أفريقيا أرض الأساطير في رمضان| جورج ويا أسطورة أفريقية دوي صوتها في أوروبا
ADVERTISEMENT
أفريقيا أرض الأساطير في رمضان.. سلسلة سنتعرف عليها على نجوم كرة القدم الأفريقية طوال شهر رمضان المبارك، يرصدها موقع تحيا مصر يوميا في تمام الخامسة مساء، وضربة البداية ستكون مع النجم الليبيري جورج ويا.
"جورج ويا" أسطورة كرة القدم الأفريقية علي مر العصور، وأحد أفضل لاعبي العالم علي مدار التاريخ، ويعد ويا هو اللاعب الأفريقي الوحيد الذي نال جائزة أفضل لاعب بالعالم عام 1995، وتفوق علي الجميع في ذلك الوقت ليظل هذا الإنجاز صامدا حتي يومنا هذا ولم يتمكن أي لاعب افريقي من تحقيق لقب أفضل لاعب بالعالم، وكان أقرب لاعب يستطيع تحقيق هذا الجائزة كان النجم المصري محمد صلاح نجم فريق ليفربول الإنجليزي، وتمكن من التواجد في القائمة النهائية لأفضل لاعب بالعالم لعام 2018، ولكن لو ينال هذا اللقب بسبب موسم كأس العالم وبطولة دوري أبطال أوروبا والذي خسرها الريدز لصالح ريال مدريد وقتها، ليتوج نجم الريال لوكا مودريتش بالجائزة.
جورج ويا والبداية
جورج ويا من مواليد شهر العظماء "1 أكتوبر 1996" ولد في ليبيريا، بحي كلارا تاون الفقير في مدينة مونروفيا، كانت دراسته في الهيئة التشريعية الإسلامية، وواصل في مدرسة ويلز هيرستون الثانوية، وقبل احترافه كرة القدم كان يعمل كتقني في شركة الاتصالات الليبيرية، وتخرج من جامعة باركوود في لندن؟
تزوج ويا من كلار ويا، وهي أمريكية من أصل جاميكي، وهو أب وله ثلاثة أبناء، منهم جورج الابن والذي يلعب حاليا لنادي أي سي ميلان للشباب، ويا منذ طفولته كان يعتنق الديانة المسيحية، ثم بعد ذلك تحول للإسلام لمدة 10 سنوات، ثم عاد بعد ذلك للديانة المسيحية، وقال بعد ذلك خلال حوار صحفي أنه يتمني السلام للمسلمين والمسيحيين لأنهم "شعب واحد".
لم يكن أحد ويتخيل أن يكون هذا الطفل الفقير أحد أفضل لاعبي العالم وأفريقيا علي مر التاريخ، ولم يكتفي بالنجاح الكروي فقط ولكن أيضا أصبح رمزا سياسيا لبلده ليبيريا الذي أصبح رئيسا لها منذ عام 2018، واختارته مجلة فرانس فوتبول الشهيرة علي رأس قائمة أفضل 30 لاعبا علي مستوي القارة الأفريقية.
البداية الصعبة ورفض احتراف الملاكمة والبحث عن حلمه الأوحد
عائلة ويا كانت فقيرة جدا جدا وكانت تزداد حاله الفقر من أسوء لأسوء، فكانت تتحداه الظروف المحيطة بأن يتخلى عن أحلامه والرضي بالوضع الصعب الذي كان مجبرا عليه، وأزداد الوضع سوءا بعدما انفصل والده ويليام ويا الميكانيكي عن والدته التي كانت تبيع الخضروات في الأسواق، ولديه 3 أشقاء هم ويليام مومسيس وولو، وبعد ذلك قررت جدته التي كانت تعاني أيضا من الفقر الشديد بأن تربيه وتكون المسؤولة عنه بسبب عدم قدرة والده علي القيام بالتكفل بمصاريف دراسته والحياة اليومية.
