عاجل
الإثنين 25 نوفمبر 2024 الموافق 23 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

كيفية السعي بين الصفا والمروة.. أحكامه وسننه ولماذا نطوف 7 أشواط

السعي بين الصفا والمروة
السعي بين الصفا والمروة

كيفية السعي بين الصفا والمروة سبعة أشواط؟ السعي بين الصفا والمروة بشكل عام، فهو إقامة ذكر الله تعالى، ويبدأ الساعي بعد أن يقوم بصلاة ركعتين خلف المقام الإبراهيميّ، وبعد أن يرجع إلى الحجر الأسود ويستلمه، بالتوجه نحو الصفا، وعندما يقترب منها يتلو قوله تعالى: «إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ الله»  فيبدأ من الصفا لقوله -صلى الله عليه وسلم-: «أَبْدَأُ بما بَدَأَ اللَّهُ به» ثمَّ يصعد إلى الصفا حتى يرى البيت ويستقبل القبلة وعندها يوحّد الله -تعالى- ويكبّره، ويحمده.

 

ويردد هذا الدعاء أثناء السعي: «الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده"، ثلاث مرات، ويرفع يديه ويدعو بما تيسر ويسأل الله من خيّري الدنيا والآخرة.

 

ثم ينزل إلى المروة، فيمشي حتى يصل إلى أوّل علم أخضر، ويسعى الرجل بشكل سريع يميل إلى الركض إن أمكن ذلك دون التسبب بالأذى لأحد؛ لما رواه جابر -رضي الله عنه- عن صفة سعي النبي -عليه السلام- قال: «ثُمَّ نَزَلَ إلى المَرْوَةِ، حتَّى إذَا انْصَبَّتْ قَدَمَاهُ في بَطْنِ الوَادِي سَعَى، حتَّى إذَا صَعِدَتَا مَشَى».

 

عدد مرات السعي بين الصفا والمروة

 

 السعي بين الصفا والمروة سبعة أشواط، والذهاب من الصفا إلى المروة أو العكس يحسب شوط، فيبدأ الحاجّ بالصفا ويختم به أيضاً؛ فيكون قد وقف على الصفا أربع مرات، وعلى المروة أربعاً، وثبت عن عبد الله بن عمر أنه قال:«إنَّ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- كانَ إذَا طَافَ بالبَيْتِ الطَّوَافَ الأوَّلَ، خَبَّ ثَلَاثًا وَمَشَى أَرْبَعًا، وَكانَ يَسْعَى ببَطْنِ المَسِيلِ إذَا طَافَ بيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ. وَكانَ ابنُ عُمَرَ يَفْعَلُ ذلكَ»

 

 الحكمة من تحديد السعي بين الصفا والمروة بسبعة أشواط

قالت دار الإفتاء، إن الحكمة من تحديد السعي بين الصفا والمروة بسبعة أشواط غير معقولة المعنى، وهو ما يُعَبِّرُ عنه العلماء بأنَّها تعبدية، والأمور غير معقولة المعنى والمحددة من الشرع لا يتحقق الامتثال فيها إلا بالإتيان بها على الشكل الذي حدده الشرع الشريف، فلا يجوز الزيادة عليه ولا النقصان منه.

 

 أفضلية الرقم سبعة على غيره من الأرقام


اختص الرقم سبعة من الأرقام الوترية بالتفضيل إذ إنه دليل على تمام الشيء واكتماله، حتى قيل: إن السَبْع سمي بذلك لتمام قوته، والأسبوع لاكتمال أيامه، ويُعَقُّ عن المولود في ليلة السبع لاكتمال أول مرحلة من مراحل حياته ودورته، وقد اكتمل الخلق في سبعة أيام، واستقرت السماوات على سبعٍ، والأرض على سبعٍ، وصار ذلك تمام أمرهما وأفضل أحوالهما على ما ثبت من الإبداع في الخلق، ولأجل ذلك طولب المؤمن بأن يطوف حول الكعبة سبعًا، وأن يسعى سبعًا، وسائر ما يكثر ذكره في العبادات مما يقصد بالعدد سبعة إنما هو لأجل كونه رمزًا للكمال وغاية في التمام في كل ما يقصد فعله من أفعال.

قال العلامة الفيروزآبادي: «السَّبُع والسَّبْع والسَّبَع سُمِّي به لتمام قوَّته؛ وذلك لأَنَّ السَّبْع من الأَعداد التَّامَّة، كأَنه سَبْع حيوانات، والجمع: سِبَاع وأَسبُع. وأَرضٌ مَسْبعة: ذات سباع، وسَبَعَ القوم كمنع: كان سابعهم أَو أَخذ سُبْع أموالهم… والأُسبوع من الأَيام، والجمع: أَسابيع. وطاف بالبيت أُسبوعًا وسَبْعًا وسُبُوعًا».

وهذا الأمر التعبدي تكليف من الله سبحانه وتعالى لا تخرج عهدة المكلف عنه إلا بالإتيان به على الحالة التي شرعه الله سبحانه وتعالى عليها، فالسعي بين الصفا والمروة سبعًا فلا يصح إلا أن يكون سبعًا، ولا تصح العبادة حجًّا كان أم عمرة إلَّا بأن يكون السعي بين الصفا والمروة سبعًا؛ فالأمر المُعَيَّنُ لا يقع الامتثال به إلا على الحالة التي شرع عليها، وهذا أمر مقرر عند العلماء.

