«برلمان الجمهورية الجديدة».. لهجة حادة ضد الحكومة انحيازا للمواطن ومصالحه

رئيس النواب يؤكد أنه لن يقبل بأي خلل في القوانين الواردة من الحكومة 

وزير شؤون النواب يؤكد أن الرسالة وصلت الحكومة ولا تهاون بعد اليوم 
 

ساعات قليلة فصلت مابين الإعلان عن نتيجة الانتخابات الرئاسية إيذانا بدخول عهد جديد من الرخاء والنماء مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، وبين رسائل قوية وجهها البرلمان للحكومة، بأنه لامجال للتهاون أو التقصير في عصر الجمهورية الجديدة، حيث يرصد موقع تحيا مصر في تقريره التالي تصريحات شديدة الأهمية لرئيس المجلس المستشار الدكتور حنفي جبالي. 

وجه البرلمان كأعرق مؤسسة تشريعية رقابية في منطقة الشرق الأوسط، مجموعة من الرسائل التي يقول من خلالها بوضوح: الحكومة عليها أن تعي بأننا بصدد سياق مغاير، ملئ بالتحديات التي لن يجدي معها أي لين أو رفق نيابي بالحكومة، حيث تصريحات بلهجة حاسمة من رئيس النواب للوزير علاء فؤاد ممثل الحكومة تحت القبة. 

البرلمان لن يقبل بأية قوانين يعتريها التناقض أو الخلل

كانت لهجة رئيس مجلس النواب حاسمة كعادته، وهو يلفت نظر الحكومة إلى مواطن القصور في التشريعات أو التعديلات القانونية الواردة منها، حيث قال جبالي، إن المجلس لن يأل جهدا لمد يد العون إلى الحكومة، بما يحقق مصلحة الوطن والمواطن، باعتبارها الغاية الأسمى من كل تشريع، والحكومة عليها أن تكون في حالة انتباه لذلك، نحن نتعاون ونتشارك ونتكامل من أجل مصلحة الوطن ولكن لنا ملاحظات جوهرية. 

تحدث رئيس مجلس النواب بصراحة متناهية، ليؤكد إلى الحكومة أن الأداء البرلماني في قادم السنوات سيكون أشد صرامة وحكمة وانحياز للمواطن، حيث قال: يعلم الله الجهد الذي نبذله في هذه المشروعات الواردة من الحكومة، حتى تتفق مع صحيح القانون والدستور، نبذل جهد خارق، ويجب على الحكومة الأخذ بنصيحتي، حتى لاندخل في نفق مظلم من العيوب القانونية والدستورية. 

واصل جبالي على مرأى ومسمع من الجميع قائلا: نحن نبذل جهدا في عدم مخالفة الدستور وعدم تناقض التشريع في مواده، وعدم تناقضه مع التشريعات الأخرى، لكن هذا يتطلب من الحكومة إعادة هيكلة الجانب القانوني في الحكومة، أرجو مراعاة ذلك بدقة لإنه وإن كان واجبنا أن نبذل كل جهد في سبيل ذلك، ولكن بعض مشروعات القوانين تصلنا في صورة لا أود أن أذكرها صراحة، ولكن بصورة لاتتفق مع جمهوريتنا الجديدة، ولا مع العمل التشريعي والقانوني

جبالي يكشف بوضوح عن انياب برلمان الجمهورية الجديدة 

قصد رئيس مجلس النواب المستشار المخضرم حنفي جبالي أن تكون رسائل البرلمان الذي يمثل الشعب، يتم توجيهها مباشرة في وجه الحكومة وحضورها، دون مواربة أو خجل، لتحقيق مستهدفات لطالما شدد عليها الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي قام في اليوم نفسه باستقبال المنافسين في الانتخابات الرئاسية كرسالة شديدة الوضوح أيضا عن روح لم الشمل التي ستعمل وفقا لها الدولة المصرية في قادم السنوات. 

استقبلت الحكومة ممثلة في شخص الوزير المستشار علاء فؤاد وزير شؤون المجالس النيابية، انتقادات البرلمان المشروعة، بسعة صدر وعلى نحو كبير من التفهم، حيث قال المستشار علاء فؤاد، وزير الشؤون النيابية، أود أن أقدم إيضاح إلى رئيس مجلس النواب، حول ماقاله بخصوص ورود قوانين من الحكومة، قد تنطوي على تناقضات أو مخالفات قانونية. 

رئيس البرلمان يؤكد أن النواب ممثلين عن الشعب 

برهن الوزير على تفهمه للبرلمان ولهجته، قائلا أن أي شئ قد يرد فيه مخالفة، يكون بطبيعة الحال غير مقصود، مجلس النواب هو الرقيب على الحكومة، وما تفضلت به كرئيس لمجلس النواب غير مقصود، من حيث أن ترد إليكم تشريرعات مخالفة أو مناقشة للاقوانين أخرى، وسأنقل هذه الصورة لمجلس الوزراء.

رد رئيس مجلس النواب المستشار حنفي جبالي على حديث الوزير الممثل للحكومة: هذا الكلام جائز وصحيح وسليم، ولكن مايلفت نظري تكراره، وتكرار نفس الخطأ والإصرار عليه، وهذا غير جائز، كلنا نخطئ ولكن الإصرار على الخطأ والمجادلة فيه، ثم العودة للمجادلة مرات ومرات غير مسموح، لأن مجلس النواب ممثل للشعب، والاخير هو صاحب السيادة، هؤلاء النواب يمثلون جمهورية مصر العربية بكاملها، فأرجو من حكومتنا مراعاة ذلك.

وقد جاءت الرسالة الأبرز من رئيس النواب، أنه يفعل ذلك ويتحدث بتلك اللهجة حرصا على مصالح الشعب، حيث قال: أكرر، كلنا نخطئ، ولكن الإصرار عليه من متخصص، هو الذي يوقعنا في هذا الحرج، لذا أرجو أن تكون الكلمة الأخيرة لنواب الشعب، فالشعب يأتمننا جميعا على هذه الأمانة، ومن مهام مجلس النواب وواجباتها ومسؤولياته أن يراقب الحكومة، وليس العكس.