عاجل
الأحد 22 ديسمبر 2024 الموافق 21 جمادى الثانية 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

داعية إسلامى: يجوز أن يقاطع الإبن والديه في 4 حالات

الشيخ محمد أبوبكر
الشيخ محمد أبوبكر - الداعية الإسلامي

أثار الشيخ محمد أبو بكر، الداعية الإسلامي، الإمام بوزارة الأوقاف، جدلًا واسعًا حين أفتى بجواز أن يقطع الرجل أو المرأة صلة رحمه في 4 حالات، حتى لو كان هذا الرحم هو والده أو والدته أو أخوته.

الحالات التي يجوز قطع الرحم فيها

وفي مقطع فيديو بعنوان: الحالات التي يجوز قطع الرحم فيها؛ قال الشيخ محمد أبو بكر: إن الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم: «لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا» (البقرة: 286)، ومن جملة الدعاء في القرآن: «رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ»، والإنسان أثير المعاملة الحسنة، ولهذا يقول الله تبارك وتعالى: «وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا» (البقرة: 83)، ولذلك لو أن إنسانًا ابتلى بأي شيء من الأشياء التي سأذكرها، فيجوز له في هذه الحالة أن يقطع الرحم، وأن يهجر الهجر الجميل.

وأوضح الإمام بوزارة الأوقاف، أن أول حالة من الحالات التي يجوز قطع الرحم فيها، هي أنه لو كان في الوصال ضرر نفسي لا يتحمله أحد، والضرر يختلف من شخص لآخر، وكل إنسان منا يستطيع تحمل نوع من أنواع الضرر قد لا يتحمله غيره، والعكس صحيح؛ فإذا كان هذا الوصال سيترتب عليه ضرر معين أو كان سيتسبب في إصابة الإنسان بمرض مثل الجلطة أو السكر... إلخ؛ فالله لم يحملني فوق طاقتي، إنما قال سبحانه وتعالى: «وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا» (المزمل: 10)، وهذه هي سعتي وتلك طاقتي.

قطع الرحم بين الإنسان ووالده ووالدته

وتابع الداعية الإسلامي: أما الحالة الثانية من الحالات التي يجوز قطع الرحم فيها؛ فتتمثل في أنه لو كان هذا الرحم من أهل الفسق والفجور، فمثلًا لو أن رجلًا أو امرأة كلما جلست معه أو معها لا يتحدث إلا بالغيبة والنميمة والخوض في أعراض الناس، فهذا الرحم حين تقطعه يكون لك أجرٌ على قطعه وليس عليك وزر.

وتساءل الشيخ محمد أبو بكر: وماذا لو كان هذا الرحم الذي لا يتحدث إلا بالغيبة والنميمة والخوض في أعراض الناس هو أبي أو أمي أو حماتي.. مش هعرف أقاطعهم؟ قائلًا: «لا ينفع.. وكل ما تقعد تقول: غفر الله لنا وله، طيب نغير الموضوع»، ولو فشلت في جعله أو جعلها تكف عن الغيبة والنميمة والخوض في أعراض الناس يجب عليك مفارقة مجلسهم؛ لأن الله هو من قال لك هذا (وأهجرهم هجرا جميلا) ولستُ أنا.

قطع الرحم بين الأخت وشقيقتها

وأضاف أبو بكر، أن الحالة الثالثة من الحالات التي يجوز قطع الرحم فيها؛ هي أنه لو كان هناك ضرر غير مباشر، ومثال هذه الحالة ما قاله لي أحد الأزواج: «كل ما زوجتي تذهب عند أختها، بترجع متغيرة تمامًا، وتفضل تقول: أنا عايزه كذا وكذا، وجوز أختي عايش، ومراته عايشه، وحالها بيتقلب، وأختها بتوز لها وتقولها لا أطلبي...»، ففي هذه الحالة أقول لهذا الزوج وكل من يعاني من نفس الأمر: يجوز لك قطع الرحم.

ومن الأضرار غير المباشرة - أيضًا -، أن هناك أناس لسانهم طويل، فأنا حين أذهب لزيارتهم ابني سيتعلم لفظ جديد سيئ أو حركة جديدة ليست طيبة؛ ففي هذه الحالة يجوز أن أقطع الرحم.

الحالات التي يجوز قطع الرحم فيها مذكورة في القرآن

وقال الداعية الإسلامي: ربما يسأل سائل من أين أتيت بهذا الكلام؟ أقول له: أتينا به من القرآن الكريم، والله تبارك وتعالى يقول: «وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا» (المزمل: 10)، وهؤلاء الذين طلب الله من رسوله صلى الله عليه وسلم أن يهجرهم هم أهله وعشيرته وأقرباؤه وصلة رحمه؛ فالله لم يقل لرسوله: «روح أقعد في بيت أبو لهب، أو روح أقعد في بيت أبو جهل، واتحمل اللي مفيش حد يتحمله.. لا لم يقل له هذا؛ لكنه قال له أصبر، لأنه لم يُأذن لك بالهجرة بعد، ولكن (اهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا) أي أبتعد عنهم، ولا تختلط بهم أو تتداخل معهم».

وتابع أبو بكر: الحالة الرابعة والأخيرة من الحالات التي يجوز قطع الرحم فيها؛ تتمثل في أن الإنسان كلما ذهب أو ذهبت لزيارة أقاربها ظلوا يهزأون ويسخرون منها، فعلى سبيل المثال امرأة كلما ذهبت لزيارة والدة زوجها، وحان وقت الصلاة وقامت لتصلي، تقول لها حماتها مستهزأة وساخرة: «خديني على جناحك.. بركاتك يا ست الشيخة.. هو أصلًا أنتِ كنتِ بتصلي وأنتِ في بيت أبوكي؟»، فهذا الكلام يسبب فتورًا في الهمة، وحزنًا في النفس، ولو أنكِ لم تنجحي في إصلاحها وهدايتها والأخذ بيدها لطريق الله؛ فلا حرج عليكِ ولا أثم أن تقطعي الرحم، ويكون الوصال «من بعيد لبعيد».

وحتى لو كان من يستهزأ أو يسخر منكِ هو والدتك أو والدك أو أخوكِ أو أختكِ فلا يوجد أي ضرر عليكِ في قطع الرحم، وجعل الوصال «من بعيد لبعيد»، ما لم يكن في ذلك مشقة على النفس.

تابع موقع تحيا مصر علي