في أقل من ساعة.. كيف تصلي على النبي مليون مرة في اليوم؟
ADVERTISEMENT
الصلاة والسلام على سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم، هي جماع الخير كله، ومن داوم عليها كفى همه وغفر ذنبه، وفضائلها أكثر من أن تُحصى وتُعد، ويكفى أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يرد السلام بنفسه على كل من صلى عليه وسلما.
كيف تصلي على النبي مليون مرة في اليوم؟
وكثير من المسلمون المحبين لسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم، يحرصون على الصلاة والسلام عليه بكثرة، ولكن هل يستطيع أي مسلم أن يصلي على سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم مليون مرة في اليوم؟ الإجابة نعم؛ فهناك طريقة دلنا عليها الإمام أحمد الدردير رضي الله عنه، من فعلها يستطيع أن يُصلي على سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم مليون مرة في اليوم.
الصلاة الكمالية
للإمام أحمد الدردير رضي الله عنه، صيغة صلاة على سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم تُسمى بـ الصلاة الكمالية، وصيغتها: «اللهمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ عَدَدَ كَمَالِ اللهِ وَكَمَا يَلِيقُ بِكَمَالِهِ».
♦ من قرأها مرة واحدة كان كمن صلي على سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم 10 آلاف مرة..
♦ ومن قرأها 10 مرات كان كمن صلي على سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم 100 ألف مرة..
♦ ومن قرأها 100 مرة كان كمن صلي على سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم مليون مرة..
♦ ومن قرأها 1000 مرة كان كمن صلى على سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم 10 مليون مرة.
رؤيا الشيخ الشوني
يقول الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار علماء الأزهر، رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب: «إن الصلاة الكمالية، هي صيغة للصلاة على سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم، كان يُصلى بها الإمام أحمد الدردير 10 مرات في اليوم فتُحسب له 100 ألف مرة.. ومن صلى على سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم بصيغة الصلاة الكمالية 100 مرة في اليوم كأنما صلى على سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم مليون مرة».
وأوضح مفتي الجمهورية السابق، أن الشيخ أحمد الدردير - رضى الله عنه -، كان يُصلي على سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم بصيغة الصلاة الكمالية سرًا دون أن يُعلم أحدٌ بهذه الصيغة، والشيخ نور الدين علي الشوني الصالح - رضى الله عنه - هو من عرف سر الصلاة الكمالية وأخبر الناس به.
والشيخ الشوني، كان يُصلي على سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم كل يوم أكثر من 30 ألف مرة، وكان دائم الجلوس في الجامع الأزهر، وله مجالس في الصلاة على سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم، وذات ليلة رأى سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، فسأله: يا سيدي هل هناك من يُصلي عليك أكثر مني؟
فقال له سيدنا النبي: نعم، هناك من يُصلي عليَّ أكثر منك.
فقال الشيخ الشوني: ومن هو يا سيدي يا رسول الله؟
فقال سيدنا النبي: الشيخ أحمد الدردير.
فسأل الشيخ الشوني سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: وكيف يستطيع الشيخ أحمد الدردير أن يُصلي عليك يا سيدي أكثر مني وأنا لا أفعل شيء طوال يومي سوى الصلاة على حضرتك؟!
فقال سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم: أنت تصلي عليَّ كل يوم 30 ألف مرة، وأحمد الدردير يصلي عليَّ كل يوم 100 ألف مرة.
فقال الشيخ الشوني: وكيف هذا يا سيدي يا رسول الله؟
فقال سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم: أحمد الدردير يصلي عليَّ 10 مرات بهذه الصيغة: «اللهمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ عَدَدَ كَمَالِ اللهِ وَكَمَا يَلِيقُ بِكَمَالِهِ»، فتحسب له بمائة ألف مرة.
