حكم عمل ختمة القرآن للميت .. أمين الفتوى يجيب
ADVERTISEMENT
هل يصل ثواب قراءة القرآن للميت؟ أجاب الدكتور أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن سؤال متصلة حول: "أختى توفيت فعملنا ختمة قرآن فلم نقرأ بالترتيب فهل هذا يجوز؟.
وقال أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، في فتوى له: "جائز وحاجة زي كده اتعرضت على ستنا عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، فعندما جاوبت باجابة منطقية يعني وإن شيء من القرآن نزل قبل شيء لما الترتيب الأخراني للمصحف ده، لكن عندما كان القرآن ينزل مفرقا كان من الممكن أن تنزل آية، وبعدها بمدة تنزل آية، فسيدنا النبي عليه الصلاة والسلام حطها قبلها في القرآن الكريم، (وقرأنا فرقناه لتقراه على الناس)".
وتابع: " السيدة عائشة بتقول نزلت بمكة آيات ذكر فيها الجنة والنار، الثواب والعذاب، ثم نزلت آيات بعد ذلك في المدينة بين فيها الحلال من الحرام، نعم، فلا يوجد مانع من هذا إن هي قرأت قبل أختها أو أختها قرأت قبلها، ده ترتب عليه أن أحنا قرأنا الآية الأخيرة من قبل الآية اللي في أول الجزء، مثلا، مافيش مشكلة في النص كل واحدة خدت ست صفحات ولا سبعة هتقرأ وبعدها بعد كده هنجمع يبقى أحنا كده قرأنا الجزء كاملا ثم ننتقل للجزء اللي بعده أو عملنا كده في المصحف كله، أحنا قسمنا القرآن إلى ثلاث، مثلا، كل واحدة عليها 10 أجزاء، هم ثلاثة يبقى مثلا، يبقى في كل واحدة عليها، يبقى أحنا كده عملنا ختم القرآن كله ويصل الثواب للمتوفى، ختمة كاملة، صحيحة، مافيهاش أي مشكلة".
هل يصل ثواب قراءة القرآن للميت وكيفية وهب ثوابه له؟
قراءة القرآن للميت وإهداء ثوابها له من الأعمال الصالحة التي ينتفع بها الميت، فلا مانع شرعا من قراءة القرآن واجتماع الناس على قراءة القرآن وختمه وهبة ثواب هذا العمل الصالح إلى الميت؛ سواء كان ذلك حال وفاته أو بعدها، في منزله أو في المسجد، عند القبر أو غيره، وقد ورد في ذلك أحاديث كثيرة؛ منها قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «اقرءوا يس على موتاكم» رواه أحمد وغيره، والحديث يشمل حال الاحتضار وبعده.
هل يصل ثواب قراءة القرآن للميت
أوضح مجمع البحوث الإسلامية، في إجابته عن سؤال: «هل يصل ثواب قراءة القرآن للميت؟»، أن الصوم والحج والدعاء والاستغفار عبادات بدنية قد أوصل الله سبحانه وتعالى نفعها إلى الميت، منوهًا بأن قراءة القرآن كذلك يصل ثوابها للميت إلا في حالة واحدة.
وافاد مجمع البحوث الإسلامية بأن قراءة القرآن وجعل ثواب القراءة للميت جائز شرعًا، ويصل ثواب قراءة القرآن للميت وينتفع به إذا كان خالصًا لوجه الله بغير أجر، لافتًا إلى أن قراءة القرآن مقابل أجر مادي، لا يصل ثوابها للميت.
وتابع مجمع البحوث الإسلامية أنه مما تجدر الإشارة إليه أن الإنسان إذا قرأ القرآن لابد أن يُصحح النية في قراءته بأن يكون خالصًا لوجه الله -تعالى - لا يبتغي بقراءته للقرآن أجرًا ماديًا أو غيره من الأمور الدنيوية، وأن يقرأ القرآن بخشوع وتدبر، فقال ابن القيم رحمه الله: «وأما قراءة القرآن وإهداؤها له تطوعًا بغير أجرة فهذا يصل إليه كما يصل ثواب الصوم».
