عاجل
الإثنين 25 نوفمبر 2024 الموافق 23 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

قصة نشيد الكفار «نحن غرابا عك» وكيف تحول إلى لبيك اللهم لبيك؟ اعرف التفاصيل

قصة نشيد تحن غرابا
قصة نشيد تحن غرابا عك

ما هي قصة نشيد نحن غرابا عك ؟ نسمع كثيراً في الأفلام نشيد الحج في الجاهلية التي كلماته كالآتي: «نحنُ غُرابا عَكّ عَكّ.. عَكّ إليك عانية.. عبادك اليمانية.. كيما تحج الثانية.. لبيك اللهم هُبل.. لبيك يحدونا الأمل.. الحمد لك.. والشكر لك.. والكل لك... يخضع لك.. لبيك اللهم هبل»، ولكن ما قصة هذا النشيد ومن القوم الذين أنشدوه في الجاهلية.

 

 قصة نشيد نحن غرابا عك
 

كانت توجد تلبيات للحج في الجاهلية، وكان لكل قبيلة تلبية تخصها، فكان للعزى تلبية، وللات تلبية، ولإساف تلبية، ولمناة تلبية، وكان لقبيلة عك اليمنية تلبية مشهورة، حيث كانوا يحجون كل عام فيرسلون عبدين أسودين يطوفان وينشدان «نحن غرابا عك»، فيردد الناس من ورائهما «عك إليك عانية رجالها اليمانية كيما تحج الثانية».

 

تلبية لبيك اللهم لبيك

 

وأبطل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كل تلبيات الجاهلية لتبقى تلبية التوحيد مدوية على مر عصور الإسلام إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فهي «صِبْغَةَ اللَّهِ ۖ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً ۖ وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ» (سورة البقرة: 138).

 

 ومن باب تأكيد النبي -صلى الله عليه وسلم- على شعيرة التوحيد هذه سن رفعِ الأصواتِ بها، لتطمس تلبية التوحيد تلبية المشركين، كما جاء عند مسلم في صحيحه أن المشركين كانوا يلبون ويقولون في تلبيتهم «لبَّيكَ لا شريكَ لك إلا شَريكًا هو لك، تملِكُه وما مَلَك» تعالى الله عما يقولون عُلُوًّا كبيرًا، إنها تلبية مليئة بالضلال والشرك، ومدعاة للاستخفاف بعقول مردديها مع أنهم ذوو دهاء وعقول راجحة.

 

والتلبية تجريد التوحيد لله وقصر شواغل القلب على النسك وتوابعه دون مزاحمته بما ليس منه من شعارات جاهلية أو عصبية أو سياسية تخرج بالنسك عن مساره وتقتل روحانيته، مضيفًا أن نبينا -صلى الله عليه وسلم- حينما حج حجة الوداع أراد أن يرسخ في أذهان أمته صيغة التلبية وما تحمله من معاني الخشوع وتحقيق العبودية لخالقهم، وليقضي بذلك على موروثات الجاهلية الأولى بما تحمله من صور التذلل لغير الله فاستبدل التلبية الشرعية بتلبية الجاهلية بمختلف صيغها وأشكاله.

 

التلبية في الحج

 

التلبية تعني أن يقول القائم بالحج أو المحرم «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك»، وأفضل أنواع الحج ما اشتمل على الْعَجُّ وَالثَّجُّ، والثج: إسالة دماء الهدايا -الذبائح-، وقال تعالى: «وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاء ثَجَّاجًا» أي سيالًا، و«العج»: هو رفع الصوت بالتلبية باعتدال، مستدلًا بما روي عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «سُئِلَ: أَيُّ الْحَجِّ أَفْضَلُ؟ فَقَالَ: الْعَجُّ وَالثَّجُّ».