وفي يوم من الأيام أصبح القدر وشيكا بأن يضع ويا في مكانته الصحيحة باحتراف الملاكمة، ولكنة رفض كل ذلك وفضل كرة القدم لأنها معشوقته الأبدية، فقررت جدته الحفاظ عليه حتي لم ينحرف مع أي تيار، وقرر لعب كرة القدم بالشارع مع أصدقائه، فالجميع كان يثني عليه بسبب سرعته الفائقة، ورأسياتة المتقنة للغاية فكان لاعب مثالي كان يريد فقط السير علي الطريق الصحيح ليصبح لاعب كرة قدم محترف، وبسبب عشقة لكرة القدم قرر الابتعاد عن المدرسة وقرر البحث عن حلم كرة القدم فقط، وأضم لصفوف فريق "سورفايفورز" وهو لم يتخطى عامة الـ15.
جدته كانت تستيقظ منذ السادسة صباحا لكي تبيع الأسماك لكي توفر له المصروف الخاص به، فالحياة لم تكن سهلة أبدأ وكانت جيرانه يقومون بإطعامه، وفي فترة من الزمن اتجه لشرب الخمر والعقاقير والسجائر، وكان ذلك بحسب صحيفة جارديان البريطانية عندما أجرت مقابلة مع أحد أصدقاء ويا في عام 2000.
مسيرته مع فريق يانج سورفايفورز دامت لمدة 3 سنوات بداية من عام 1981 حتي 1984، وكان الفريق وقتها يلعب بالدرجة الرابعة، وظل معهم حتي تمكنوا من الصعود للدرجة الثالثة ليقرر الرحيل والبحث عن تجربة جديدة، وكان مدربه في ذلك الوقت "بارلي ديكسون" والذي ذكر بأن ويا كان لاعبا عبقريا ولم يري لاعب مثله علي الإطلاق، وكان ويا يتحدث عن المنتخب الوطني باستمرار وكان واثقا بأنه سيكون أحد نجومه وقائدة مع مرور الأيام وقد حدث ذلك بالفعل.
انضم لصفوف فريق "بونج رانج يونايتد" والذي سارع بضمه، وخلال مشاركته الأولي كبديل مع الفريق كان زملائه يصفوا طريقة تسجيله للأهداف بأنها تحدث كيفما يشاء، وخلال فترة قصيرة انضم لفريق "إنفينسبل إسلسفن" وسرعن ما أصبح قائدا للفريق وهدافة أيضا في جميع المنافسات، وفاز بالعديد من الألقاب.
اللحظة التي أجبرت آرسين فينجر للسفر إلي أفريقيا لمشاهدة ويا بعد توصية من مدرب الكاميرون
أول من اكتشف ويا للكرة العالمية كان المدرب الفرنسي كلود لوروا الذي كان يقوم بتدريب منتخب الكاميرون في ذلك الوقت، فقرر الاتصال بأرسين فينجر مدرب موناكو الفرنسي في ذلك الوقت، وأكد له بأن هناك لاعب صغير السن ولكن يمتلك قدرات تؤهله للعب في أكبر أندية أوروبا، وبالفعل ذهب فينجر إلي ليبيريا وقطع مسافرة كبيرة من السفر من أجل مشاهدة اللاعب أمام أعينة والحكم عليه، وبعد مشاهدته قرر فينجر التعاقد معه مقابل "12 ألف جنية إسترليني".
بعد الانتقال لصفوف موناكو الفرنسي وتحت إشراف أرسين فينجر، قرر ويا المحافظة علي صحته جيدا وأن يبتعد عن شرب الخمور ليصبح لائقا من الناحية الفنية والجسمانية، والمحافظة علي ما وصل إليه عن طريق الصدفة والتي كانت بسبب حرصة الشديد علي تحقيق حلم الاحتراف واللعب في أعلي المستويات الأوروبية، فكان يتدرب بالتزام شديد وخلال أول 6 أشهر مع فريق موناكو لم يلعب بشكل أساسي ولكن سرعان ما حجز مكانا أساسيا وأنطلق الجوهرة السمراء في سماء الكرة الأوروبية ليكتب اسمه بحروف من ذهب خلال المسيرة الرائعة.
