أفريقيا أرض الأساطير في رمضان| أخطبوط القارة الأفريقية "جي جي أوكوتشا"
ADVERTISEMENT
أفريقيا أرض الأساطير في رمضان.. سلسلة سنتعرف عليها على نجوم كرة القدم الأفريقية طوال شهر رمضان المبارك، يرصدها موقع تحيا مصر يوميا في تمام الخامسة مساء، وضربة البداية ستكون مع النجم النيجيري جي جي أوكوتشا.
"جي جي أوكوتشا" أخطبوط القارة الأفريقية وأحد أهم اللاعبين الذين تركوا بصمة رائعة داخل الملاعب الأوروبية، جاء من الجانب الغربي من القارة السمراء وتحديدا بدولة نيجيريا التي اعتادت علي تصدير المواهب إلي أوروبا وأصبحت منبعا للعديد من المواهب الذين تألقوا بالدوريات الأوروبية الكبرى، فهو أحد أمهر لاعبي قارة أفريقيا، وأحد نجوم الجيل الذهبي لمنتخب نيجيريا فساهم في صعود منتخب بلادة إلي نهائيات كأس العالم 1994 لأول مرة في تاريخها، وأستمر التألق أيضا بالبطولات الأفريقية ودورة الألعاب الأوليمبية بإيطاليا عام 1996.
جي جي أكوتشا والبداية
أوكوتشا من مواليد "14 أغسطس 1973" ولد بمدينة إينوغو النيجيرية، وبرغم التحاقه بكرة القدم في سن كبير بعض الشيء إلا أنه ترك بصمة كبيرة داخل ملاعب كرة القدم، ومع بلوغ الأخطبوط 17 عام انضم لصفوف إينوغو رينجرز فريق المدينة، وهو احد أهم أندية نيجيريا، وقدم مع الفريق مستويات رائعة، فكان مركزة المفضل في وسط الملعب وكان يلعب باستمرار ويحرز الأهداف دائما بالرغم من أن مركزة بعيد عن مراكز الهجوم، وبعد تألقه اللافت من إينوغو رينجرز، ذهب إلي ألمانيا لزيارة أحد أصدقائه هناك وكانت الزيارة بهدف الاطمئنان علي صديقة فقط ثم العودة بعد ذلك إلي نيجيريا، ولكن كان القدر يخبئ له مفاجأة كبري، فتمكن من اللعب بدوري الدرجة الثالثة الألماني مع فريق "بوروسيا نينجيرشين" وأنضم لصفوف الفريق مطلع عام 1991/92 ولعب معهم موسم واحد فقط، وخلال هذا الموسم لفت الأنظار له بشدة رغم صغر سنه، فتمكن من المشاركة في 35 مباراة وسجل 7 أهداف.
بداية التألق والشهرة مع فرانكفورت
بعد الموسم الجيد الذي قضاة اللاعب ضمن صفوف الدرجة الثالثة، تمكن فريق آينتراخت فرانكفورت الألماني والذي يلعب بالدوري الممتاز الألماني، وقضي مع الفريق 4 مواسم كاملة، كانت البداية موسم 1992/93،وحتي موسم 1995/96، فكانت السنوات الأربعة مع الفريق كانت مليئة بالنجاحات وقدم مستويات رائعة مع الفريق، وشارك في بطولة أوروبا للأندية وقدم مستويات رائعة.
شارك مع فرانكفورت في بطولة الدوري خلال 90 مباراة، تمكن من تسجيل 18 هدفا خلال تلك الفترة، وشارك أيضا في 14 مباراة لبطولة أوروبا للأندية وسجل هدفين فقط، ولعب مع الفريق لمدة 3 مواسم في بطولة أوروبا وكان محط أنظار الجميع بسبب مستوياته الكبيرة والرائعة مع فرانكفورت.