وواصل مجمع البحوث الإسلامية "فلا بأس بقراءة القرآن خالصًا لوجه الله بغير أجر، ووهب ثوابها للميت ويصله الثواب –بفضل الله تعالى- وهو مذهب جماهير أهل العلم من الحنفية والحنابلة ومتأخري المالكية واختيار الإمام النووي -رحمه الله- قال الشيخ الدردير –رحمه الله-: «الْمُتَأَخِّرُونُ عَلَى أَنَّهُ لَا بَأْسَ بِقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَالذِّكْرِ وَجَعْلِ ثَوَابِهِ لِلْمَيِّتِ وَيَحْصُلُ لَهُ الْأَجْرُ إنْ شَاءَ اللَّهُ».
كيفية إهداء ثواب قراءة القرآن للميت
مَنْ يرغب في إهداء ثواب قراءة القرآن للمتوفى أن يقول «اللهم اجعل مثل ثواب ما قرأتُ لفلان».
واجتماع الناس على قراءةِ القرآن وخَتْمِهِ يصل إلى الميت، من خلال وهبه له بـ دعاء ختم القرآن للميت، ويصل الثواب للمتوفى سواء كان ذلك حال وفاته أو بعدها، في منزله أو في المسجد، عند القبر أو غيره.
كيفية إهداء ثواب الأعمال الصالحة للميت
ذكر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أنه يجوز إهداء الأعمال الصالحة للميت، منوهًا بأن هناك أعمالًا صالحة يؤديها الأحياء ويصل ثوابها لأمواتهم.
وأوضح مركز الأزهر، عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، في إجابته عن سؤال: «ما حكم إهداء ثواب القربات للميت؟»، أن جميع العبادات المالية يصل ثوابها إلى الميت، وبعض العبادات البدنية كالحج والدعاء والاستغفار يصل ثوابها أيضًا إلى الميت، أما الصلاة فلا يصح أن يصلي أحدٌ عن أحد فرضًا ولا نفلًا؛ ولكن إذا صلى وأهدى ثواب الصلاة إليه فجائز على الأصح.
وتابع مركز الأزهر، وقال الإمام والمحدث "الزيلعي" في كتاب "تبيين الحقائق" تحت باب الحج عن الغير: الأصل في هذا الباب أن الإنسان له أن يجعل ثواب عمله لغيره عند أهل السنة والجماعة صلاةً كان أو صومًا أو حجًا أو قراءةَ قرآنٍ أو أذكارًا إلى غير ذلك من جميع أنواع البر، ويصل ثوابُ ذلك إلى الميت وينتفع به.
إهداء ثواب القربات للحي والميت
وأضاف مركز الأزهر، أنه ذهب الحنابلة إلى جواز إهداء ثواب القربات للحي والميت؛ قال البُهوتي الحنبلي رحمه الله: وكل قربة فعلها المسلم وجعل ثوابها أو بعضها -كالنصف ونحوه- لمسلم حي أو ميت- جاز له ذلك، ونفعه لحصول الثواب له، كصلاة ودعاء واستغفار، وصدقة وعتق وأضحية، وأداء دَيْنٍ وصوم، وكذا قراءة وغيرها، قال أحمد: الميت يصل إليه كل شيء من الخير للنصوص الواردة فيه؛ ولأن المسلمين يجتمعون في كل مصر، ويقرءون، ويهدون لموتاهم من غير نكير، فكان إجماعًا.
وأشار مركز الأزهر، إلى أنه اعتبر بعضهم في حصول الثواب للمجعول له إذا نواه حال الفعل، أي القراءة أو الاستغفار ونحوه، أو نواه قبله، ويستحب إهداء ذلك، فيقول: «اللهم اجعل ثواب ذلك لفلان»، وقال ابن تميم: والأَولى أن يسأل الأجر من الله تعالى، ثم يجعله له أي: للمُهدَى له، فيقول: (اللهم أثبني برحمتك على ذلك، واجعل ثوابه لفلان)، وللمُهدي ثواب الإهداء، وقال بعض العلماء: يثاب كل من المُهدي والمهدى إليه، وفضل الله واسع. «انظر: كشاف القناع عن متن الإقناع».