خاص|مناورة سياسية أم خطوة حقيقية.. ماذا يعني اعتراف الولايات المتحدة بدولة فلسطينية بالنسبة لإسرائيل؟
ADVERTISEMENT
مع استمرار الحرب في غزة لليوم الـ 120 على التوالي أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا بإمكانية الاعتراف بدولة فلسطينية مع وجود ضمانات لإسرائيل، وتأتي هذه الخطوة فيما يواصل اليمين الإسرائيلي التوسع في الضفة الغربية واعتزام وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش تقديم خطة لبناء 7 آلاف مستوطنة وجاءت هذه الخطوة الاستفزازية بعد إعلان إدارة بايدن فرض عقوبات على مستوطنين في الضفة الغربية يمارسون العنف ضد الفلسطينيين في قرار يعد هو الأول من جانب واشنطن ضد إسرائيل.
هذا التغيير من قبل واشنطن بإمكانية التعرف بدولة فلسطينية أثار العديد من التساؤلات حول مدى جدية الولايات المتحدة بشأن هذه الخطوة وعن سيناريوهات المتوقعة من قبل نتنياهو في حال اعتراف واشنطن بدولة فلسطينية مستقلة.
محلل فلسطيني لـ تحيا مصر: بناء مستوطنات في الضفة هو استمرار للمخطط الإسرائيلي لتهويد الضفة الغربية
وفي هذا الإطار قال الباحث والمحلل السياسي الفلسطيني جهاد حرب في تصريحات خاصة لـ تحيا مصر :" خطة بناء 7 آلاف وحدة سكنية في الضفة الغربية هي جزء من مخطط الحكومة الإسرائيلية المستمر لعملية تهويد الضفة الغربية وزيادة عدد المستوطنين في إطار برنامج اليمين المتطرف أو ما نسميه باليمين الفاشي فيما يتعلق بخطة الحسم الذي أطلقها وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش قبل عدة سنوات من أجل أن يكون هناك تغيير ديموغرافي واضح وكبير في الضفة الغربية تبدأ في المنطقة "ج" التي يهمن عليها الاحتلال الإسرائيلي بالسيطرة العسكرية ومساعدة المستوطنين على عمليات الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية في المنطقة وتهجير المواطنين الفلسطينيين وبالتالي هذا المشروع الجديد هو استمرار لسياسات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية ومدينة القدس تحديداً".
وأضاف:" الحكومة الإسرائيلية اليمينية تنتقد جوهرياً مع الإدارة الأمريكية بشأن الاستيطان وبالتالي الحكومة الإسرائيلية مستمرة في سياسة الاستيطان بغض النظر عن الموقف الأمريكي وهذه رسالة واضحة للإدارة الأمريكية بأن اي مشروع سياسي لن يكون في إطار حل الدولتين التي تطرحه وتحاول تمريره إدارة بايدن من خلال عملية الحسم لعدم إمكانية الوصول إلى هذا الخيار أو أي اتفاق مستقبلي من خلال تغيير ديموغرافي تحدثه إسرائيل في الضفة الغربية".
محلل فلسطيني لـ تحيا مصر: اعتراف أمريكا بفلسطين رسالة لإسرائيل بعدم إعطاء هذه الدول الفيتو لإسرائيل بشأن إقامة دولة فلسطينية
وبشأن الموقف الأمريكي حول الاعتراف بدولة فلسطينية يقول الباحث الفلسطيني جهاد حرب أن:" التغيير في الموقف الأمريكي والبريطاني كان محدود فيما يتعلق بالدولة الفلسطينية، التغير الجوهري انه لم يعد هذه الدول تمنح إسرائيل حق الفيتو على إقامة دولة فلسطينية، وانما تعترف هاتين الدولتين بالدولة الفلسطينية بغض النظر عن استطاعة إسرائيل و فلسطين توصلوا إلى اتفاق اما لا وقد يكون هذا الاعتراف في بداية المفاوضات أو خلال المفاوضات دون النظر في الموقف الإسرائيلي".
وأضاف:" وهذا تطور مهم أراده فلسطينيون والعرب على مدار سنوات من أجل تشجيع عملية سياسية من خلال اعتراف الدولة الفلسطينية والتفاوض حول التزامات المتبادلة بين الفلسطينيين وإسرائيليين وعدم منح إسرائيل الفيتو بشكل مستمر على إمكانية قيام دولة فلسطينية هذا الأمر قد يكون له فائدة في المستقبل لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وليست ادامة عملية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني التي كانت في السنوات الماضية".