بداية النجاح الأوروبي في فرنسا ثم إيطاليا
بعد أول 6 أشهر مع موناكو بدأ ويا يلعب بشكل أساسي وبمجرد إحرازه لأول أهدافة مع الفريق لم يتوقف عن التسجيل نهائيا، وساهم في فوز فريق موناكو بلقب كأس فرنسا، وبسبب مستواه الرائع انضم لصفوف باريس سان جيرمان الفرنسي، ليتمكن من الفوز بلقب الدوري الفرنسي مرة واحدة، وكأس فرنسا مرتين وكأس الرابطة مرة واحدة، ثم ذهب بعد ذلك إلي إيطاليا لينضم لصفوف ميلان الإيطالي بعد مسيرته الناجحة في فرنسا، وساهم بتحقيق لقب الدوري مرتين مع ميلان.
في عام 1996 سجل ويا أحد أفضل الأهداف في تاريخ كرة القدم علي مر العصور، فكانت هناك مباراة تجمع ميلان بفريق فيرونا، وتمكن من تسجيل هدفا رائعا بعدما تمكن من مراوغة 7 لاعبين دفعة واحدة، ليصبح هذا الهدف عالقا في أذهان جميع عشاق كرة القدم علي مستوي العالم وجماهير ميلان والدوري الإيطالي خاصة، وأصبح ويا بعد ذلك بأن يكون أول لاعب أفريقي يفوز بجائزة أفضل لاعب في أوروبا وأفريقيا والعالم أيضا في نفس العام والموسم.
نهاية فترة ميلان الرائعة وكتابة السطور الأخيرة مع كرة القدم
استمر جورج ويا مع فريق ميلان حتي عام 2000، وحقق معهم مستويات رائعة، وفي نفس العام قررت الإدارة خروج ويا وتمت إعارته لصفوف تشيلسي الإنجليزي، ثم لعب ضمن صفوف مانشستر سيتي، وحقق مستويات رائعة مع البلوز والسيتي ولكن لا تقارن بنجاحاته مع ميلان وفترته الأولي في فرنسا، وبعد انتهاء فترة بالدوري الإنجليزي ذهب لصفوف مارسيليا الفرنسي ولعب معهم 19 مباراة وتمكن من تسجيل 5 أهداف فقط، وكان ذلك في موسم 2000/2001، وكانت المحطة الأخيرة لأسطورة كرة القدم الأفريقية والعالمية بنادي الجزيرة الإماراتي ولعب معهم موسمين، لعب خلالهم 8 مباريات وتمكن من تسجيل 13 هدفا.
كان هناك تصريح شهير لويا بعد خروجة من صفوف ميلان الإيطالي وقال" اليوم الذي رحلت فيه عن ميلان علمت أن الحلم قد إنتهي بالنسبة لي، أتخذوا القرار وكان نهائيا، وكنت أنتظر نهاية الموسم، وكنت أعلم أنني لن أرتدي قميص ميلان الإيطالي".
يمتلك جورج ويا "411" مباراة خلال مسيرته الاحترافية مع الأندية ال11 الذي لعب ضمن صفوفها، وتمكن من تسجيل 193 هدفا.
المسيرة الدولية مع المنتخب الوطني
انضم ويا لصفوف المنتخب الوطني في عام 1987 وأستمر معهم حتي عام 2003، وتمكن من تسجيل 22 هدفا، وقدم مسيرة رائعة مع المنتخب الوطني خلال 16 عاما وكان أبرز نجوم المنتخب خلال تلك الفترة الكبيرة للمنتخب.
وتتذكر الجماهير المصرية جورج ويا جيدا لأنه لديه قصة هدف كانت حزينة لجميع عشاق الفراعنة، ففي السادس من أبريل عام 1997 وخلال مباراة بتصفيات كأس العالم بفرنسا 1998،وأحرز ويا هدفا رائعا في مرمي الحضري الذي كان يلعب وقتها مباراته الأولي مع الفراعنة، وكان أمامه الثعلب الليبيري الماكر، والذي راوغ مدافعي المنتخب بطريقة رائعة ونظر إلي الحضري وأحرز هدفا بطريقة رائعة في الزاوية الضيقة ولم يتوقع الحضري، ليساهم هذا الهدف في ضياع حلم المنتخب المصري في عدم الصعود لبطولة كأس العالم، وصعود منتخب تونس بفارق 6 نقاط.