عاجل
السبت 09 نوفمبر 2024 الموافق 07 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

لماذا نهى الرسول عن كلمة لو ومتى يجوز استعمالها؟ اعرف آراء الفقهاء

حكم كلمة لو
حكم كلمة لو

 حكم استخدام لفظ لو في الحديث؟ تستعمل  لو على وجهين: أحدهما : على وجه الحزن على الماضي والجزع من المقدور، فهذا هو الذي نهى عنه، كما قال تعالى: «يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم».

 

لماذا نهى الرسول عن كلمة لو

وهذا هو الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: «وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن - اللو - تفتح عمل الشيطان» أي تفتح عليك الحزن والجزع، وذلك يضر ولا ينفع بل اعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، كما قال تعالى: «ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه، قالوا: هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم.

 

متى يجوز استعمال لو في الكلام

والوجه الثاني: أن يقال « لو» لبيان علم نافع، كقوله:  «لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا» ولبيان محبة الخير وإرادته، كقوله: «لو أن لي مثل ما لفلان لعملت مثل ما يعمل» ونحوه جائز .

وقول النبي صلى الله عليه وسلم:  وددت لو أن موسى صبر ليقص الله علينا من خبرهما  هو من هذا الباب، كقوله : «ودوا لو تدهن فيدهنون»، فإن نبينا صلى الله عليه وسلم أحب أن يقص الله خبرهما، فذكرها لبيان محبته للصبر المترتب عليه، فعرفه ما يكون لما في ذلك من المنفعة، ولم يكن في ذلك جزع ولا حزن ولا ترك لما يجب من الصبر على المقدور.

 حكم استخدام لفظ لو في الحديث

قال الدكتور عطية لاشين، أستاذ الشريعة الإسلامية وعضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، إنه لا يجوز للإنسان أن يستعمل "لو" إذا كانت تُستخدم للتحسر على شيء مضى من أمور الدنيا، لأن استعمالها حينئذ لا يفيد شيئًا، وإنما تجدد الحزن على هذا الشيء الفائت.


واستشهد العالم الأزهري بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا، فإن لو تفتح عمل الشيطان، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل" (رواه مسلم)، موضحاً: أما إذا كان استعمالها بقصد التمني لفعل الخير، فإنه يكون جائزا.

وتابع: إن الأمور التي تحدث للإنسان أثناء رحلته في الحياة إنما هي أمور مقدرة بتقدير الله عز وجل منذ الأزل، بل جرى تقديرها وإثباتها قبل أن يجيء الإنسان إلى هذه الحياة. قال بشأن ذلك الملك القدوس السلام: "وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ" (سورة الحجر، الآية 21)، وقال عز وجل: "إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ" (سورة القمر، الآية 49).
 

 

تابع موقع تحيا مصر علي