ياسر حمدي يكتب: الإنتخابات الرئاسية.. ولفظ «المسرحية»!!
ADVERTISEMENT
مع بداية الماراثون الإنتخابي لرئاسة الجمهورية منذ بداية تولي الرئيس السيسي المسؤولية، تجد لفظ «مسرحية» يتردد في الأبواق الإعلامية للجماعة الإرهابية وجميع وسائل الإعلام المعادية لمصر، ودائمًا تعلوا أصواتهم بالتشكيك في سير ونزاهة العملية الإنتخابية، وجميع لجانهم الإلكترونية تنشر ملايين البوستات على منصات التواصل الإجتماعي تنتقد المرشحين المنافسين للسيسي وتصفهم جميعًا «بالكومبارس»، كإشارة منهم أنها إنتخابات تمثيلية من تأليف وإخراج الدولة وجميع أجهزتها.
لفظ إنتخابات مسرحية أطلقته جماعة الإخوان الإرهابية وعدد من أجهزة مخابرات الدول المعادية للمحروسة، للتشكيك في جميع الإنتخابات الرئاسية التي خاضها الرئيس عبدالفتاح السيسي، وكرسوا كل جهودهم في بث هذا اللفظ في أذهان المصريين، لإحباط عزيمتهم في المشاركة في الإقتراع، وعدم الإدلاء بأصواتهم والتعبير عن أرائهم في العملية الإنتخابية والعزوف عنها لإحراج الدولة وبالأخص الرئيس أمام الرأي العام العالمي.
ومع الإعلان عن بداية التقدم للترشح لمنصب رئيس الجمهورية ومن قبلها بشهور تجد إرتفاع ملموس في منسوب الإنتقادات السياسية على مواقع التواصل الإجتماعي وأبواق الإرهابية من جانب شخصيات معروف أنهم معادين للدولة المصرية، وجميعها ترى أن إنتخابات الرئاسة سوف تكون مسرحية هزلية، وأنها لا تصحح الأوضاع الخاطئة بل تزيدها غموضًا، ويظهروا كأنهم «محللون» يريدون إضفاء شكل ديمقراطي على العملية الإنتخابية كي لا يبدو المشهد السياسي تمثيلي هزلي، أو أن الرئيس السيسي مرشح وحيد فيها!.
والحقيقة هم ليسوا محللين ولا يريدون نجاح المشهد السياسي كما يدعون، بل يضللون الرأي العام بأبواقهم ولجانهم بألفاظ سياسية خاطئة، ليُظهروا للشعب المصري أولًا وللمتربصين بمصر ثانيًا أن الديموقراطية في مصر منقوصة، مع أن المشهد السياسي في مصر أصبح أكثر ديموقراطية عن ذي قبل، وإذا كنا لم نجد إعلان من بعض قادة الأحزاب السياسية لرغبتهم في الترشح للإنتخابات الرئاسية الماضية أو حتى الحالية، فذلك ليقينهم بأن ترشحهم لم يلقى قبولًا في الشارع المصري أمام الشعبية العارمة للرئيس السيسي.
هذا اللفظ «مسرحية» تردده أبواقهم لتفرغ الإنتخابات من أيّ مضمون جاد، وترسخ لوهم كبير وفزع يخلقونه كذبًا في أذهان المصريين وهو عدم وجود ديموقراطية حقيقية، وبالتالي يعكف الكثير من أبناء الوطن عن الإدلاء بأصواتهم، وعليه تقل نسبة المشاركة، ومنه يتم إحراج الدولة ورئيسها وحكومتها أمام الرأي العالمي، وبالتالي التشكيك في شعبية السيسي، وضرب نزاهة الإجراءات التي كانت تنظم العملية الإنتخابية.
مع العلم أن نزاهة الإنتخابات السابقة شهدت لها جميع الجهات الرقابية والمنظمات الحقوقية المحلية والعالمية، وأن جميعها تمت تحت إشراف قضائي كامل، وبرقابة حقوقية محلية ودولية!، والحقيقة المؤكدة أن نزاهة وشفافية الإجراءات الرقابية على الإنتخابات كما يدعون لن ولم تمثل ضررًا لمكانة الرئيس السيسي الذي لا تزال شعبيته تمكنه من الفوز بأريحية في أيّ إنتخابات، خاصةً عندما ينظر الشعب المصري إلى ما يتوافر من أمن واستقرار ومشروعات مترامية في جميع محافظات الجمهورية.
