لما بتجوع بتتعصب ؟ .. اعرف السر
ADVERTISEMENT
يشعر الناس غالبًا ما يغضبون عندما يشعرون بالجوع، هذه الظاهرة المتمثلة في الشعور بالانفعال أو الغضب بسبب الجوع، والمعروفة بالعامية باسم "hangry" مزيج من "جائع" و"غاضب"، هي تجربة شائعة يواجهها الناس بسبب التغيرات الفسيولوجية والنفسية.
وقال الدكتور راجمدانجي، بكالوريوس الطب والجراحة، دكتوراه في الطب (الطب العام)، مستشفى أبولو سبيكترا، تشيناي ، الذي شرح هذه الظاهرة وكيف يمكننا إدارة عواطفنا وصحتنا بشكل أفضل، رصدها موقع تحيا مصر.
وفي عام 2022، لقد وجد أن الجوع لا يثير حالات عاطفية حقيقية فحسب، بل يؤثر أيضًا على سلوكنا بطرق إضافية، ووفقا للباحثين، كشفت الدراسة التي استمرت ثلاثة أسابيع عن وجود ارتباط كبير بين الجوع وزيادة مستويات الغضب والتهيج، إلى جانب انخفاض مشاعر المتعة.
أسباب الشعور بالجوع
إن أحد الأسباب الفسيولوجية الرئيسية للشعور بالجوع هو تقلب مستويات السكر في الدم، فعندما نستهلك الطعام، يحوله جسمنا إلى جلوكوز، والذي يعمل كمصدر أساسي للطاقة.
ومع مرور الوقت دون تناول الطعام، يتناقص مستوى السكر في الدم، انخفاض مستويات السكر في الدم، يؤدي هذا الانخفاض في نسبة الجلوكوز إلى إطلاق سلسلة من الاستجابات الهرمونية التي تهدف إلى زيادة مستويات السكر في الدم للحفاظ على وظائف المخ الطبيعية وتوازن الطاقة، مما يؤدي إلى الرغبة في تناول الطعام.
يتم إطلاق العديد من الهرمونات، مثل الأدرينالين والكورتيزول، عندما يستجيب الجسم لانخفاض مستويات السكر في الدم. وأضاف الدكتور راجمادانجي: "الأدرينالين، الذي يرتبط غالبًا باستجابة "القتال أو الهروب"، يمكن أن يزيد من مشاعر التهيج والتوتر. الكورتيزول، المعروف باسمهرمون التوتر"وهذا يؤدي إلى تفاقم هذه المشاعر."
وأضاف: “يحدث هذا النقص في الطعام، وخاصة الكربوهيدرات، لأن الجسم يقوم باستقلاب مخازن الجلوكوز والجليكوجين المتوفرة.
عند استنفاد الكربوهيدرات، يجب على الجسم التحول إلى مصادر الطاقة البديلة، وهي عملية أقل كفاءة. ويكتشف الدماغ نقص الطاقة هذا، مما يؤدي إلى إطلاق هذه الهرمونات للإشارة إلى الحاجة إلى العثور على الطعام واستعادة توازن الطاقة.
يكون الدماغ عرضة للتغيرات في مستويات السكر في الدم لأنه يعتمد بشكل كبير على الجلوكوز للحصول على الطاقة، عندما تنخفض مستويات الجلوكوز، ينظر الدماغ إلى ذلك على أنه تهديد لإمدادات الطاقة الخاصة به.
وقال الدكتور راجمادانجي: "يمكن أن يؤدي هذا إلى ضعف الوظيفة الإدراكية، مما يجعل التركيز أكثر صعوبة ويزيد من احتمالية تقلب المزاج، في الأساس، محاولة الدماغ للحفاظ على الطاقة يمكن أن تؤدي إلى استجابات عاطفية متزايدة، بما في ذلك الغضب.
وخلص الدكتور راجمادانجي إلى أن "الشعور بالجوع هو ظاهرة حقيقية ومدعومة علميا. ومن خلال التعرف على هذه الآليات الأساسية، يمكن للأفراد اعتماد استراتيجيات، مثل الوجبات المنتظمة، والأنظمة الغذائية المتوازنة، والترطيب المناسب، والأكل الواعي، وإدارة الإجهاد للتخفيف من آثار التهيج الناجم عن الجوع.
إن فهم ومعالجة الأسباب الجذرية لنوبات الجوع يمكن أن يؤدي إلى إدارة أكثر فعالية للمزاج والرفاهية العامة.