خالد الجندى: حسن معاملة الجار تطول العمر
ADVERTISEMENT
قال الشيخ خالد الجندي عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إن الله سبحانه وتعالى قال في كتابه العزيز "والجار ذي القربى والجار الجنب"، أى الجار القريب والبعيد، مشيرا إلى أن المثل القائل "النبي وصى على سابع جار" هو خاطئ، فالنبي وصى على كل جار، وليس 7 فقط.
من هو الصاحب بالجنب
وتابع عضو المجلس الأعلي للشئون الإسلامية، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على فضائية "dmc"، اليوم الثلاثاء: أن "الصاحب بالجنب" هو صاحبك الذي بجانبك في سفر أو عمل أو دراسة أو رحلة أو مجلس، فهو له حق عليك، مضيفا أن الله سبحانه وتعالى يقول على لسان سيدنا يوسف "يا صاحبي السجن" فكانوا أصحابه في السجن يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويدعوهم للخير ويفسر لهم أحلامهم.
وتابع: قوله تعالى "إذا يقول لصاحبه لا تحزن" فهو صحبه في الهجرة، مشددا على أهمية المخلوق العجيب الذي يترتب عليك دخولك الجنة أو النار أو يغفر لك الذنب ويقبل منك العمل ويؤكد أنك من المؤمنين حقا ويعمر دارك ويطيل عمرك، فجارك هو الذي يعمر دارك.
رحمة ربنا بالعباد
أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن الإنسان حال إصابته بمرض عقلي يقف التكليف ولا يصبح مسؤولا عن حلال أو حرام بينما لو أصيب بمرض نفسي فله علاج، قائلا: "ربنا لا يحاسب إلا على اللي احنا فاهمينه وعارفينه ومدركينه".
مسلوب العقل ليس عليه تكليف
وأضاف عضو المجلس الأعلى للشئون الاسلامية، خلال حلقة خاصة تحت عنوان "حوار الأجيال" ببرنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على فضائية "dmc"، أنه في حالة غاب الإنسان عن الوعي والاتزان أصبح مسلوب العقل ليس عليه تكليف، وتساءل: "هل تبديل العادات يسلب العقل؟ مينفعش المفروض الايمان بالله ثابت ومتبقاش عبد النعمة ولكن عبد المنعم".
ووجه رسالة لكل شخص يتعرض لابتلاء، قائلا: "لو انت عبد النعمة هتتغير إذا تغيرت ولكن لو عبد المنعم لا تتغير إذا تغيرت"، واستشهد بقوله تعالى "وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ".
الابتلاء قد يكون نعمة وخيرا كبيرا من ربنا
قال الداعية الإسلامي، عمرو مهران، إن نسبة كبيرة فى حياتنا كان فى ظاهرها شر ولكن مع الواقع اكتشفنا أنه نعمة وخير كبير من ربنا، لافتاً إلى أن الابتلاء سترى نتائجه فى الدنيا.
وأوضح الداعية الإسلامي، في تصريح له: "وممكن نتاج الابتلاء فى الآخرة كله خير فى الجنة"، مضيفا: "الابتلاء يمكن يكون خير أو شر، تمهل لترى نتيجة الابتلاء فى الآخرة واصبر واحتسب".
قالت دار الإفتاء، إن الابتلاء من أقدار الله تعالى ورحمته، يجعل في طياته اللطف، ويسوق في مجرياته العطف، والمحن تحمل المنح، فكلُّ ما يصيب الإنسان من ابتلاءات هي في حقيقتها رفعة في درجة المؤمن وزيادة ثوابه ورفع عقابه، حتى الشوكة تُصيبه؛ فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ شَوْكَةٍ فَمَا فَوْقَهَا إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ بِهَا دَرَجَةً، أَوْ حَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه". وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري" (10/ 105، ط. دار المعرفة): [وهذا يقتضي حصول الأمرين معًا: حصول الثواب، ورفع العقاب].
وأوضحت دار الإفتاء، أن ابتلاء الله تعالى لعباده لا يُحكم عليه بظاهره بالضر أو النفع؛ لانطوائه على أسرار غيبية وأحكامٍ علوية لا يعلم حقيقتها إلَّا رب البرية؛ قال تعالى: «وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ» [الأعراف: 168].
الحكم بظاهر الابتلاءات
وواصلت: فليس المقصود هو الحكم بظاهر الابتلاءات؛ بل العلم بقدرة الله تعالى، والإسراع في الرجوع إليه، وأن يتفقد الإنسان نفسه بالسكون إلى قضاء الله تعالى والإذعان إلى مراده؛ قال سبحانه: ﴿فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا﴾ [الأنعام: 43]، وقال تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ﴾ [المؤمنون: 76].
وأكملت: سمَّى الله تعالى غزوة "تبوك" التي استمرت شهرًا «ساعةَ العُسرة» كما في قوله تعالى: «لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ» [التوبة: 117]، تهوينًا لأمرها وتيسيرًا لهولها، وإخبارًا بعِظَمِ أجرها.
ونقلت قول الإمام البقاعي في "نظم الدرر" (9/ 36، ط. دار الكتاب الإسلامي): [وسمَّاها "ساعة": تهوينًا لأوقات الكروب، وتشجيعًا على مواقعة المكاره؛ فإنَّ أمدها يسير وأجرها عظيم خطير، فكانت حالهم باتباعه في هذه الغزوة أكمل من حالهم قبلها].
لا ينبغي للإنسان أن ييأس من رحمة ربه
فلا ينبغي للإنسان أن ييأس من رحمة ربه، أو أن يضجر من الدعاء، أو يستطيل زمن البلاء؛ لأنه لا يعلم حكمة البلاء ولا يعي كنه أسراره، وأن تَفَقُّدَ الله تعالى للمكلفين بالمصائب والابتلاءات إنما هو رحمة بهم، وحفظًا لصحة عبوديتهم؛ قال الإمام ابن الجوزي في "صيد الخاطر" (ص: 439، ط. دار القلم): [فإياك إياك أن تستطيل زمان البلاء، وتضجر من كثرة الدعاء؛ فإنك مبتلى بالبلاء، متعبد بالصبر والدعاء، ولا تيأس من روح الله، وإن طال البلاء].
وقال الشيخ ابن القيم في "زاد المعاد" (4/ 179، ط. مؤسسة الرسالة): [لولا محن الدنيا ومصائبها: لأصاب العبد -من أدواء الكبر والعجب والفرعنة وقسوة القلب- ما هو سبب هلاكه عاجلًا وآجلًا، فمن رحمة أرحم الراحمين: أن يتفقده في الأحيان بأنواع من أدوية المصائب، تكون حِمْيَةً له من هذه الأدواء، وحفظًا لصحة عبوديته، واستفراغًا للمواد الفاسدة الرديئة المهلكة منه، فسبحان مَن يرحم ببلائه، ويبتلي بنعمائه].