وسائل تُعينك على ترك الغيبة والنميمة.. علي جمعة يوضحها
ADVERTISEMENT
أوضح الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار علماء الأزهر، رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، كيفية التخلص من آفة اللسان؛ قائلًا: «أولا: يجب علينا أن نعظم شأن الغيبة، فمن غير هذا التعظيم فيه استهانة».
كيف نتخلص من آفة اللسان؟
وتابع مفتي الجمهورية السابق؛ ثانيًا: الصمت، وألف لنا ابن أبي الدنيا كتابًا كبيرًا فيما ورد عن سيدنا صلى الله عليه وآله وسلم في الصمت، يعني قلة الكلام ؛ قلة الكلام تجعلني حكيم، «إذا رأيتم الرجل قد أوتي صمتًا، فاعلموا أنه يلقن الحكمة». يقول ربنا عز وجل : ﴿يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا﴾ ؛ ويقول ﷺ : «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه» ، «طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس».
وأشار الدكتور علي جمعة، إلى أن هذه هى الوسائل التي إذا ما تذكرتها أعانتني على ترك الغيبة، التفت لنفسك، تدبر حالك، أصمت، اعرف إن الكلمة تملكها حتى إذا ما نطقت بها فإنها تملكك، اعرف أنه « يا معشرَ من آمنَ بلسانِه ولم يدخلْ الإيمانُ قلبَه ، لا تغتابوا المسلمين ، ولا تتَّبعوا عوراتِهم ، فإنه من اتَّبعَ عوراتِهم يتَّبعُ اللهُ عورتَه ، ومن يتَّبعِ اللهُ عورتَه يفضحُه في بيتِه» ، « وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى وُجُوهِهِمْ فِى النَّارِ إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ ». فيجب على الإنسان أن يستعظم قضية الغيبة والنميمة ويلتزم قوله تعالى: ﴿إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا﴾ .
كان أحد مشايخنا يعمل الآتي: عندما يأتيه من ينقل له كلام ويقول له: يا مولانا، فلان قال عليك كذا -وكان سيدنا الشيخ رحمه الله يعتبر نقل الكلام غيبة ونميمة، وسماعه للنميمة حرام- ؛ فيقول له سيدنا الشيخ: طيب، اقعد هنا معي، يعني قال عليَّ كذا، لا حول ولا قوة إلا بالله.
ويرسل للشخص المتهم بالكلام، وعندما يأتي يقول له سيدنا الشيخ: هل صحيح أنك قلت في حقي كذا كذا كذا؟ أخونا هذا يقول أنك قلت هذا الكلام؛ فالراجل الذي نقل الكلام يقع في حرج شديد حتى وإن كان الكلام صحيح؛ فلا يفعل مثل هذا مرة أخرى، فكانت مثل هذه التصرفات مانعة من الفساد، وتربي الإنسان على الصلاح.
كيف نتوب من النميمة؟
وحول كيفية التوبة من النميمة؛ أوضح عضو هيئة كبار علماء الأزهر، أن العلماء وضعوا لذلك أمورًا؛ أولها: أن تذكره بخير، وتستغفر له، وتدعي له، تقول: "اللهم اغفر له". وثانيها: حسب العلاقة بيني وبينه؛ إذا كانت العلاقة قوية جدًّا فممكن إني أعتذر له.
فنحن في عصر كثرت فيه الغيبة والنميمة، كثر فيه الكذب، كثرت فيه آفات اللسان، فنحن أحوج ما نحتاج إلى أن نتخلى عن هذه الصفات؛ وكان من أفعال السلف الصالح في ظل هذا الخضم الذي نعيش فيه، أنهم كان أحدهم يقول: اللهم إني قد تصدقت بعرضي على الناس.