عاجل
الأحد 24 نوفمبر 2024 الموافق 22 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

علي جمعة: كثرة اختلاف الناس في مسائل الدين سببه التباغض والتلاعن بينهم

الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة - عضو هيئة كبار علماء الأزهر

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب: إن علماء الأمة لم يتبعوا الظنون والأوهام في تخطئة الناس أو رميهم بالجهل والخيانة، بل نصوا على أن الأصل في عموم المسلمين الصدق والعدالة وحسن الظن بهم، وأن المسلم إذا قال شيئا فإنما يحمل على أحسن محاملة إن وجد إلى ذلك سبيل هذا في عموم الناس، فما بال علمائهم وعقلائهم إن قالوا شيئا، فالاحتياط في الاتهام هنا أولى، والتمهل للفهم أجدى، لأن هؤلاء إنما يتكلمون بمستند شرعي حتى ولو لم ينصوا عليه في كتبهم، وهذا هو الأصل وما عليه العمل في كتب الفقهاء عندما يذكرون المسائل الفقهية خالية من النصوص الدالة عليها.

لا يجوز ذكر المسلمين بصفاتهم المذمومة

وأضاف مفتي الجمهورية السابق، أن أهل الحديث راعوا هذا أيضا، فلم يطعنوا أحدا في غير رواية، ونصوا على أنه لا يجوز ذكر المسلمين بصفاتهم المذمومة إلا في مقام الجرح، لضرورة الحفاظ على السنة قبل تدوينها، وأما خارج ذلك فالأدب الجم والخلق النبيل وبسط الوجه وعذر الجاهل.

ولم يكن من أخلاق علماء الحديث أو الفقه أن يسب أو يهين أو يحقر بعضهم بعضا، ولم يطعن أحد منهم عرض مخالفه، بل لم يكن ذلك يظهر في الحضارة العلمية الإسلامية إلا ممن يتشبهون بالعلماء وليسوا منهم، فهم يشغبون بالقول ليظن الجاهل أنهم من العلماء، ولو كانوا منهم لتلبسوا بأخلاقهم ولغة حوارهم واختلافهم كما يلبسون ثيابهم ويخادعون بعلومهم.

سبب كثرة اختلاف الناس في مسائل الدين

وأشار عضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، إلى أن الحافظ ابن رجب الحنبلي، يقول في كتابه (جامع العلوم والحكم): «ولما كثر اختلاف الناس في مسائل الدين وكثر تفرقهم كثر بسبب ذلك تباغضهم وتلاعنهم، وكل منهم يظن أنه يبغض لله، ثم يقول: وهاهنا أمر خفي ينبغي التفطن له، وهو أن كثيرا من أئمة الدين قد يقول قولا مرجوحا ويكون فيه مجتهدا مأجورا على اجتهاده فيه موضوعا عنه خطوة فيه، ولا يكون المنتصر لمقاتلته تلك بمنزلته في هذه الدرجة، لأنه قد لا ينتصر لهذا القول إلا لكون متبوعه قد قاله. وأما هذا التابع فقد شاب انتصاره لما يظن أنه الحق إرادة علو متبوعه وظهور كلمته وأنه لا ينسب إلى الخطأ وهذه دسيسة تقدح في قصده الانتصار للحق، فافهم هذا فإنه مهم عظيم».

الهوى لم يكن مطية أحد من الصحابة أو علماء الأمة

وأكد رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، أن الهوى لم يكن مطية أحد من الصحابة رضوان الله عليه أجمعين أو تابعيهم أو علماء الأمة العظام في خلافاتهم، والخلافات التي أفرزت تلك الآداب لم يكن الدافع إليها غير تحري الحق، وكانت أخوة الإسلام بينهم أصلا من الأصول المهمة التي لا قيام للإسلام دونها، وهي فوق الخلاف أو الوفاق في المسائل الاجتهادية.

تابع موقع تحيا مصر علي