علي جمعة: الإجماع من دلائل مرونة الشريعة الإسلامية.. وأنها صالحة لكل زمان ومكان
ADVERTISEMENT
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب: إن سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم كان يكثر من قول: «جددوا إيمانكم؛ قالوا كيف نجدد إيماننا يا رسول الله؟ قال: قولوا لا إله إلا الله» ابدأوا من جديد.
الصلاة من مكفرات الذنوب
وأوضح مفتي الجمهورية السابق، أن الصلاة من مكفرات الذنوب؛ من الصلاة إلى الصلاة كفارة لما بينهما «إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ»؛ فالصلاة لها وظيفتان: وظيفة سلبية (تسلب الضد) تكفيرية تمحو الخطايا، ووظيفة إيجابية وقائية تمنع الإنسان من الخطايا «إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ».
وتابع عضو هيئة كبار علماء الأزهر: إذًا ذكر الله نوع من أنواع الصلاة «وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ»؛ فاصنعوا التوبة والرجوع «كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون»، والتوابون صيغة مبالغة يعني بالغ في التوبة وكررها لو كررت الذنب ولا تيأس من روح الله «يا ابن آدم لو جئتني بقراب الأرض ذنوبا ثم جئتني تائبًا لغفرت لك» فإن الله يغفر لمن يشاء ولا يبالي لأنه واسع ولأنه صاحب السماوات والأرض لا رب سواه.
الإجماع من دلائل مرونة الشريعة
وفي سياق آخر، أكد الدكتور علي جمعة، أن الإجماع من دلائل مرونة الشريعة الإسلامية وأنها صالحة لكل زمان وفي كل مكان، وذلك أن المساحة التي هي محل اختلاف بين الفقهاء وهي التي بنيت على الظن وليس على القطع هي مساحة الأحكام المتغيرة وهي المساحة الأوسع في الفقه الإسلامي الذي تعد فروعه أكثر من مليون ومائتي ألف فرع منها كما ذكر أبو إسحاق الإسفراييني عشرون ألفا هي محل الإجماع.
والفروع المختلف فيها يجوز الاجتهاد بشأنها سواء كان اجتهادا جديدا أو اختيارا من مذاهب الفقهاء القدماء طبقا لمصلحة المسلمين وأحوالهم التي تختلف باختلاف جهات التغير الأربعة: الزمان وما اشتمل عليه من تغير في الأعراف والعادات والتقاليد وأنظمة الحياة، قال تعالى: «خُذِ العَفْوَ وَأْمُرْ بِالعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِينَ» [الأعراف:199]، أو كان ذلك متعلقا بالمكان حيث إن لكل مكان خصوصيته المتعلقة بظروفه وتاريخه، أو كان متعلقا بالأشخاص، أو كان متعلقا بالأحوال من سلم أو حرب، أو ضيق أو سعة.
وهذا المفهوم الذي شرحناه: والذي يتصل بالصدق وعدم الخيانة في جانبه الأخلاقي، وبتحقيق العدالة في جانبه النظامي، وبمفهوم الإجماع والمصلحة في جانبه الفقهي والفكري، هو العمق الذي يفتقده كثير من الناس عندما يتكلمون في أمر شرعي من غير علم؛ فينتج من هذا ضجيج يبين لنا معني الآية المعجز في هذا السياق (لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ)؛ فعندما نخرج عن النظام الأخلاقي, وعندما نحكم بغير الحق، وعندما نتمرد على الفكر المستقيم، ننشئ قضايا صوتية، ونحدث ضجيجا يضيع الأعمار ويشوش الفكر ويذهب صفاء النفس.