وفي آخر مواسمة مع الفريق كانت هناك مشاكل مع المدرب الشهير "يوب هينكس" والذي اصطدم مع نجوم الفريق وقتها وكان أوكوتشا من ضمنهم، فقرر المدرب استبعاده بجانب لاعبين آخرين وهما "بيبيوا،وجيدينيو" فأصبح الفريق علي حافة الهاوية والهبوط للقسم الأدني، وأنتهت مسيرة اللاعب داخل الملاعب الألمانية ليبدأ رحلة جديدة داخل الدوري التركي ومع عملاق آخر هناك.
محطة فناربخشة التركي بعد التألق مع منتخب نيجيريا
قبل الانتقال لصفوف فريق فناربخشة التركي مطلع موسم 1996/97، ساهم أوكوتشا بفوز بلادة بدورة الألعاب الأوليمبية بأتلانتا وحصدت نيجيريا الميدالية الذهبية في هذه البطولة، فأكمل المسيرة الرائعة الذي بدأها مع منتخب نيجيريا، ليكتمل السحر داخل الأراضي التركية لمدة موسمين متتاليين، ففي أول مواسمة شارك في 33 مباراة محلية وتمكن من تسجيل 16 هدفا، وله هدف رائع لا ينسي في بطولة دوري أبطال أوروبا أمام العملاق الإنجليزي مانشستر يونايتد علي ملعب الأولد ترافورد.
وفي الموسم الثاني مع الفريق ازداد التألق كثيرا وأصبحت الأندية الأوروبية الكبيرة تتابعه من أجل الانقضاض عليه والحصول علي خدماته، فقد شارك في هذا الموسم خلال 30 مباراة، وأحرز 14 هدفا، وشارك في مبارتين ببطولة دوري أبطال أوروبا ولكن لم يتمكن من تسجيل أي هدف، لينتهي الموسم الجيد للأخطبوط النيجيري ليذهب بعد ذلك إلي عملاق فرنسا باريس سان جيرمان في صفقة كانت خيالية بسبب القيمة العالية الذي تم دفعها للفريق التركي.
الانتقال التاريخي لفريق العاصمة الفرنسية
"24 مليون يورو" كانت قيمة انتقال "جي جي أوكوتشا" من فريق فناربخشة التركي إلي باريس سان جيرمان الفرنسي، وكان هذا الرقم كبير جدا خلال تلك الفترة في عام 1998، وخاصة أن هذا الرقم قد تم دفعة في لاعب أفريقي وليس لاعب أوروبي، ولعب ضمن صفوف الفريق الباريسي بداية من موسم 1998/99، حتي نهاية موسم 2001/02ن وخلال تلك المواسم الأربعة مع الفريق قدم مستويات رائعة، فقد شارك في 84 مباراة، وأحرز 12 هدفا، وقاد الفريق للصعود لنهائي كأس فرنسا عام 2000، بالإضافة لتحقيق المركز الثالث في بطولة الدوري عام 1998، وفاز مع الفريق بكأس الإنترتوتو الأوروبي عام 2000.
كان أوكوتشا قد ساهم بالفوز بالكأس الأوروبية بشكل كبير، فقد ساهم بتسجيل هدفين خلال مباراة نصف نهائي البطولة أمام جينك البلجيكي، حيث فاز الفريق الباريسي وقتها بنتيجة "7/1"، وكانت النهاية بعد كأس العالم 2002 بكوريا اوليابان حيث شارك أوكوتشا مع منتخب بلادة، ورحل بعد ذلك لصفوف "بولتون الإنجليزي".
جائزة أفضل لاعب في أفريقيا وإبعاد بولتون عن مناطق شبح الهبوط
في بداية موسم 2002/03 انتقل أوكوتشا لصفوف بولتون الإنجليزي، وكان الفريق وقتها يقدم مستويات ضعيفة للغاية، وأدت نتائج الفريق لدخول دوامة شبح الهبوط ولكن كان للأخطبوط النيجيري رأي آخر، فخلال الموسم الأول كان الفريق قاب قوسين أو أدني من الهبوط، ولكن كانت لأهداف أوكوتشا ال7 خلال هذا الموسم كلمة السر في بقاء الفريق وتحقيق المركز ال17، وشارك في 31 مباراة من أصل 38 مباراة، وبعد الأداء الرائع الذي قدمة داخل الملاعب الإنجليزية في أول مواسمة، فقد تمكن من الفوز بجائزة "بي بي سي" لأفضل لاعب أفريقي خلال هذا العام.
