«صفر» رضا حجازي وزير التعليم في اختبار الثانوية العامة
ADVERTISEMENT
مشكلات بالجملة وشكاوى مريرة لأولياء الأمور وسط تخبط واضح
وقائع معترف بها تظهر حجم الأزمات داخل المنظومة التعليمية
لايزال المصريون على موعد مع "الكابوس السنوي" المسمى بـ"الثانوية العامة"، والتي طال انتظارهم من أجل التوصل إلى منظومة تعليمية سليمة، يغيب عنها الأخطاء والعشوائية والتخبط، إلا انهم فوجئوا في عهد الوزير "رضا حجازي" باستمرار كامل لكافة السلبيات التي عززت مخاوفهم على مستقبل أبنائهم.
يرصد موقع تحيا مصر في تقريره التالي، حالة التخبط الشديدة التي سادت الاستعداد لموسم الثانوية العامة، مرورا بتسريب عدد من الاختبارات، ثم ترب النتيجة، حيث الظهور المبكر للنتائج في يد الكثيرين، ومعرفة الأوائل والمتفوقين لدرجاتهم قبيل النتيجة الرسمية.
غياب بديهيات نظام ناجح للثانوية العامة
خطورة بالغة يمثلها افتقاد المنظومة التعليمية في مصر لبديهيات العمل الجاد، وغياب التخطيط، وسيادة العشوائية في موسم الثانوية العامة، وعدم وجود أفق واضح لإقرار نظام تعليمي جيد بداية، وصولا إلى خروقات عديدة شهدتها اختبارات الثانوية العامة، حيث تسريب الامتحانات وعشوائية إعلان النتائج ليتجدد مع ذلك خيبات أمل أولياء الأمور في عموم البلاد.
يؤدي غياب بديهيات العمل الجاد إلى تراجع جودة التعليم وتأثير سلبي على مستوى المهارات والكفاءات لدى الطلاب. عندما يفتقد النظام التعليمي لثقافة العمل الجاد والانضباط، فإن ذلك يؤثر على تحصيل الطلاب وقدرتهم على التفكير النقدي وحل المشكلات. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي العمل غير الجاد إلى تراجع مستوى المعلمين وقدرتهم على تقديم تعليم ذو جودة عالية.
وقائع معترف بها تظهر حجم المشكلات
تداعيات كارثية تحل على الأجيال المتعاقبة في البلاد نتيجة أن تفتقد المنظومة التعليمية في عهد الوزير "رضا حجازي" لبديهيات العمل الجاد، وغياب التخطيط، وسيادة العشوائية في موسم الثانوية العامة، وعدم وجود أفق واضح لإقرار نظام تعليمي جيد تتجلى في تأثيرها السلبي على المجتمع والاقتصاد والتنمية الشاملة للبلاد.
شهد منتصف شهر يونيو الماضي، عقد وزير التعليم مؤتمرا موسعا لمناقشة المشكلات والسلبيات بامتحانات الثانوية العامة، وسط تعهدات الوزير مع العمل على إيجاد حلول لها، ويأتي ذلك ضمن متابعة وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، لسير امتحانات الثانوية العامة الدور الأول، من خلال غرفة العمليات المركزية بالوزارة.
لمواجهة وقائع الغش المثبتة عمليا، تساءل الوزير عن عدم استخدام العصا الإلكترونية لتفتيش الطلاب للتأكد من دخول الطلاب إلى لجان امتحانات الثانوية العامة بدون أي أجهزة إلكترونية، ليشدد على المرور مرة أخرى بعد نصف ساعة من بداية الامتحان على الطلاب وتفتيشهم، لضمان انضباط سير العملية الامتحانية لامتحانات الثانوية العامة 2023.
وفي وقائع مثبتة أيضا، سادت شكاوى جماعية من وضع أسئلة صعبة على الطلاب والمعلمين، ناتجة عن عدم استخدام بنوك أسئلة بشكل حقيقي تحدد مستويات صعوبة كل سؤال وتستبعد تلقائيا الأسئلة سواء الصعبة او السهلة جدا في ضوء تطبيقها او تجرببها على الطلاب، فبنوك الاسئلة تحتاج الي سنوات طويلة من الاعداد.
غياب خطط التحسين الفعلي لنظام الثانوية العامة
بمجرد الإعلان عن بدء اختبارات الثانوية العامة، واستمرار تسريب بعض الصفحات للاختبارات، وتسرب النتائج، حيث تمكن المتفوقون من معرفة درجاتهم قبيل المؤتمر الرسمي للوزارة، وقد تعمق إحساس بأن هناك غياب مؤكد خطط التحسين الفعلي لنظام الثانوية العامة.
يتسبب غياب التخطيط في عدم استقرار النظام التعليمي وعدم قدرته على مواجهة التحديات المستقبلية، فبدون تخطيط فعال، يصبح من الصعب تحديد الأهداف وتحقيقها، وتحديث المناهج والتكنولوجيا التعليمية، وتطوير مهارات المعلمين، كما أن المجموعة التي تتولى مسؤولية المنظومة التعليمية في عهد الوزير رضا حجازي حاليا، لا تدرك أن التخطيط السليم يساهم في توفير فرص متساوية للجميع في الحصول على تعليم جيد، بغض النظر عن خلفياتهم الاجتماعية أو الاقتصادية.
كما يؤدي سيادة العشوائية في موسم الثانوية العامة إلى انخفاض مصداقية النظام التعليمي وزيادة مخاوف التلاعب، فحينما يكون هناك غياب للشفافية والعدالة في عملية تقييم الطلاب وتوزيع الدرجات، فإن ذلك يؤثر سلبًا على ثقة الطلاب وأولياء الأمور في النظام التعليمي، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي التلاعب وتشجيع الغش وتقليل الحافز للطلاب لتحقيق التفوق الأكاديمي.
استياء عام لدى أولياء الأمور وزيادة المخاوف
تعشمت الأسر المصرية، في أن يكون هناك تحسن في منظومة الثانوية العامة، إلا أنهم فوجئوا ببطء عملية التدقيق في اللجان بالثانوية العامة، حيث دخل الطلاب إلى اللجنة متأخرًا، وبعض المراقبين لم يفهموا أساسيات ملء البيانات، وبعض اللجان لديها مقاعد غير مناسبة وبعض مراقبي اللجنة سحبوا أوراق الاختبار من الطلاب قبل نهاية الاختبار.
تبرهن تلك الوقائع إلى أنه عدم وجود أفق واضح لإقرار نظام تعليمي جيد إلى تأثير سلبي على عموم ملايين الأسر المصرية، والتي كانت تتعشم ان تحصل على خدمات تعليمية ناجحة كأحد أهم ركائز التنمية المستدامة، حيث يسهم في تطوير المهارات والكفاءات لدى الشباب وتحسين فرص العمل وزيادة الإنتاجية، حال انتبه القائمون على وزارة التربية والتعليم لضرورة التخلص من السلبيات التي سادت مؤخرا.