التريند يكسب.. سر التحول المفاجئ في شهامة المصريين
ADVERTISEMENT
من المعروف عن المجتمع المصري، منذ قديم الأزل، صفات الشهامة والجدعنة، يد المساعدة التي تمتد للمحتاج في أي وقت، الكثير من المواقف أظهرت جدعنة المصريين، أتذكر الكثير من المواقف، منها مثلًا، حادث قطار الشرقية، وقتها خرج الأهالي بالإفطار لجميع الركاب، أذكر أيضًا تلك اللحظات التي رأينا فيها استغاثة فتاة وسط الشارع، وكيف يهب أهالي المنطقة أو الحي لنجدتها، كانوا "يرنو الشاب علقه موت"، ويقدموا يد العون للفتاة.
لكن مع الوقت رأينا تغيرات في سلوك هذا المجتمع، تغير يزيد يومًا تلو الآخر، لا أحد يتدخل في أي أمر يحدث أمامه، يقرر أحدهم ألا يغيث من يطلب المساعدة، أمهات يجلسون بجانب أطفالهم في المواصلات العامة، ويتركون كبار السن ومن لا يقدرون على الوقوف كما هم.
بدأ المجتمع يتعامل مع حالات الاستغاثة بدون مبالاة، وبعد وقت تطورت الأمور، ولم يقتصر الأمر على عدم تقديم المساعدة، ولكن بدأت الأمور تصل إلى حد المشاكل وأحيانًا الحوادث، وكل ما يقدمه المجتمع المحيط من المارة هو "الفرجة"، وتوثيق الحادث بأجهزتهم المحمولة.
ولعل أكثر الحوادث التي أظهرت سلبية لم نكن نشهدها في الشارع المصري، حادثي ذبح رجل في شوارع الإسماعيلية، والحادث الأشهر، حادث فتاة المنصورة، حيث وقف المارة يشاهدون، قبل أن يأتي من يتحلي بالشهامة والشجاعة ولكن بعد فوات الأوان.
أتذر أيضا حادث السيدة التي ذٌبحت من قبل 3 أفراد، وسط النهار، وحولها المارة يتفرجون، ويصورون ما يحدث، دون التدخل، أتساءل عن سر هذا التحول المرعب، هل هو تحول شهدته مصر فقط، هل هذا أمر طبيعي، وهل يحدث ذلك في مصر فقط، الإجابة لا من الفيديوهات المنتشرة على السوشيال ميديا، فنكتشف أنها ظاهرة عالمية، لا يتدخل الأشخاص في الحدث، ويكتفون بتوثيقه لتداوله على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل سريع، ولكن يبقى السؤال هنا لماذا وصل بنا الحال لهذه الحالة وما هي الأسباب وما هو المستقبل المنتظر للبشرية، وسط هذا الخلل في السلوك الإنساني.