عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

الكاتب الصحفي ياسر حمدي يكتب: السيسي.. ولغة الأرقام التي لا تكذب ولا تتجمل

ياسر حمدي - كاتب
ياسر حمدي - كاتب صحفي

ستبقى لغة الأرقام هي الأصدق على الإطلاق، فهي لغة لاتحمل معاني ولا تقبل تأويلًا، لأنها غالبًا ما تكون نتائج مترتبة على مقدمات، كما عرف عنها أنها لا تكذب ولا تتجمل، وقد أظهرت هذه اللغة أن الرئيس السيسي إنتقل في سنوات قليلة ببلده من حالة اللا دولة، إلى وطن يتسع لكل المصريين، ويؤسس لحياة كريمة ترتقي بمعيشة الشعب الكريم، من خلال المشروعات والإنجازات التي رسمت ملامح الجمهورية الجديدة.

تسجل الأرقام والوقائع، تلك الإنجازات التي سطرها على مدار 9 سنوات، لتكون مصر في مصاف الدول، بفضل الجهود المبذولة ليحقق الإقتصاد المصري، ولأول مرة بعد سنوات طويلة من الركود، مستويات نمو قياسية، رغم الظروف التي عانتها مصر، ودخولها في برنامج الإصلاح الإقتصادي، ومن بعدها تطورات عالمية خارجة عن إرادة الدولة، أحدثت حالة من «الارتباك» على الإقتصاد العالمي وليس المصري فحسب.

على أرض الوقاع، نجد الملف الإقتصادي أخذ منحنى تصاعدي، أظهرته الأرقام والمشروعات الضخمة التي دشنتها الدولة المصرية، فحفرت قناة السويس الجديدة تاريخًا جديدًا من الإنجازات البارزة التي صاحبت العديد من المشروعات التي سطرها السيسي، وفي 6 أغسطس 2015، أفتتحت لتكون دفعة قوية للإقتصاد المصري، بالإضافة إلى إنشاء المنطقة الإقتصادية لقناة السويس التي تعد مركزًا تجاريًا ولوجستيًا عالميًا، وتعد من أضخم المشروعات القومية لموقعها الإستراتيجي المتميز.

توالت بعدها سلسلة ضخمة من المشاريع العملاقة التي تهدف إلى تحقيق تنمية إقتصادية مستدامة أطلقتها الدولة في عهده، منها إنشاء 8 مطارات جديدة، و 26 مركزًا سياحيًا، و 22 مدينة صناعية، وإستصلاح 4 ملايين فدان، ومشروعات طرق عملاقة أطولها تتعدى ال 5500 كم، وإنشاء 3 محطات عملاقة لتوليد الكهرباء، وإنشاء محطة الضبعة النووية، وزيادة نصيب المواطن من الدعم، وإطلاق القمر الصناعي الجديد، وإنشاء العاصمة الإدارية الجديدة.

كرس السيسي جهوده من أجل بناء الإنسان المصري، والعمل على الإرتقاء بمستوى تعليمه، وتوفير رعاية صحية جيدة، وطوع كل إمكانيات الدولة لتحقيق تلك الأهداف وما يتصل بها على المستوى الإجتماعي والمعيشي، للحد من معدلات الفقر والبطالة، وفي سبيل ذلك أطلق العديد من المشروعات القومية، وعلى رأسها المبادرة الرئاسية لتطوير الريف المصري «حياة كريمة» بتكلفة تخطت أكثر من 700 مليار جنيه في المرحلة الأولى وحدها، ويبقى منها مرحلتين بعد اكتمالهما سيتغير وجه مصر كلها من الجنوب للشمال، وقد أطلقها الرئيس في ٢ يناير من عام ٢٠١٩ لتحسين مستوى الفئات الأكثر احتياجًا.

ملف بناء الإنسان المصري لم يتوقف عند هذا الحد بل يأتي معه ملف القضاء على العشوائيات، كأحد الظواهر والمشكلات المزمنة، التي أرقت الدولة المصرية على مدار عقود طويلة، والحقيقة نجح الرئيس السيسي في هذا الملف بإمتياز، وأسس نقلة نوعية وحضارية على المستوى المعيشي، ووفر سكن يلائم المصريين، وقضى على العشوائيات من خلال مشروعات قومية عملاقة كمشروع «الأسمرات 1» و«الأسمرات 2»، وأهلينا 1 و2، و«روضة السيدة» في القاهرة، و «غيط العنب، والبشاير» في الإسكندرية، كل هذا إلى جانب مشروعات الإسكان الاجتماعي للشباب في جميع المحافظات.

