صعود اليمين المتطرف.. ماهي الأحزاب المتنافسة في الانتخابات البرلمانية الفرنسية؟

انطلقت، اليوم الأحد، الانتخابات البرلمانية في فرنسا، وتأتي الجولة الانتخابية بعد إعلان الرئيس إيمانويل ماكرون في التاسع من يونيو الجاري، حل الجمعية الوطنية تطبيقاً للمادة 12 من الدستور، وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة بالاقتراع العام وبشكل مباشر، لاختيار 577 نائباً، لولاية مدتها 5 سنوات قابلة للتجديد.

الفرنسيون يدلون بصوتهم في الانتخابات البرلمانية

وفتحت مراكز الاقتراع في الساعة 8:00 (6:00 توقيت جرينتش) وسط توقعات بوصول نسبة المشاركة إلى 67 بالمئة من الناخبين المسجلين.

ومن المقرر أن تغلق مراكز الاقتراع أبوابها عند الساعة 16:00 بتوقيت جرينتش في البلدات والمدن الصغيرة، بينما تغلق في المدن الكبرى عند الساعة 18:00 بتوقيت جرينتش، حيث يتوقع صدور أول استطلاعات لآراء الناخبين بعد خروجهم من مراكز الاقتراع والتوقعات المتعلقة بالمقاعد في الجولة الثانية الحاسمة بعد أسبوع لاحق.

وستنظم الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية الفرنسية في 7 يوليو المقبل.

من هي الأحزاب المتنافسة في الانتخابات الفرنسية المبكرة؟

وتشهد الانتخابات تنافس أربع كتل رئيسية على مقاعد الجمعية الوطنية:

الجبهة الشعبية الجديدة هي ائتلاف من الأحزاب اليسارية والخضر. وقد تشكلت في وقت سابق من هذا الشهر بعد أن دعا الرئيس إيمانويل ماكرون إلى إجراء انتخابات مبكرة. وتتضمن أجندتها إلغاء إصلاحات الهجرة والمعاشات التقاعدية وضريبة الثروة وزيادة الحد الأدنى للأجور. كما تريد "الاعتراف الفوري بالدولة الفلسطينية" ووقف "الدعم المذنب من جانب الحكومة الفرنسية" لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وهي تشغل حاليا 149 مقعدا.

حزب النهضة الذي يتزعمه ماكرون هو جزء من ائتلاف (معًا) . ويهدف التحالف الوسطي المؤيد للاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي إلى جعل الاقتصاد والقوى العاملة في فرنسا أكثر قدرة على المنافسة. والتحالف مؤيد قوي لحرب أوكرانيا ضد القوات الروسية ويشغل حاليًا 250 مقعدًا.

الجمهوريين من يمين الوسط مؤيدون لقطاع الأعمال، لكنهم حزب انكمش بشكل كبير بعد حكم فرنسا لعقود من الزمن. حاليا، يشغلون 61 مقعدا.

حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف الذي تتزعمه   مارين لوبان ، والذي من المتوقع أن يفوز بأكبر عدد من المقاعد في هذه الانتخابات، مناهض للهجرة والاتحاد الأوروبي. ومن المعروف أن هذا التحالف له علاقات سياسية ومالية مع روسيا. وهو يشغل حاليا 88 مقعدا. وقال رئيسه جوردان بارديلا إنه إذا تم اختياره رئيسا للوزراء، فلن يسمح بتسليم صواريخ فرنسية إلى أوكرانيا يمكنها ضرب أهداف داخل روسيا نفسها، ناهيك عن إرسال قوات إلى الصراع، وهي الفكرة التي طرحها ماكرون.

أوربان: انتخابات البرلمان الأوروبي جرت كما خطط لها

انتخابات أوروبا.. ماذا يعني صعود اليمين المتطرف في البرلمان الأوروبي؟

كيف يعمل نظام التصويت الفرنسي؟

تضم فرنسا 577 دائرة انتخابية وترسل كل منها مندوبا واحدا إلى الجمعية الوطنية في باريس.

يتم انتخاب المرشحين الذين يحصلون على أكثر من 50% من الأصوات في الجولة الأولى، ولكن هذا نادر الحدوث.

ويخضع المرشحون الذين يحصلون على 12.5% ​​على الأقل من الأصوات المسجلة إلى جولة حاسمة ثانية ستعقد في 7 يوليو.وليس المقصود من هذه الانتخابات أن تحل محل الرئيس ماكرون، الذي تستمر ولايته الثانية والأخيرة في منصبه حتى عام 2027، لكنه سيحتاج إلى اختيار رئيس للوزراء من صفوف الحزب الذي يضمن الأغلبية في الجمعية الوطنية أو مجلس النواب بالبرلمان.

إذا فاز أي من التحالفين اليميني المتطرف أو اليساري، فسوف يضطر ماكرون إلى فترة من "التعايش". ويشير المصطلح إلى فترات ينتمي فيها الرئيس ورئيس الوزراء إلى معسكرين سياسيين مختلفين، وبالتالي يتم تقسيم السلطة التنفيذية. 

ويتولى رئيس الوزراء مسؤولية القوانين المحلية، بينما سيظل ماكرون قائدا للجيش ومسؤولا عن القرارات المتعلقة بالسياسة الخارجية.

إذا لم تكن هناك أغلبية، يمكن للرئيس تسمية رئيس وزراء من المجموعة التي حصلت على أكبر عدد من المقاعد في الجمعية الوطنية.

لماذا تجري فرنسا انتخابات مبكرة؟

خاض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مقامرة سياسية كبرى من خلال الدعوة لإجراء  انتخابات تشريعية بعد هزيمة حزبه الوسطي أمام حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبان في انتخابات البرلمان الأوروبي في وقت سابق من هذا الشهر.

ويتقدم حزب الجبهة الوطنية في استطلاعات الرأي قبل الانتخابات، لذلك يمكن أن تشهد البلاد أول حكومة يمينية متطرفة منذ الاحتلال النازي في الحرب العالمية الثانية

تشكل تحالف الجبهة الشعبية الجديدة اليساري الجديد هذا الشهر وهو في المركز الثاني، بينما  يتأخر تحالف ماكرون الوسطي الذي يضم حزبه النهضة في المركز الثالث.

ويمتلك حزب النهضة الحاكم الذي يتزعمه ماكرون 169 نائبا في الجمعية الوطنية، وهو أكبر تجمع في المجلس المؤلف من 577 مقعدا. ويعد حزب التجمع الوطني أكبر حزب معارض بحصوله على 88 مقعدا.

ويرى المحللون أن حزب التجمع الوطني سيحصل على معظم المقاعد، لكن من غير الواضح ما إذا كان الحزب سيؤمن المقاعد الـ 289 اللازمة لتحقيق الأغلبية المطلقة.