 

وينبغى للمحرم بالحج أن يكثر من التلبية خصوصًا عند تغير الأحوال والأزمان مثل أن يعلو مرتفعًا أو أن ينزل منخفضًا، أو أن يُقبل الليل والنهار، وتلبى المرأة وإن كانت حائضًا، ولا تُقطع التلبية إلا عند ابتداء الطواف.

 

الأحكام المتعلقة بــ التلبية في الحج 

المقصود بـ«التَّلبية»: قول المحرم: "لبَّيك اللهم لبَّيك، لبَّيك لا شريك لك لبَّيك، إنَّ الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك"؛ لما ورد في حديث ابن عمر رضي الله عنهما أنَّ تلبيةَ رسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: «لبَّيكَ اللهمَّ لبَّيكَ، لبَّيكَ لا شريكَ لك لبَّيكَ، إنَّ الحمدَ والنِّعمةَ لك والمُلْك، لا شريكَ لك» متفقٌ عليه.

 

وينبغي اقتران التَّلبية بالإحرام، على خلافٍ بين الفقهاء في كونها شرطًا للإحرام كما هو مذهب الحنفية، أو سُنَّةً له كما هو مذهب الشافعية والحنابلة، أو أنَّها واجبةٌ ويستحب اقترانها واتصالها بالإحرام ويَلْزَم بتركها دمٌ كما هو تحقيق مذهب المالكية.

 

وروى البخاري ومسلم في "صحيحيهما" عن عمر رضي الله عنه، قال: سَمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم يُهِلُّ مُلَبِّدًا، يقول: «لبَّيك اللَّهُمَّ لبَّيْك، لبَّيْك لا شريكَ لك لبَّيْك، إنَّ الحمْدَ والنِّعمَةَ لك والمُلْك، لا شريكَ لك»، لا يزيدُ على هؤلاءِ الكَلِماتِ. وإنَّ عبدَ اللهِ بنَ عُمَرَ رَضِي الله عنهما كان يقول: كان رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وآله وسَلَّم يركَعُ بذي الحُلَيفة ركعتينِ، ثم إذا استوت به النَّاقَةُ قائمةً عند مسجِدِ ذي الحُلَيفة، أهلَّ بهؤلاءِ الكَلِماتِ.

 

وروى البخاري ومسلم في "صحيحيهما" أيضًا عن أنسٍ رضي الله عنه، أنَّه قال: صلَّى النبيُّ صلَّى الله عليه وآله وسَلَّم بالمدينةِ أربعًا، وبذي الـحُلَيفةِ رَكعتينِ، ثمَّ بات حتى أصبَحَ بذي الحُـلَيفة، فلمَّا رَكِبَ راحِلَتَه واستَوَتْ به أهلَّ. متفقٌ عليه.. ويُسن للمُحرم الإكثار مِن التلبية متى صَعد مكانًا مُرتفعًا أو هبط وَادِيًا، وكذلك في أدبَار الصَّلَوَات، وإِقبَالِ اللَّيل والنَّهار وعند اجتماع الرِّفاق. 

 

متى يبدأ وقت التلبية؟ 


ويبدأ التلبية من حين الإحرام، ومَن شاء قَطَع التلبية بعد الزوال في يوم عرفة كما هو المشهور عند المالكية، ومَن شاء قطعها بعد رمي جمرة العقبة يوم النحر كما هو مذهب الجمهور، والأمر فيه سَعَة.

 

متى ينتهي وقت التلبية في الحج


مع القول باقترانِ التَّلبيةِ بأولِ الإحرامِ إلَّا أنَّ الفقهاء اختلفوا في وقت انتهاء التلبية في الحج، فيرى الجمهور من الحنفية، والشافعية، والحنابلة، وهو قولٌ عند المالكية: أنَّ انتهاء وقتها برمي جمرة العقبة يوم النَّحْر، أي: يوم العاشر من ذي الحجة، لا فَرْق في ذلك بين المفرد والقارن والـمُتَمتِّع.

 

 

تابع موقع تحيا مصر علي