مفتي الجمهورية يوضح كيفية صلاة مريض الفشل الكلوي أثناء عملية الغسيل
ADVERTISEMENT
ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية، يقول السائل فيه: ما حكم صلاة مريض الفشل الكلوي؟ حيث يستغرق المريض بالفشل الكلوي وقتًا للغسيل وتمر عليه أكثر من صلاة، فهل يصلي على سريره ولو في غير جهة القبلة، أو ينتظر الانتهاء؟
حكم صلاة مريض الفشل الكلوي
قال فضيلة الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم: إن المريض بالفشل الكلوي إذا دخل عليه وقت الصلاة أثناء قيامه بعملية "الغسيل" إن استطاع استقبال القبلة بنفسه أو بمساعدة أحد؛ لزمه الاستقبال والصلاة، أمَّا إن شقَّ عليه التوجه إلى القبلة: فإن شاء صَلَّى على حاله ولو لغير القبلة، ولا إعادة عليه كما هو مذهب الحنفية والحنابلة، وإن شاء جمع بين الصلاتين جمعًا حقيقيًّا كما ذهب إليه الحنابلة وبعض الشافعية، أو جمعًا صوريًّا بأن يصلي الأولى في آخر وقتها والثانية في أول الوقت كما ذهب إليه المالكية.
حكم استقبال القبلة في الصلاة
وأوضح فضيلة مفتي الجمهورية، أن استقبال القبلة حال الصلاة واجبٌ مأمورٌ به شرعًا؛ حيث قال تعالى: ﴿فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ﴾ [البقرة: 144]، وروى أبو هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال للمُسيء في صلاته: «إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلاَةِ فَأَسْبِغِ الوُضُوءَ، ثُمَّ اسْتَقْبِلِ القِبْلَةَ فَكَبِّرْ» متفقٌ عليه.
وقد اتفق الفقهاء على أنَّ استقبال القبلة شرطٌ من شروط صحة الصلاة. مع اتفاقهم على كون استقبال القبلة شرطًا للصلاة إلا أنهم قد نصوا على سقوط هذا الشرط في حال العجز عن الإتيان به بسبب مرضٍ أو نحوه، مع اختلاف بينهم وتفصيل في شروط ذلك وفي وجوب إعادة الصلاة بعد زوال العذر أم الاكتفاء بما أدَّاه حال قيام العذر.
حكم الجمع بين صلاتين لعذر المرض
وأشار مفتي الجمهورية، إلى أنَّ المريض الذي يشق عليه الإتيان بالصلاة في وقتها، يجوز له الجمع بين الصلاتين لعذر المرض، وذلك عند بعض الشافعية والحنابلة؛ استنادًا إلى قوله تعالى: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾ [البقرة: 185]، وقوله عَزَّ وجلَّ: ﴿مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِّنْ حَرَجٍ﴾ [المائدة: 6]، ولهذا اتفق الفقهاء على القاعدة المستقرة: "المشقة تجلب التيسير"، فلمَّا ثبت الجمع -لرفع الحرج- في المطر والسفر، كان جوازه حال المرض أولى وأحرى؛ لما هو معلوم من ظروف المرض التي تؤخر الإنسان وتقعده عن أداء واجباته جميعها، فكان التخفيف فيها متسقًا مع قياس رخصة الجمع بين الصلوات.
فالمريض الذي أعوزه المرض إلى تأخير الصلاة عن وقتها يجوز له الجمع بين الصلاتين؛ عملًا بقواعد التيسير، ورفعًا للحرج عنه.
كيفية صلاة مريض الفشل الكلوي
وأوضح مفتي الجمهورية، أنه بناءً على ما سبق: فإنَّ المريض بالفشل الكلوي إذا دخل عليه وقت الصلاة أثناء قيامه بعملية "الغسيل" إن استطاع استقبال القبلة بنفسه أو بمساعدة أحد؛ لزمه الاستقبال والصلاة، أمَّا إن شقَّ عليه التوجه إلى القبلة: فإن شاء صَلَّى على حاله ولو لغير القبلة، ولا إعادة عليه كما هو مذهب الحنفية والحنابلة، وإن شاء جمع بين الصلاتين جمعًا حقيقيًا كما ذهب إليه الحنابلة وبعض الشافعية، أو جمعًا صوريًّا كما ذهب إليه المالكية.