عاجل
السبت 02 نوفمبر 2024 الموافق 30 ربيع الثاني 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

التبرع للغارمات.. الفنانة شيرين ترفض ودعوات تؤيدها.. وداعية: يستحقون الزكاة

التبرع للغارمات
التبرع للغارمات

أعاد بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ترويج منشور للفنانة شيرين تتحدث فيه عن الغارمات، قائلة: «أنا ضد التبرع لـ الغارمات يعني إيه واحدة تشتري ثلاجتين و3 غسالات لبنتها عشان تتجوز وأنا أروح أتبرع لها».

 

قصة تصريحات الفنانة شيرين

انتقدت الفنانة المصرية شيرين، فكرة التبرع للغارمات اللاتي يقضين عقوبة الحبس بسبب تعثرهن المالي، جاء ذلك أثناء وجودها في ندوة لوزارة التضامن الاجتماعي المصرية، ضمن فعاليات مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط في دورته الـ38 عام 2022.

 

وأعلنت الفنانة شيرين، عن رفضها فكرة التبرع للغارمات شكلاً وموضوعًا، مشيرة إلى أنها ستتعرض لهجوم وانتقادات كثيرة بسبب رأيها، وأرجعت شيرين السبب في رأيها إلى فكر الغارمات المرتبط بمعتقدات وأفكار لم تعد موجودة حالياً، مضيفة: «دماغهن مترسخة بأفكار انتهت من سنين، يعني ايه يجيبوا 4 شاشات و12 ملاية مع إن كفاية 4، و3 بوتجازات و2 ثلاجة، والبنات أصلا مبتعرفش تطبخ».

 التحريض ضد مساعدة الغارمات

 

ورداً على انتشار دعوات مشابهة لرأي الفنانة القديرة شيرين، موقع « تحيا مصر » تواصل مع الشيخ خالد الجمل، الداعية الإسلامي والخطيب بالأوقاف، الذي رفض تلك الدعوات المحرضة ضد التبرع ومساعدات الغارمات.

 

 الغارمون والغارمات من مصارف الزكاة


وأكد الشيخ  خالد الجمل، أن الغارمين والغارمات من مصارف الزكاة، وتعميم منع مساعدتهم قسوة مرفوضة، منبهاً على أن الغارمات لمن لا يعرف هن سيدات قد لايكون لهن عائل اضطررن إلى اقتراض المال بالدَين من أجل سداد ألتزاماتهن المالية.

 

وقال «الجمل» في تصريحه الخاص: «لذلك فلقد جعل الإسلام مساعدة الغارمين مصرفا من مصارف الزكاة الثمانية التي أوجبها الاسلام وفرضها على كل قادر في ماله حيث قال تعالى: «إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ» (التوبة:60).

 


وتابع: «معلوم أن الأصل في الإسلام جعل الزوج هو وحده من يتكفل بتجهيز نفسه متى أراد أن يتزوج فلافرض على أب ولا أم في تجهيز الابن أو الابنة ماليًا لتتزوج، لأن الأصل كما ذكرنا أن يتكفل المرء بكل نفقات الزواج، لأن الزواج لا يكون إلا مع الاستطاعة، كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حديث ابن مسعودٍ: «يا معشر الشباب، مَن استطاع منكم الباءة فليتزوَّج؛ فإنه أغضُّ للبصر، وأحصنُ للفرج، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ».

 

الاقتراض لمساعدة الأبناء في تكلفة الزواج


وأكمل: «ولكن العرف في عصرنا الحالي وتيسيراً على الشباب قد تغير للمصلحة فأصبحت تجهيزات الزواج تتم بالاتفاق والتراضي بين الرجل والمرأة، وهذا استثناء لا شيء فيه متى اتفق الطرفان عليه، لذلك نجد أن هناك من الأهل ممن ضاق بهم الحال قد يلجأ إلى الاقتراض لمساعدة الأبناء في تكلفة الزواج التي تتغير كل يوم فنجد من تقترض ما يعينها على تلك التجهيزات الأولية التي تعيد أولادها علي بداية الحياة الزوجية، ومنهم من قد يبالغ ويغالي في تلك التجهيزات بما يتعدى قدراتهم المادية ومستواهم المعيشي بكثير، وهذا ما نرفضه حيث إن هذا السلوك الاستهلاكي غير الواعي الذي تقوم فيه بعض الغارمات باقتراض المبالغ فيه من أجل تجهيزات الزواج التي يكون فيها الكثير من مظاهر الإسراف المتعدي والذي قد يجاوز مستوياتهم المادية بكثير هو أمر ممنوع شرعا، ولكن يجب الإشارة هنا إلى رفض هذا النوع من الغارمات تحديدا، وليس إطلاقاً على كل غارم وغارمة ممن لجأت إلى الاقتراض  من أجل حاجة ملحة لها كما ذكرنا.

الشيخ خالد الجمل الداعية الإسلامي

الله في عون العبد ما كان العبدُ في عون أخيه


واختتم: «وأخيرًا أقول .. لاتسمعوا لتلك الدعوات التي تُخيف الناس من مساعدة الغارمات المحتاجات للمعونة فعلاً، ولكن لكل مزكي أن يسأل ويتحري عن دين كل غارم وغارمة قبل أن يساعدهم بماله، وأن يقرر من منهم يستحق مساعدته ومن منهم قد يكون غير ذلك والله وحده هو من يعين كل من أعان محتاجًا وفرج عن مكروب كربة، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة: «(مَن نفَّس عن مؤمنٍ كربةً من كرب الدنيا نفَّس الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة، ومَن يسَّر على مُعسرٍ يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومَن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبدُ في عون أخيه».

 

تابع موقع تحيا مصر علي