عاجل
الأحد 22 ديسمبر 2024 الموافق 21 جمادى الثانية 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

خاص|بين التصعيد الدبلوماسي والعسكري.. محلل فلسطيني يكشف سيناريوهات تعامل مصر مع مخطط اجتياح رفح

مخيمات لنازحين فلسطينيين
مخيمات لنازحين فلسطينيين فى رفح

منذ فجر الاثنين، شن الجيش الإسرائيلي هجوم كثيف استهدف  مدينة رفح الفلسطينية، وأدى هذا الهجوم الوحشي إلى مقتل أكثر من 100 شخص وإصابة المئات، وسط تحذيرات دولية وأممية من خطورة إقدام إسرائيل على توسيع عملياتها العسكرية فى رفح التى تعد الملاذ الوحيد للمدنيين الفلسطينيين الذين فروا من مناطق الحرب فى غزة.

اجتياح رفح ورقة نتنياهو الأخيرة ضد حماس

هذه التحركات الإسرائيلية أثارت العديد من السيناريوهات حول مدى جدية الدولة العبرية فى تنفيذ عملية عسكرية فى مدينة رفح الفلسطينية القريبة من الحدود المصرية.  

مؤخراً، وقبل هجوم الاثنين، ذكرت تقارير عبرية،  أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعتقد أنه في ظل الضغوط الدولية، لم يتبق أمام إسرائيل سوى شهر واحد لإكمال عمليتها القادمة في رفح، لتفكيك كما تزعم حركة حماس في غزة.

وبحسب تقرير إخباري لقناة 12 مساء الجمعة، أخبر رئيس الوزراء مؤخرا مجلس الوزراء الحربي الصغير أن العملية في مدينة أقصى جنوب غزة، حيث يقيم أكثر من نصف سكان القطاع الساحلي البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، يجب أن تكتمل قبل شهر رمضان.

كما نقلت القناة 12 عن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي قوله إن الجيش يحتاج أيضًا إلى معرفة خطط الحكومة لطريق فيلادلفي، وهو الطريق الأمني ​​الذي يبلغ طوله 14 كيلومترًا على طول حدود غزة مع مصر.

أثار القصف الإسرائيلي فى رفح

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلن مكتب رئيس الوزراء أن نتنياهو أمر الجيش الإسرائيلي بصياغة خطة لإجلاء المدنيين في رفح حتى تتمكن عملية الجيش الإسرائيلي من المضي قدمًا. لكن القناة 12 أشارت إلى أن البيان لم يكن أكثر من مجرد موقف علني بالنظر إلى أن الجيش قد وضع بالفعل مثل هذه الخطط وينتظر توجيهات على المستوى السياسي.

هذا، وطلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إعادة تعبئة جنود الاحتياط من أجل الاستعداد للاجتياح العسكري لرفح، وذكرت وسائل إعلام عبرية، أن الجيش سينفذ غارات جوية في رفح بشكل شبه يومي.

وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن الهجوم على رفح أصبح جاهزا وينتظر موافقة المستوى السياسي، مضيفة أن الجيش خلال الهجوم سيركز على هدفين هما محور فيلادلفيا وتطهير مدينة رفح نفسها من كتائب حماس.

على المستوى المصري،  طالبت بضرورة تكاتف جميع الجهود الدولية والإقليمية للحيلولة دون استهداف مدينة رفح الفلسطينية، مشددة أن استهداف رفح، واستمرار انتهاج إسرائيل لسياسة عرقلة نفاذ المساعدات الإنسانية، بمثابة إسهام فعلى فى تنفيذ سياسة تهجير الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته

على المستوى الدولي، أعربت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والسعودية وعمان وعدد آخر من الدول العربية والأجنبية عن قلقها من تنفيذ الجيش الإسرائيلي اجتياح لمدينة رفح. 

محلل فلسطيني لـ "تحيا مصر":إسرائيل جادة فى موضوع رفح قيادة الجيش وليس نتنياهو فقط

وحول التطورات التي تحدث فى مدينة رفح، قال المحلل السياسي الفلسطيني دكتور عبد المهدي مطاوع فى تصريحات خاصة لـ “تحيا مصر”  إن:" إسرائيل جادة فى موضوع رفح خصوصاً قيادة الجيش وليس نتنياهو فقط ، فعدم دخول رفح يعني حماس لا تزال موجودة ولديها هياكل عسكرية و بذلك يعني أنها لم تنتصر  إسرائيل وكل المجهود الذي بذله لا طائل منه ولذلك هناك إصرار إسرائيلي على دخول رفح". 

وأضاف:" الإشكالية  الحقيقية أن رفح مدينة حدودية مكتظة بالسكان أكثر من مليون و400 ألف  كيلو متر مربع قد تدفعهم القصف و ما يحدث هناك، إلى النزوح الرفح المصرية وهذا بالتأكيد  يضر بالقضية الفلسطينية وبالأمن القومي المصري،  لذلك مصر رفضت منذ البداية رفضت هذا الأمر بدءً من الرئيس حتى وزير الخارجية والمستويات السياسية والأمنية الأخرى، بالتالي مصر عبرت بأكثر من طريقة منها هو معلن وغير معلن عن رفض التام للوصول إلى هذه الخطوة  خشيا من حدوث عملية التهجير".  

محلل فلسطيني لـ "تحيا مصر": تلويح نتنياهو بورقة رفح للتأثيرعلى المفاوضات

وتابع قائلاً:" نتنياهو الآن والتلويح بورقة رفح  يمكن للتأثير على المفاوضات، وإن لم يستطيع  أن تؤثر على المفاوضات فهو جاد فيها  فى عملية رفح .. وبايدن خلال لقاءه الملك عبد الله  أكد أن الولايات المتحدة  لا تمانع تحقيق أسرائيل أهدافه وتوسيع العملية فى رفح بشرط  أن تضمن سلام المدنيين النازحيين الموجودين فى رفح  لذلك إسرائيل أعلنت مؤخراً أنها أعدت  خطتين أحدها لتوسيع فى رفح  والأخرى خلق ممرات آمنة  تتعلق بإبعاد المدنين عن مناطق معارك فى رفح إذا بدات توسيع عملياتها".  

محلل فلسطيني لـ "تحيا مصر":مصر سوف تستخدم أقسى أدوات التصعيد الدبلوماسي مع إسرائيل فى حال اجتياح رفح

وحول السيناريوهات التى يمكن أن تتخذها الإدارة المصرية فى حال تم تنفيذ فعلي لاجتياح إسرائيلي لمدينة رفح قال المحلل الفلسطيني أن :" مصر سوف تستخدم أقسى أدوات التصعيد الدبلوماسي مع إسرائيل  بما يشمل كذلك تعليق جزء أو كامل  اتفاقية السلام، وربما استدعاء السفير .. فقد تتخذ مصر خطوات دبلوماسية  فى حال أصرت إسرائيل توسيع العملية وأضرت بالأمن القومي المصري  أو دفعت الفلسطينيين التهجير فى رفح المصرية".

تابع موقع تحيا مصر علي