيين، وفقًا لتقارير إسرائيلية. ومنذ ذلك الحين، شنت إسرائيل حملة عسكرية واسعة النطاق على غزة، قُتل فيها ما لا يقل عن 39,790 شخصًا، وفقًا لوزارة الصحة في غزة، التي تديرها حماس. وفيما تؤكد إسرائيل أن عملياتها تستهدف مقاتلي حماس والجهاد الإسلامي، فإن العدد الكبير للضحايا المدنيين يثير تساؤلات حول فاعلية ودقة هذه الهجمات.

التداعيات الإنسانية والسياسية.. ماذا بعد؟

مع استمرار الحرب، تتزايد الدعوات الدولية لوقف العنف وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة لسكان غزة. لكن على الرغم من هذه الدعوات، لا يبدو أن هناك نهاية قريبة للصراع. الوضع الإنساني في غزة يتدهور بسرعة، حيث يعيش السكان في ظروف كارثية، مع نقص حاد في الغذاء والماء والكهرباء، فضلاً عن الضغوط النفسية الناتجة عن القصف المستمر.

التصعيد الحالي قد يكون له تداعيات خطيرة على الاستقرار الإقليمي والدولي. فاستهداف المدارس والمرافق المدنية في غزة قد يزيد من عزلة إسرائيل على الساحة الدولية، بينما يفاقم من معاناة المدنيين ويزيد من حالة العداء.

ضرورة التدخل الدولي

في ظل هذه الظروف، يصبح التدخل الدولي أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى. يجب على المجتمع الدولي أن يتحرك لوقف المجازر وحماية المدنيين في غزة، مع السعي إلى تحقيق حل سياسي يضمن حقوق الفلسطينيين ويضع حدًا للمعاناة المستمرة. فالاستمرار في هذه الدوامة من العنف لن يؤدي إلا إلى مزيد من الكوارث الإنسانية والتوترات الإقليمية.

تابع موقع تحيا مصر علي