عاجل
الخميس 19 سبتمبر 2024 الموافق 16 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

ما يجوز للخاطب رؤيته من خطيبته؟ دار الإفتاء تجيب

الخطوبة
الخطوبة

أكد الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، ضرورة مراعاة التغيرات الأخلاقية والزمانية عند تفسير ما هو مباح للخاطب رؤيته من خطيبته، مشيراً إلى أن هذا الموضوع له جذور عميقة في الفقه الإسلامي.

 

يجب علينا أن ننظر إلى تطورات الأخلاقيات بين الماضي والحاضر

وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية: "للأمانة العلمية، نجد أن كل ما يتعلق بما هو مباح للخاطب من رؤية خطيبته موجود في الفقه الإسلامي. ومع ذلك، يجب علينا أن ننظر إلى تطورات الأخلاقيات بين الماضي والحاضر، فقد اختلفت أخلاقيات الناس اليوم عن ذي قبل، حيث نرى في العصر الحالي تجرؤاً على تجاوز النصوص الشرعية في بعض الأحيان".

 

وأضاف "في الماضي، كان هناك تعظيم كبير للنصوص الشرعية والتزام صارم بأحكام الدين، لكن اليوم، نجد محاولات للى النصوص الشرعية للوقوع فى الحرام، وهو ما قد يؤدي إلى مشكلات إذا لم نراعِ التغيرات الأخلاقية والزمانية."

 

وأشار إلى أن الفقهاء، بما في ذلك الإمام أبو حنيفة، قد تناولوا مسألة ما يمكن للخاطب رؤيته من خطيبته، وقدموا آراء تتعلق بذلك، مثل رؤية الوجه والكفين وهذه عند جمهور العلماء، وزاد عليهم أبى حنيفة بجواز رؤية القديم، مضيفا: "هذا النقاش موجود في الفقه، ولكننا بحاجة إلى مراعاة الزمان وتطور الأخلاقيات عند التعامل مع هذه المسائل".

حكم سفر الخطيبة مع خطيبها للمصيف

أجاب الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن سؤال حول حكم سفر الخطيبة مع خطيبها للمصيف قائلاً: "في إطار الالتزام بالشريعة الإسلامية، من المهم أن نفهم الأحكام المتعلقة بسفر المخطوبة مع خطيبها، إذا كان السفر إلى مكان عام، فلا توجد مشكلة في ذلك، حيث إن المكان العام لا يُعتبر خلوةـ لكن إذا كان السفر مع الأهل فقط، فلا مانع من ذلك".

 

يجب أن نلتزم بالأحكام الشرعية بشكل دقيق

وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية في فتوى له: "يجب أن نلتزم بالأحكام الشرعية بشكل دقيق، فالشعب الشرقي ما زال متمسكاً بالدين وأحكامه، ولا ينبغي التفريط في هذه المسائل، سفر المخطوبة مع خطيبها لا يُعتبر مناسباً إذا كان السفر منفرداً، حتى وإن كان مع الأهل، ولكن في حال كان الأهل فقط هم من يسافرون، فيجب أن نحرص على عدم حدوث أي نوع من الاختلاط غير المشروع."

 

وتابع: "العادات تختلف بين الأسر وحسب تربية الفرد، ولكن في ظل الانفتاح الكبير الذي نشهده اليوم، يجب علينا أن نكون حذرين، كما قال نبي الله يوسف عليه السلام: 'وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ' ويجب علينا أن نغلق جميع أبواب الفتن لضمان الحفاظ على الأخلاق والالتزام الديني".

 

 الالتزام بالأدب والاحترام في جميع الأوقات

وتابع الشيخ عويضة عثمان: إنه من الضروري أن تحافظ الفتاة على نفسها خلال فترة الخطوبة وأن تلتزم بالحدود الشرعية والأخلاقية.

 

وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، في فتوى له، أن من الأمور المهمة التي يجب تجنبها هي تبادل الصور، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى مشاكل كبيرة، مؤكدا ضرورة الالتزام بالأدب والاحترام في جميع الأوقات، وفي بعض الأحيان نرى تصرفات غير لائقة من بعض الأشخاص، حتى وإن كانوا يظهرون بمظاهر دينية.

 

الحوار بين الخاطب والمخطوبة 

وأشار إلى أهمية أن تبقى الفتاة في إطار حدود الاحترام والأدب، وأن تكون التفاعلات ضمن نطاق الأسرة، حيث يمكن أن يكون الحوار بين الخاطب والمخطوبة حوارًا مهذبًا ومحترمًا، «بلاش حوار أنتى هتبقى مراتي»، لذا يجب أن يكون هذا الحوار محددًا في نطاق الأسرة، بحيث يتعرف كل طرف على شخصية الآخر وأفكاره بشكل صحيح.

 

الحوار يجب أن يكون ضمن حدود الأدب

وأضاف: "الحوار يجب أن يكون ضمن حدود الأدب، ولا يتجاوز إلى مواضيع قد تجر إلى الحرام، ففترة الخطوبة هي فترة تعارف فقط، وليس من المناسب أن تتجاوز العبارات أو الأفعال حدود الأدب، يجب أن نحافظ على الأخلاق في هذه الفترة، حيث قد يؤثر التصرف غير اللائق على الانطباع النفسي للطرفين."

 

ونوه إلى مسألة عدد المرات التي يمكن أن يلتقي فيها الخاطب بخطيبته، موضحًا أن هذا يعتمد على عادات الناس وثقافاتهم، ولا مانع من أن يلتقي الخاطب بخطيبته عدة مرات طالما أن هذه اللقاءات تتم ضمن إطار الأسرة وباحترام للأخلاق والشرع.
 

تابع موقع تحيا مصر علي