ما هو طواف القدوم في الحج والعمرة وكيفيته وشروطه.. وهؤلاء يسقط عنهم
ADVERTISEMENT
ما هو طواف القدوم ؟ رأى جمهور الفقهاء من الشافعية والحنفية والحنابلة، أن طواف القدوم سنة وليس فرضاً لكل من جاء من خارج مكة المكرمة، لأنه يُعد بمثابة تحية للمسجد الحرام، فيستحب البدء به من غير تأخير، ورأى الشافعية أن طواف القدوم سنة لكل من دخل مكة سواء أكان محرماً أم غير محرم.
حكم طواف القدوم
طواف القدوم سنّة من سنن الحج حسب قول الجمهور، ويسمى بطواف الورود، وطواف الوارد، وطواف التحيّة؛ لأنه شُرع للقادم من غير مكة المكرمة، ويبدأ طواف القدوم بدخول الحاج إلى مكة المكرمة، وذلك لتحيّة البيت العتيق، وآخر وقته الوقوف بعرفة عند جمهور الفقهاء، عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ الله عَنْهَا-: «أنَّ أَوَّلَ شيءٍ بَدَأَ به حِينَ قَدِمَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أنَّهُ تَوَضَّأَ، ثُمَّ طَافَ».
متى يبدأ وقت طواف القدوم
يبدأ طواف القدوم عند دخول مكة المكرمة، والنبي -صلى الله عليه وسلم- بدأ بطواف القدوم أول دخوله للكعبة المشرفة، وأجمع الفقهاء على أن وقت استحباب طواف القدوم يكون فور الوصول إلى مكة المكرمة، فيُبدَأ به قبل أن يحطَّ المسافر رحله، فهذا يُعد من السنة؛ فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل مكة قصدَ البيت الحرام وطاف، وإذا لم يفعل ذلك المسلم فلا حرج عليه.
وقت انتهاء طواف القدوم
رأى جمهور العلماء من الحنفية والمالكية والشافعية أن طواف القدوم ينتهي وقته عند الوقوف بعرفة، فعلى الحاج بعدها أداء طواف الإفاضة الذي يعد ركناً من أركان الحج، والدليل على ذلك ما رُوي عن عائشة -رضي الله عنها- عن أنّها قالت: «فَطافَ الَّذِينَ أهَلُّوا بالعُمْرَةِ بالبَيْتِ وبيْنَ الصَّفا والمَرْوَةِ، ثُمَّ حَلُّوا، ثُمَّ طافُوا طَوافًا آخَرَ، بَعْدَ أنْ رَجَعُوا مِن مِنًى، وأَمَّا الَّذِينَ جَمَعُوا الحَجَّ والعُمْرَةَ فإنَّما طافُوا طَوافًا واحِدًا».
فالطواف المقصود بعد عودة الحجّاج من منى هو طواف ركن الحج وليس طواف القدوم، بالإضافة إلى أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمر السيدة عائشة -رضي الله عنها- عندما حبسها العذر الشرعي أن تقرن الحج والعمرة، وهي لم تُؤدِّ طواف القدوم ولم يأمرها النبي -عليه الصلاة والسلام- به، واستدل الإمام أحمد بنفس حديث عائشة -رضي الله عنها- الذي استدلّ به الجمهور، ورأى أنّ طواف القدوم مشروع قبل طواف الإفاضة كتحيّة المسجد عند دخول المُصلّي قبل الابتداء بصلاة الفرض.
كيفية الطواف حول الكعبة
وكيفية الطواف كالآتي: يقصد الحجر الأسود إذا دخل المسجد الحرام؛ ليبدأ مِن عنده الطواف بعد تقبيله عند الاستطاعة دون مزاحمة لأحد، أو يلمسه بيده ويقبلها إن أمكنه، أو يستقبله من بعيد.
ثُمَّ يضطبع الرجل -دون المرأة- قبل بدء الطواف بقليلٍ أو مع دخوله فيه؛ بأن يجعل وسط ردائه تحت منكبه الأيمن عند إبطه، ويطرح طرفيه على منكبه الأيسر، ويكون منكبه الأيمن مكشوفًا.
فإذا انتهى من تقبيل الحجر الأسود واضطبع حاذى بجميع بدنه جميع الحجر الأسود، ثم مَرَّ بجميع بدنه على جميع الحجر، ثمَّ ينوي الطواف لله تعالى، ثمَّ يبدأ في المشي ويجعل البيت على يساره، ويمضي على يمينه، فيطوف سبعة أشواط، يرمل في الثلاثة الأُوَل، ثم يمشي في الأربعة.
فيمشي هكذا تلقاء وجهه طائفًا حول البيت كله، فيمر على الملتزم -وهو ما بين الركن الذي فيه الحجر الأسود والباب-، ثم يمر إلى وراء الحِجر فيمشي حوله، ثمَّ يدور حول الكعبة حتى ينتهي إلى الركن الرابع المسمى بالركن اليماني، ثم يمر منه إلى الحجر الأسود، فيصل إلى الموضع الذي بدأ منه، فيكمل له حينئذٍ طوفة واحدة.
ثمَّ يطوف كذلك ثانية وثالثة حتى يكمل سبعة أشواط؛ فكلُّ مرة من الحجر الأسود ثم العودة إليه شوط واحد، والسبعة أشواط طواف كامل.