 

حكم السعي بين الصفا والمروة في الحج أو العمرة


أما فيما يتعلق بصحة الحج والعمرة بكون السعي بين الصفا والمروة سبعة أشواط؛ فقد ذهب المالكية والشافعية إلى أنَّ السعي بين الصفا والمروة سبعة أشواطٍ ركن من الأركان لا يصح الحج والعمرة بدونه. وقال الإمام النووي الشافعي في "المجموع شرح المهذب": «السعي ركن من أركان الحج، لا يتم الحج إلا به، ولا يُجبَر بدمٍ، ولا يفوت ما دام صاحبه حيًّا، فلو بقي منه مرة من السعي أو خطوة لم يصحَّ حجُّه ولم يتحلل من إحرامه حتى يأتي بما بقي، ولا يحل له النساء وإن طال ذلك سنين، ولا خلاف في هذا عندنا».

 

واختلف الحنابلة في حكم السعي بين الصفا والمروة؛ لاختلاف الرواية عن الإمام أحمد في حكمها، فهناك رواية بركنيته، ورواية بسنيته، وذهب بعضهم إلى وجوبه، وأنَّه يجبر بدم عند تركه، وهذه هي الرواية الراجحة عند الإمام ابن قدامة.

قال الإمام ابن قدامة في "الكافي في فقه الإمام أحمد": «والسعي ركن لا يتم الحج إلا به». وقال أيضًا في "المغني": «وقال القاضي: هو واجبٌ، وليس بركن، إذا تركه وجب عليه دم.

وهو مذهب الحسن، وأبي حنيفة، والثوري، وهو أولى؛ لأن دليل من أوجبه دلَّ على مطلق الوجوب، لا على كونه لا يتم الحج إلا به.

 

وذهب الحنفية إلى أن السعي بين الصفا والمروة في الحج والعمرة واجبٌ، يجبر تركه بدم، ولو ترك معظمَه كذلك، أما لو ترك ثلاثة أشواط أو أقل من ذلك، فعليه لكلِّ شوط نصف صاع من حنطة، هذا إذا كان تركه لغير عذر، أما لو كان تركه لعذر خارجًا عن إرادة الإنسان؛ كالحيض والنفاس بالنسبة للنساء، فلا دم عليه.

 

كيفية السعي بين الصفا والمروة


متى صعدت أيها الحاج إلى جبل الصفا فهلل وكبر، استقبل الكعبة المشرفة، وصلِّ على النبي المصطفى -صلى الله عليه وآله وسلم-، وادع لنفسك ولمن تحب ولنا معك بما يشرح الله به صدرك. 
 

وابدأ أيها الحاج أشواط السعي -سيرًا عاديًّا- من الصفا إلى المروة في المسار المعد لذلك مراعيًا النظام والابتعاد عن الإيذاء، وأسرع قليلًا في سيرك بين الميلين الأخضرين -في المسعى القديم والجديد علامة تدل عليهما-، وهذا الإسراع هو ما يسمى «هرولة» وهي خاصة بالرجال دون النساء، فإذا بلغت المروة قف عليها قليلًا مكبرًا مهللًا مصليًا على النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، جاعلًا الكعبة تجاه وجهك داعيًا الله تعالى بما تشاء من خيري الدنيا والآخرة لك ولغيرك، وبهذا تم شوط واحد. 
 

أيها الحاج الأشواط السبعة على هذا المنوال مع الخشوع والإخلاص والذكر والاستغفار، وردد ما ورد عن الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- في هذا الموطن: «رب اغفر وارحم، واعف عما تعلم، وأنت الأعز الأكرم، رب اغفر وارحم واهدني السبيل الأقوم»، وبانتهائك من أشواط السعي السبعة تكون قد أتممت العمرة التي نويتها حين الإحرام، ثم عليك أن تتحلل فاحلق رأسك بالموسى، أو قص شعرك كله أو بعضه، والحلق أفضل للرجال وحرام على النساء، ولكن المرأة تقص شعرها بأن تجمه كله وتأخذ قدر أنملة، ولها أن تقصر أقل من ذلك، لأنه لم يرد تحديد له في الشرع. 

 

سنن السعي بين الصفا والمروة 


سنن السعي، هي: أنه يسن الموالاة بين أشواط السعي بلا تفريق كثير، ولا فصل طويل بينهما، بل يأتي بأشواط السعي متتالية، ويجوز له أن يفصل بينهما ويأخذ فترة من الراحة ولكن السُنة الواردة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- هي الموالاة.


ويستحب الموالاة بين السعي والطواف، فإذا أتم الحاج الطواف مع سننه استحب له السعي بين الصفا والمروة، ويسن السعي مشيًا للقادر على المشي، فمن لم يقدر جاز له أن يحمله غيره أو يركب.


يسن الإسراع بين العلمين الأخضرين، وتكون سرعته فوق الرمل -الهرولة-، ودون الجري، ويفعل ذلك في أشواط السعي السبعة، كما يسن للساعي أن يرقي علي جبلي الصفا والمروة حتى ينظر إلى الكعبة; تأسيًا بالنبي -صلى الله عليه وآله وسلم- في ذلك، لأن النظر إليها عبادة، ويسن طول القيام على الصفا، وهو ناظر للكعبة مستقبل القبلة بوجهه، فإذا رأي الكعبة كبر وهلل ثلاثًا، ثم قال: الله أكبر على ما هدانا، ويدعو، كما يسن ذلك على المروة أيضًا.
 

 

تابع موقع تحيا مصر علي