في الموسم الثاني مع بولتون قدم مستويات رائعة في مركز منتصف الملعب وشارك في 35 مباراة، دون أن يحرز أي هدف، ولكن ساهم بتحقيق الفريق المركز ال7 في بطولة الدوري وقتها ليفوز مرة أخري بجائزة ال"بي بي سي" كأفضل لاعب أفريقي عام 2004، وفي الموسم الثالث والذي كان أفضل مواسم أوكوتشا مع فريق بولتون، ساهم في تحقيق فريقة المركز السادس، ليحقق هذا المركز بعدما حصد 58 نقطة وبفارق الأهداف عن الريدز ليفربول الذي هبط للمركز السابع.
وشارك الفريق بعد ذلك في بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي، وكان لأوكوتشا نصيب الأسد في الفوز لفريقة بالنقاط المباشرة بفضل أهدافة الصعبة، فقد أحرز 6 أهداف خلال هذا الموسم، ساهمت بتحقيق 12 نقطة بشكل مباشر، وفي الموسم الأخير تمكن من المشاركة خلال 27 مباراة، وسجل هدفا وحيدا، إلا أنه قدم أداء مميز خلال تلك السنوات الرائعة والتي كانت من أجل إنقاذ الفريق من شبح الهبوط وتحقيق مراكز متقدمة في بطولة الدوري الإنجليزي وأصبح الفريق من كبار أوروبا.
المحطة الأخيرة بآسيا ثم العودة للدوري الإنجليزي
بعد تجربة النجاح بفريق بولتون قرر أوكوتشا الرحيل إلي آسيا وبالتحديد لدوري نجوم قطر، ولعب مع فريق قطر القطري وتألق معهم ليتمكن من لعب 41 مباراة، ويسجل 6 أهداف، ليقرر بعد ذلك العودة لدوري الشامبيون شيب الإنجليزي عبر بوابة هال سيتي، وتمكن من مساعدة الفريق للصعود للدوري الممتاز خلال مشاركاته ال18 مع الفريق، ليقرر بعد ذلك ترك كرة القدم واعتزال اللعب بعد مسيرة رائعة داخل الملاعب الأوروبية.
المسيرة الدولية
انضم أوكوتشا لتمثيل منتخب نيجيريا عام 1993 خلال مشوار تصفيات كأس العالم 1994، وكان عمر اللاعب وقتها 20 عاما ولكن مستواه العالي أجبر مدرب نيجيريا علي ضمه لصفوف المنتخب، وكانت أول مباراة دولية له في الثاني من مايو عام 1993 وكانت المباراة أمام ساحل العاج بتصفيات المونديال، والذي تأهلت عن طريقها نيجيريا إلي تصفيات كأس العالم، وشارك في بطولة الأمم الأفريقية عام 1994 وساهم مع منتخب بلادة للفوز بالبطولة الغالية، ثم شارك بعد ذلك في دورة الألعاب الأوليمبية عام 1996 بأتلانتا وفازت نيجيريا بالميدالية الذهبية وقتها.
وشارك أوكوتشا في بطولة كأس القارات بالسعودية عام 1995، وساهم اللاعب في حصد بلادة المركز الرابع وساهم بتسجيل هدف، وشارك في بطولة كأس العالم بفرنسا 1998، ثم كأس العالم 2002 بكوريا واليابان، وكانت آخر بطولة أفريقية شارك فيها كانت في عام 2006 بمصر.
أهم الألقاب التي كانت تطلق علي أسطورة كرة القدم الأفريقية "جي جي أوكوتشا" كان أهما " الأخطبوط، والساحر، والنسر النيجيري، وبيليه الأفريقي، وأخيرا مارادونا القارة الأفريقية".