التشكيك في نزاهة الإنتخابات الرئاسية الغرض منه النيل من شعبية وشخص السيسي، ووصفها بالمسرحية يعود لكره الإخوان وأعداء الوطن في الداخل والخارج للرئيس والوطن، وليس لسند أو معلومة أو حقيقة، وإنما إفتراء وكذب وحرب إشاعات، وهو ما يمثل خطرًا حقيقيًا يهدد أمن وإستقرار مصر، ويضعها في موقف حرج أمام العالم، متناسين أن المحروسة دولة ذات سيادة، ويحكمها الدستور وتحترم القانون وحقوق الإنسان، وجميع عملياتها الإنتخابية سواء رئاسية أو نيابية تتم تحت إشراف قضائي كامل، ويحكمها قانون ودستور وتسودها النزاهة والشفافية.
في المرحلتين السابقتين للإنتخابات الرئاسية نافس الرئيس السيسي شخصين سياسيين بارزين يمثلان تيارين مختلفين في السياسة المصرية، في المرحلة الأولى خاض المنافسة حمدين صباحي الرئيس السابق لحزب الكرامة المعارض ومؤسس التيار الشعبي، وعلى الرغم من كونه قد سبق وخاض سباق المنافسة على الرئاسة عام ٢٠١٢ إلا أنه عندما ترشح للسباق مرة أخرى عام ٢٠١٤ لم يسلم من إتهامه أنه ضيف شرف في مسرحية الرئاسة الهزلية!!.
وانتهت فترة الرئاسة الأولى وبدء مارثون الفترة الثانية، ولم ينوي أي رئيس حزب أو سياسي بارز الترشح لخوض المنافسة أمام الزعيم السيسي، خوفًا من شعبيته الجارفة وحب الشعب له ومساندته الدائمة لكافة قراراته مهما كانت قسوتها، وما أن أعلن رئيس حزب الغد موسى مصطفى موسى عن خوضه السباق، هللت الأبواق وبدأت حرب الشائعات، وظلت اللجان الإلكترونية تنشر تفاصيل كاذبة بحجة أنها مسرحية واضحة.
شعبية الرئيس السيسي وحب الشعب المصري لزعامته كانت سبب رئيسي في عزوف عدد كبير من رؤساء الأحزاب والسياسيين والمشاهير عن الترشح أمامه، وهذا أمر طبيعي لا يعيب الدولة في شئ ولا يجعلها تخطط لمسلسلات ومسرحيات على الشعب، فالأمر محسوم من قبل المواطنين، وكذلك السياسيين، وكان عليهم ألا يغامروا بحياتهم السياسية مقابل أمر منتهي من قبل الشعب، لكن أعداء الوطن استغلوا شعبية الرئيس العارمة وحب المواطنين البالغ له وصدروا للرأي العام المصري والعالم أن كل سباق رئاسي إنما هو مسرحية هزلية!!.
الغريب أن هذه المرة وعلى الرغم من إعلان عدد من الموالين لهم الترشح أمام الرئيس السيسي إلا أن هذا اللفظ مازلوا يرددونه، وخرجت علينا جميع أبواقهم ومواليهم ليعلنوا أنها مسرحية هزلية، فكيف تكون مسرحية وهناك ثلاثة من أنصار الجماعة الإرهابية أعلنوا الترشح بشكل رسمي، ومنهم واحد أعلن أن جماعة الدم والإرهاب تقف خلفه وتسانده في السباق؟!.
والسؤال هنا: هل ستظل أبواق الإرهابية وإعلام المعادين للدولة المصرية تصف الإنتخابات الرئاسية المصرية بأنها مسرحية هزلية في حال عدم ترشح الرئيس السيسي مرة أخرى؟!! الإجابة متروكة لحضراتكم، وعليكم أن تعوا جيدًا أن الحرب على نجاح مصر ونهضتها مستمر من خونة الداخل وأعداء الخارج، والتشكيك في نزاهة الإنتخابات الغرض منه تشوية صورة الوطن، فلا تنساق وراء إدعاءاتهم الكاذبة وأنزل وشارك وقول رأيك بمنتهى الشفافية في صناديق الإقتراع، وأختار من تراه مناسبًا من وجهة نظرك، وساهم في نجاح بلدك ولا تكون سببًا بتقاعسك عن المشاركة في إحراج وطنك أمام العالم.