وفي صباح اليوم التالي أشاع الشيخ الشوني الرؤيا التي رأها، وأخبر أهل القاهرة بهذه البشرى، فذهب الناس إلى الشيخ أحمد الدردير، وسألوه: هل أنت حقًا تصلي على سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم 100 ألف مرة في اليوم بهذه الصيغة: «اللهمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ عَدَدَ كَمَالِ اللهِ وَكَمَا يَلِيقُ بِكَمَالِهِ»؟
فأقر الشيخ أحمد الدردير، بصحة ما حكاه الشيخ الشوني، وأخبر الناس عن سر الصلاة الكمالية.
من هو الشيخ أحمد الدردير؟
والإمام أحمد الدردير، أحد كبار علماء الأزهر الشريف في القرن الثامن عشر الميلادي، وإمام المذهب المالكي في عصره، ولد عام 1127 هـجريا الموافق 1715 ميلاديا، بقرية بني عدي التابعة لمحافظة أسيوط بصعيد مصر، وينتهي نسبه إلى سيدنا الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه.
وانتقل إلى جوار ربه في السادس من شهر ربيع الأول سنة 1201 هـجريا الموافق 27 ديسمبر سنة 1786 ميلاديا. قال عنه عنه عبد الرحمن الجبرتي، مؤرخ مصر فى العصر الحديث: «كان أوحد وقته في الفنون العقلية والنقلية، شيخ أهل الإسلام وبركة الأنام أبو البركات، الشيخ أحمد بن أحمد بن أبي حامد العدوي المالكي الأزهريّ الخَلْوَتِيّ، الشهير بأحمد الدِّرْدِيرِ، رضي الله عنه.. صاحب المؤلفات الكثيرة النافعة والتصنيفات الشهيرة المقنعة والرسائل العلمية الممتعة».
من هو الشيخ الشوني؟
والشيخ نور الدين علي الشوني الصالح، عاش في نفس زمان الشيخ أحمد الدردير، وهو مولود بقرية شوني في طنطا، وهو أول من أقام مجالس الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم، وجاء (في الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة): «نشأ على الصلاة على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو صغير ببلده، وكان إذا سرح بالبهائم يعطي غداءه للصغار، ويقول: تعالوا صلوا معي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم انتقل إلى مقام سيدي أحمد البدوي، فأقام فيه مجلس الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الجمعة ويومها، فكان يجلس في جماعة من العشاء إلى الصبح، ثم من صلاة الفجر حتى يخرج لصلاة الجمعة، ثم من صلاة الجمعة إلى صلاة العصر، ومن صلاة العصر إلى المغرب فأقام على ذلك عشرين سنة.. ثم انتقل إلى القاهرة، وعقد مجلس الصلاة على سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم بالجامع الأزهر».
ويقول عنه الإمام عبد الوهاب الشعراني: «شيخي ووالدي وقدوتي الشيخ نور الدين الشوني رضي الله تعالى عنه، وهو أطول أشياخي خدمة خدمته خمسًا وثلاثين سنة لم يتغير عليّ يومًا واحدًا، وشوني اسم بلدة بنواحي طنطا بلد سيدي أحمد البدوي رضي الله عنه، ربي بها صغيرًا ثم انتقل إلى مقام سيدي أحمد البدوي رضي الله عنه، وأنشأ فيه مجلس الصلاة على رسول الله، وهو شاب أمرد فاجتمع في ذلك المجلس خلق كثير..
وكانوا يجلسون فيه من بعد صلاة المغرب ليلة الجمعة إلى أن يسلم على المنارة لصلاة الجمعة، ثم إنه خرج يشيع جماعة مسافرين إلى مصر في بحر الفيض، فخرجت المركب به من غير قصد منه فلم يقدر أحد على رجوعها إلى البر، فقال توكلنا على الله؛ فجاء إلى مصر فأقام بها أولًا في تربة السلطان برقوق بالصحراء، وأنشأ في الجامع الأزهر مجلس الصلاة على رسول الله في عام سبع وتسعين وثمانمائة».