أهتم الرئيس السيسي بتوفير رعاية صحية للمواطنين، وأطلق العديد من المبادرات الهامة في قطاع الصحة، منها: «مبادرة 100 مليون صحة، ومبادرة القضاء على فيروس سي، ومبادرة القضاء على قوائم الانتظار، ومبادرة رعاية صحة المرأة وحديثي الولادة، ومبادرة الكشف المبكر عن الأمراض الوراثية لحديثي الولادة» وغيرهم العديد من المبادرات، وبلغت مخصصات قطاع الصحة 310 مليارات جنيه بموازنة عام 2022/2023 فيما بلغ حجم إنفاق الدولة على القطاع 128.1 مليار جنيه بمشروع موازنة 2022/2023، كما تم التنفيذ في مشروع التأمين الصحي لكل المصريين، وبدء تنفيذه في عدد من المحافظات على مراحل.
في مجال التعليم أطلقت مصر منذ 2014 إلى الآن العديد من المشروعات التي تسهم في الإرتقاء بمنظومة التعليم، حيث تم تنفيذ مشروعات وصل عددها 902 مشروع بتكلفة إجمالية 179,5 مليار جنيه، وعلى مستوى التعليم الفني، أطلقت وزارة التربية والتعليم الإستراتيجية الشاملة لتطوير التعليم الفني، والتي تعتمد على ملاءمة البرامج الدراسية لإحتياجات سوق العمل عن طريق تطوير المناهج حسب منهجية الإدارات.

وعمل السيسي على مشروعات بناء وإحلال وتجديد مدارس التعليم العام منذ اللحظة الأولى، وبلغت 24.1 الف مشروع صيانة شاملة للمدارس، كما تم تنفيذ 5.7 الف مشروع بإجمالي 87.5 الف فصل بطاقة استيعابية 3.5 مليون تلميذ، بالإضافة إلى 1.3 الف مشروع يجري تنفيذها بإجمالي 20 الف فصل، من بينها 17 مدرسة متفوقين، و 50 مدرسة يابانية، و 9 مدارس «النيل»، و 15 مدرسة دولية حكومية، و 439 مدرسة رسمية لغات متميزة، و 65 مدرسة منحة المانية بمحافظتي أسيوط وسوهاج، و 20 مدرسة منحة المانية تم طرحها بمحافظة الشرقية، و 9 مدارس تم تنفيذها بالشراكة مع القطاع الخاص، و 54 قطعة أرض تم طرحها، و 24 مدرسها تم ترسيتها، و 15 مدرسة سيتم إفتتاحها خلال العام الدراسي الحالي.

أولى الرئيس السيسي خلال السنوات الماضية اهتمامًا كبيرًا بالقطاع الخاص، وتبنى الرئيس مستهدفات طموحة للاستثمارات الخاصة تصل في خطة العام المالي 23/ 2024 إلى نحو 600 مليار جنيه، بنسبة تناهز 36% من الإستثمارات الكلية المستهدفة مقابل نسبة متوقعة عام 22/ 2023 في حدود 31%، ونسبة فعلية 29% عام 21/ 2022، أما الإستثمارات العامة الثابتة، فتقدر بنحو 1050 مليار جنيه، بنسبة 64% من الإستثمارات الكلية، ويخص الجهاز الحكومي نحو 587 مليار جنيه (بنسبة 56%)، والهيئات الإقتصادية 384 مليار جنيه (بنسبة 37%)، والشركات العامة 79 مليار جنيه بنسبة 7%.

خلال السنوات التسع الماضية تجاوزت الإستثمارات الكلية حاجز التريليون جنيه لتبلغ في خطة العام المالي 2024/2023 نحو 1.65 تريليون جنيه، وذلك رغم الصعوبات التي واجهتها مصر نتيجة الأسباب والظروف العالمية.. لغة الأرقام لا يستطيع أي شخص مؤيد كان أو معارض أن يكذبها، وعرفت مصر خلال السنوات الماضية لغة الأرقام الضخمة، وتحول الرقم من المليار ل التريليون بفضل مجهودات ومساعي الرئيس السيسي الذي أرسى قواعد الجمهورية الجديدة التي يتمناها لكل المصريين.

تابع موقع تحيا مصر علي