رعب إسرائيلي وتأهب أمريكي.. هل اغتيال هنية سيشعل فتيل الحرب العالمية الثالثة؟
ADVERTISEMENT
أوقات عصيبة تشهدها منطقة الشرق الأوسط، بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، وسط تخوفات من اندلاع حرب شاملة تقودها إسرائيل وإيران.
صدام مباشر بين إسرائيل وإيران بين الحقيقة والخيال
فرغم لهجة التهديدات وارتفاع حدة نبرة الانتقام والثأر، إلا أنه على أرض الواقع ليس من مصلحة إسرائيل وإيران بتغير قواعد الصراع والتصعيد ونقلها إلى مرحلة جديدة تصل إلى حد الصدام والمواجهة المباشرة، لكن إعلان الولايات المتحدة بنشر طائرات مقاتلة وسفناً حربية إضافية في الشرق الأوسط، آثار تخوفات بشأن احتمالية أن يكون العالم على اعتاب حرب شاملة.
فأمس، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) إن الجيش الأميركي سينشر طائرات مقاتلة وسفناً حربية إضافية في الشرق الأوسط، في الوقت الذي تستعد فيه واشنطن لقيام إيران وحلفائها الإقليميين بالوفاء بوعدهم بالرد على مقتل إسماعيل هنية في طهران.
فبعد اغتيال هنية في طهران يوم الأربعاء الماضي واغتيال القائد الأعلى لحزب الله فؤاد شكر في بيروت مساء اليوم السابق، سارع الدبلوماسيون الدوليون إلى تجنب اندلاع حرب إقليمية شاملة. وقد دفعت التوترات المتزايدة عدداً متزايداً من شركات الطيران الكبرى إلى إلغاء رحلاتها إلى تل أبيب أو بيروت.
استنفار دولي بعد اغتيال هنية وشكر
وفي يوم الجمعة، حثت فرنسا مواطنيها على مغادرة إيران، وقالت قبرص إنها وسعت خططها لدعم إجلاء واسع النطاق من المنطقة إذا اتسع نطاق الحرب. وكانت الجزيرة ساعدت عشرات الآلاف من الناس على المغادرة أثناء حرب عام 2006 بين إسرائيل وحزب الله.
ووافق وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ، الجمعة، على إرسال طرادات ومدمرات بحرية إضافية - قادرة على إسقاط الصواريخ الباليستية - إلى الشرق الأوسط وأوروبا، كما سترسل الولايات المتحدة أيضا سرباً إضافياً من الطائرات المقاتلة إلى الشرق الأوسط.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية في بيان "أمر أوستن بإجراء تعديلات على الوضع العسكري الأميركي بهدف تحسين حماية القوات الأميركية، وزيادة الدعم للدفاع عن إسرائيل، وضمان استعداد الولايات المتحدة للرد على مختلف الطوارئ".
وقد كثف الجيش الأميركي من عمليات الانتشار قبل 13 أبريل، عندما شنت إيران هجوما على الأراضي الإسرائيلية بطائرات بدون طيار وصواريخ. ونجحت إسرائيل في إسقاط كل الطائرات بدون طيار والصواريخ البالغ عددها نحو 300 طائرة بمساعدة الولايات المتحدة وحلفاء آخرين.
رعب داخل الدول العبرية
وأمس، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنهم "في حالة استعداد عالية للغاية لأي سيناريو". وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الحكومة زودت الوزراء بهواتف تعمل عبر الأقمار الصناعية في حالة قيام إيران بالرد وتعطيل الاتصالات.
وقتلت إسرائيل شكر - الرجل الثاني في حزب الله - في بيروت يوم الثلاثاء، وهي الخطوة التي قالت إنها كانت ردًا على إطلاق الصواريخ القاتلة الأسبوع الماضي على مرتفعات الجولان التي ضمتها إسرائيل. وبعد ساعات، قُتل هنية في طهران.
وفي يوم الجمعة، تجمعت حشود في العاصمة القطرية الدوحة لدفن هنية ، بعد يوم من إقامة صلاة على روحه في طهران، وهنية كان كبير المفاوضين في الجهود الرامية إلى التوسط في وقف إطلاق النار في غزة.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي دفع بقوة من أجل وقف إطلاق النار في الأشهر الأخيرة، إن القتل “لم يكن مفيدًا”.
وأضاف بايدن أنه أجرى محادثة "مباشرة للغاية" مع نتنياهو حول الحاجة إلى التوصل إلى اتفاق. وقال: "لدينا الأساس لوقف إطلاق النار ويجب عليهم المضي قدمًا في ذلك الآن".
رد قاسٍ في انتظار إسرائيل
وقال مكتب نتنياهو يوم الجمعة إن وفدا إسرائيليا سيتوجه إلى القاهرة في الأيام المقبلة لإجراء مفاوضات للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الأسرى.
وعلق المسؤول الكبير في حركة حماس سامي أبو زهري على الإعلان قائلا لرويترز: "نتنياهو لا يريد وقف الحرب ويستخدم هذه التصريحات الفارغة للتغطية على جرائمه والتهرب من عواقبها".
هذا وأكد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي إن الهجوم على عاصمتها من شأنه أن يؤدي إلى رد قاس على إسرائيل. وقال زعيم حزب الله حسن نصر الله ، الذي تحدث يوم الخميس في جنازة شكر، إن القتل نقل الصراع إلى مرحلة مختلفة من التصعيد.
وأضاف "لا تعرفون ما هي الخطوط الحمراء التي تجاوزتموها، لقد دخلنا مرحلة جديدة مختلفة عن المرحلة السابقة".
وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو البلاد بعد عمليات القتل من أن "أيامًا صعبة تنتظرنا". وألغت العديد من شركات الطيران الأجنبية رحلاتها إلى إسرائيل، كما ألغت شركات الطيران رحلاتها من وإلى إسرائيل في الفترة التي سبقت الهجوم الإيراني في أبريل.