عاجل
الإثنين 01 يوليو 2024 الموافق 25 ذو الحجة 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

محلل بالشأن الروسي لـ تحيا مصر: ترامب يستخدم الأزمة الأوكرانية في المناكفة السياسية مع بايدن لحصد أصوات بعض الناخبين

تحيا مصر

أكد الدكتور آصف ملحم -مدير مركز جي اس ام للأبحاث و الدراسات فى تصريحات خاصة لـ "تحيا مصر"، أن الرئيس الأسبق دونالد ترامب يستخدم الأزمة الأوكرانية في المناكفة السياسية مع بايدن بهدف حصد أصوات بعض الناخبين الذي لا يكونوا على دراية ببعض خفايا السياسة الأمريكية، مشيراً إلى أن واشنطن ستتخلى عن أي دولة في حال وجدت أن علاقاتها بهذه الدولة تنعكس بالسلب على “مصالحها الوطنية”. 

أوكرانيا ورقة ترامب في الانتخابات الرئاسية 

وخلال الآونة الأخيرة انتقد ترامب بشدة دعم إدارة بايدن لأوكرانيا خلال حربها مع روسيا، وإفراطها في توفير مساعدات عسكرية لكييف تقدر بمليارات الدولارات، مما أثار تخوفات من جانب الرئيس فولوديمير زيلينسكي في حال فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها في نوفمبر المقبل. 

محلل بالشأن الروسي لـ تحيا مصر: أمريكا ستتخلى عن أي دولة إذا انعكست علاقتها مع هذه الدولة على مصالحها الوطنية

وفي هذا الإطار قال الدكتور آصف ملحم -مدير مركز جي اس ام للأبحاث و الدراسات فى تصريحات خاصة لـ "تحيا مصر" :" أن السياسة الأمريكية تقوم على أن للولايات المتحدة مصالح دولية و مصالح وطنية، ولا بد من تحقيق نوع من التوازن بينهما. وضوحاً هذان المتجهان مترابطان بشكل وثيق، و العلاقة بينهما تتجلى عبر شبكة معقدة من العلاقات الاقتصادية و التجارية التي تربط الولايات المتحدة مع باقي دول العالم". 

دونالد ترامب - فولوديمير زيلينسكي 

وأضاف:" الثابت في هذه القضية أن الولايات المتحدة ستتخلى عن أي دولة، و ستترك للمجهول أي ملف، إذا انعكست علاقتها مع هذه الدولة أو بهذا الملف على مصالحها الوطنية..خير دليل على ذلك، هو خروجها من أفغانستان بعد أكثر من عشرين عاماً، وهي تحاول العودة من جديد و لكن من بوابة جديدة و لأسباب أخرى. المثال الآخر، الذي يمكن أن نقدمه هو سورية؛ فترامب نفسه أراد الخروج من سورية في ولايته الأولى، كما نتذكر جميعاً، و لكن هذه الخطوة قُوبلت بمعارضة شديدة داخل الولايات المتحدة، و لم يتمكن من تنفيذ هذه الخطوة".

محلل بالشأن الروسي لـ تحيا مصر: ترامب يستخدم الأزمة الأوكرانية في المناكفة السياسية مع بايدن بهدف حصد أصوات بعض الناخبين

وتابع قائلاً:" من المستبعد أن تكون في نية ترامب إيقاف الدعم العسكري أو الخروج من الأزمة الأوكرانية، لأنه يعلم علم اليقين أن مثل هكذا قرارات لا يمكن أن يتخذها الرئيس إلا بالتنسيق مع العديد من المؤسسات السياسية و الأمنية و العسكرية داخل الولايات المتحدة. لذلك، من المرجح أن ترامب يستخدم الأزمة الأوكرانية في المناكفة السياسية مع بايدن بهدف حصد أصوات بعض الناخبين، الذين ليسوا على دراية كافية بخفايا السياسة الأمريكية". 

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي 

وأردف د. ملحم أنه:" يمكننا التذكير بالجدل الواسع الذي حصل بين الجمهوريين و الديمقراطيين حيال قانون المساعدات الأمريكية لأوكرانيا، الذي أقرته واشنطن في نهاية أبريل الماضي. فلقد كان هذا الخلاف في أوجه في الأشهر الأخيرة من السنة الماضية، حتى اعتقد البعض بأن واشنطن ستتخلى عن أوكرانيا نهائياً. و لكن من يعرف خفايا هذا الملف، يعلم أن كل هذا الجدل هو نوع من المناكفة و الابتزاز بين الفريقين. لأن السياسة الخارجية الأمريكية ترسمها مراكز القوة في الدولة العميقة وهي غير مرتبطة بالخلافات بين الحزبين".

وتسأل المتخصص في الشأن الروسي عن موعد تأثير الأزمة الأوكرانية سلباً على المصالح الوطنية الأمريكية؟

مشيراً إلى أن:" الجواب على هذا السؤال يرتبط بالسلوك الروسي و طريقة إدارتها للمعركة بالدرجة الأولى. فالولايات المتحدة تنظر إلى أوكرانيا على أنها (دولة-زومبي) Zombie-state؛ فعبر هذه الدولة يمكن تمرير كل الصفقات المشبوهة و الأموال السوداء من جهة، كما أن أوكرانيا أصبحت حقل تجارب للأسلحة الغربية من جهة ثانية، و بنفس الوقت هي بؤرة لاستنزاف و امتصاص المقدرات الروسية، و روسيا هي الخصم التقليدي للولايات المتحدة". 

وقال المتخصص في الشأن الروسي في تصريحات خاصة لـ تحيا مصر أن:" روسيا ستتحرك في اتجاهين:

-ستمضي في هذه المعركة حتى تزول أوكرانيا من الوجود كدولة، أو تصبح هذه الأزمة ضاغطة على الدول الغربية بحيث يضطرون إلى تقديم التنازلات التي تريدها روسيا منهم.

-ستتحرك روسيا على جبهات أخرى، بحيث تتمكن من الضغط على الولايات المتحدة بشكل أكبر و إرغامها على الرضوخ لشروطها، و هذه الجبهات كثيرة جداً.

محلل بالشأن الروسي لـ تحيا مصر: روسيا تريد بناء نظام دولي جديد

واختتم مدير مركز جي اس ام للأبحاث و الدراسات فى تصريحات خاصة لـ "تحيا مصر" قائلاً أن:" روسيا ستتحرك بهدوء في كل هذه المسارات، لأن المعركة بينها وبين الغرب جارية على كل المستويات، العسكرية و الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية و الثقافية. و روسيا تريد بناء نظام دولي جديد، و هي بحاجة لحسابات دقيقة في كل خطواتها اللاحقة، لأنه عليها كسب حلفاء أكثر، وعليها اقناع المترددين برؤيتها للعالم و المستقبل". 

تابع موقع تحيا مصر علي