محلل فلسطيني لـ تحيا مصر: هناك إمكانية نشوب حرب إقليمية بسبب ما يحدث في غزة
وتابع قائلاً:" ليست أمريكا فحسب وإنما العالم الغربي وصل إلى قناعة ان حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني هو من سيمنح السلام والاستقرار في المنطقة.. وان عملية إدارة الصراع تولد بشكل مستمر موجات من العنف المتكرر بين الإسرائيليين والفلسطينيين وأن العملية العسكرية الإسرائيلية الاخيرة في غزة بانت بأن إمكانية تفجير المنطقة من خلال حرب إقليمية واسعة تنخرط فيها دول من خارج المنطقة مثل واشنطن وبريطانيا وبات محتملاً بعد ماشهدنا في باب المندب والعمليات التي يقوم بها الحوثيين ضد السفن الإسرائيلية".
وأردف :" وهذا تأثير على سلاسل الإمداد الغذائية والتجارية في العالم بالإضافة إلى ارتباك أمني واسع إلى جانب مايحدث في جنوب لبنان وسوريا والعراق أظهر إمكانية جر المنطقة إلى حرب إقليمية..الي جانب مسألة المصالح الأمريكية بدأت تضرر خاصة العسكرية والقواعد العسكرية الموجودة في سوريا والعراق باتت تضرب من قبل جماعات متعددة في هذه الدولة.. إلى جانب حملة المقاطعة العربية الشعبية للمنتجات للمصالح الاقتصادية هذه جميعها تؤثر على أمريكا.. بالإضافة إلى ما يحدث في الداخل الأمريكي من تغير في المزاج العام في الشارع الأمريكي وفي الحزب الديمقراطي والكونجرس وموقف الجاليات العربية من بايدن المرشح للرئاسة هذا جميعها دفعت إدارة بايدن لطرح هذه المسألة ومناقشاته في أروقة المؤسسات الرسمية الأمريكية سواء في وزارة الخارجية أو البيت الأبيض".
وقال المحلل الفلسطيني في تصريحات خاصة لـ تحيا مصر أن :" نتنياهو وحكومته حتى الوسط لا ترغب حسم مسألة الدولة الفلسطينية قبل التفاوض أي سحب الفيتو من تحت أقدام الإسرائيليين هذا يعني ان هناك ضغط دولي متزايد على نتنياهو لذلك حكومة نتنياهو ترفض طرح هذه المسألة سواء كان قبل المفاوضات أو أي مفاوضات قادمة في حال انتهت حكومة نتنياهو الذي يرفض المفاوضات".
محلل فلسطيني لـ تحيا مصر: الفلسطينيون يحتاجون إلى قوات دولية لحفظ السلام ولمنع إسرائيل من إمكانية الاعتداء عليهم في المستقبل
وأوضح:" الفلسطينيين يريدون دولة مستقلة ذات سيادة يتناقشون بعدها التزامات المتبادلة مع إسرائيل بتوفير الأمن والاستقرار والسلام.. والفلسطينيين يحتاجون إلى الأمن بمعنى يحتاجون إلى قوات دولية لحفظ السلام ولمنع إسرائيل من إمكانية الاعتداء على فلسطين وهذه تحتاج ضمانات من قبل مجلس الأمن حتى لا يكون هناك اعتداءات في المستقبلة، ولذلك إن لم يكن هناك اعتراف كامل لسيادة فلسطين سيكون هناك اشكاليات قد تطور في المستقبل بمعنى أن يكون هناك صراع جديد".
وأكد على ضرورة:" احترام المجتمع الدولي لبنية وتركيب المجتمع الفلسطيني واختيارات الشعب الفلسطيني للمسؤولين السياسيين الذي يرغب الشعب الفلسطيني أن يكون ممثلين له بغض النظر عن مواقف المجتمع الدولي من هذا الفضيل السياسي أو هذه الشخصية السياسية لذلك القبول بنتائج الانتخابات العامة في فلسطين والقبول بمصالحة فلسطينية داخلية تأخذ بعين الاعتبار مكونات الشعب الفلسطيني الاجتماعية والسياسية هذه المسألة عامل مهم ومؤثر في مستقبل اي علاقة مع إسرائيل".