والرَّمَل والاضطباع -عند الجمهور- من سُنن الطواف؛ فلا يجب شيءٌ بتركه.
حالات سقوط طواف القدوم
يسقط طواف القدوم عن بعض الحالات
المكّي: وهو كل من كان مُقيماً في مكّة المكرمة، ويدخل في حكمه الآفاقي الذي أحرمَ من مكة، إذ إنّ طواف القدوم شُرِع لكلّ من وصل إلى مكّة من غير أهلها، والقدوم في حقّ من يقيم في مكة غير موجود، وقال بعضهم إنّ طواف القدوم يسقط عن كلّ من كان منزله في منطقة المواقيت؛ لأنّ حُكمه في حُكم من يقيم داخل مكة المكرمة.
المعتمر والمُتمتِّع ولو كان آفاقياً: فطواف القدوم يندرج في طواف فرض العمرة عند جمهور العلماء، كما تغني صلاة الفرض عن تحية المسجد، وطواف القدوم خاصٌّ بمن أحرم بالحجّ مفرداً، أو قارناً بين الحجّ والعمرة، وقال الحنابلة بأن يطوف المُتمتِّع طواف القدوم ثمّ طواف الإفاضة.
من قصدَ عرفة: يسقط طواف القدوم عمّن قصدَ عرفة ليقف فيها مباشرة. الحائض: تدخل في حُكمها النفساء أيضاً، وذلك إذا استمرّ دمها إلى يوم عرفة، ودليل ذلك ما رُوِي عن عائشة -رضي الله عنها- عن النبيّ أنّه قال: «افْعَلِي ما يَفْعَلُ الحَاجُّ غيرَ أَنْ لا تَطُوفي بالبَيْتِ حتَّى تَطْهُرِي» إلى أن «قالَتْ: فَلَمَّا كانَ يَوْمُ النَّحْرِ طَهَرْتُ، فأمَرَنِي رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فأفَضْتُ».
شروط الطواف حول الكعبة
أولًا: يشترط في الطواف الطَّهَارَة مِنْ الْحَدَثِ الأكبر والأصغر، فلا يجوز من الحائض، لقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الطَّوَافُ بِالْبَيْتِ صَلاةٌ، إلا أَنَّكُمْ تَتَكَلَّمُونَ فِيهِ». رواه الترمذي (960)، وثبت في الصحيحين أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لعائشة لما حاضت: «افْعَلِي مَا يَفْعَلُ الْحَاجُّ غَيْرَ أَنْ لا تَطُوفِي بِالْبَيْتِ حَتَّى تَطْهُرِي».
الشرط الثاني: يشترط في الطواف أن يبدأ الطواف من الحجر الأسود وينتهي إليه، والثالث: أن تكون الكعبة على يسار مَن يطوف حولها، والرابع: أن يكون الطواف حول الكعبة، فمن طاف داخل حجر إسماعيل، لم يصح طوافه، لأن حجر إسماعيل من الكعبة، والشرط الخامس أن يكون الطواف سبعة أشواط كاملة، وعند الشك في عدد الأشواط، يُبنى على العدد الأقل.
الشرط السادس: الموالاة بين الأشواط السبعة -في طواف الوداع - شرط عند الإمامين مالك وأحمد فإن فرق بين أجزائه استأنف إلا أن يكون يسيرًا ولو لغير عذر أو كثيرًا لعذر، ويرى الحنفية والشافعية أن الموالاة بين أشواط طواف الوداع سنة فلو فرق تفريقًا كثيرًا بغير عذر لا يبطل طوافه ويبنى على ما مضى منه، والأرحج أنه يجوز الاستراحة بين الأشواط.
سنن الطواف
1 - الاضطباع للرجال: وهو أن يكشف الكَتف اليمنى، ويجعل وسط الرداء تحت إبطه اليمنى، ويلف طرفيه على كتفيه اليسرى.
2 - الرَّمَل للرجال: وهو إسراع المشي مع تقارب الخُطى في الأشواط الثلاثة الأولى، ثم يمشي في الأشواط الأربعة الأخرى.
3- استلام الحجر الأسود وتقبيله إن استطاع في ابتداء الطواف وفي كل شوط، وإلّا اكتفى بالإِشارة إليه قائلاً: (بسم الله والله أكبر ولله الحمد. اللهمّ إيماناً بك، وتصديقاً بكتابك، ووفاءً بعهدك، واتباعاً لسنّة نبيك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم).
4 - استلام الركن اليماني: وهو الذي يقع قبل ركن الحجر الأسود. والاستلام: هو المسح باليد فقط.
5 - الإِكثار من الدعاء والذكر والاستغفار، وليس ضرورياً أن يقيد نفسه بالأدعية المكتوبة أو بأدعية المطوفين. ومما ورد من الدعاء أثناء الطواف: «سبحانَ اللَّهِ والحمدُ للَّهِ ولا إله إلّا الله واللَّهُ أكبرُ ولا حولَ ولا قوةَ إلّا بالله» رواه ابن ماجه.
وعند الركن اليماني: «ربنا آتِنا في الدنيا حَسنة وفي الآخرة حَسنةً وقِنا عذاب النار» رواه أبو داود.
6 - الموالاة بين الأشواط السبعة، ولا يقطعها إلّا لِعذر كما لو أقيمت الصلاة المكتوبة، فإنه يقطع طوافه ليدرك الجماعة ثم يتم طوافه بعد ذلك.