لماذا نحتفل بهجرة النبي في شهر محرم؟.. د. علي جمعة يجيب
ADVERTISEMENT
اعتاد المسلمون في شتى بقاع الأرض الاحتفال بالهجرة النبوية في شهر المحرم من كل عام هجري جديد، وذلك بالرغم من أن هجرة النبي صلى الله عليه وسلم كانت في شهر ربيع الأول، وهو ما جعل البعض يطرح سؤالًا: لماذا نحتفل بهجرة النبي صلى الله عليه وسلم في شهر المحرم مع أنها حدثت في ربيع الأول؟
هجرة النبي إلى المدينة
وحول هذا يقول الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار علماء الأزهر، رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب: إن النبي صلى الله عليه وسلم حين هاجر إلى المدينة دخلها في يوم واكب يوم مولده، لأنه ولد في 8 ربيع الأول، الموافق 20 أبريل سنة 570 م، ودخل المدينة وقد بلغ من العمر 54 سنة.
وأضاف مفتي الجمهورية السابق، أن سيدنا عمر بن الخطاب - رضى الله عنه – حين تولى الخلافة، رأى الشعائر وما يحدث ليحدد أين السنة الهجرية التي سيبدأ بها الدولة، فوجد أن السنة التي تبدأ بها الدولة هي التي تبدأ من شهر المحرم، لأنها بعد موسم الحج، بمعنى أن القرارات التي أتخذت على مستوى الأمة في موسم الحج تنفذ عند الرجوع من هذا الموسم.
بداية السنة الهجرية
وأوضح عضو هيئة كبار علماء الأزهر، أن رجوع الحجيج إلى بلادهم يكون في شهر المحرم، إذن هو الشهر الأنسب لبداية السنة الهجرية، وقد كان المحرم هو الشهر الأول في السنة عند الجاهليين قبل النسيء، ولذلك فقد اجتمع في المحرم أنه الشهر الأول وأنه يأتي بعد موسم الحج، وحتى العرب القدماء من دين نبي الله إبراهيم عليه السلام كانوا يحجون في ذي الحجة، والنبي صلى الله عليه وسلم أضاف لهم ما قد نسوه، مثل: الصفا والمروة وعرفات، وأظهره لهم عن طريق الوحي.
إذن السنة الهجرية تبدأ من السنة القمرية المعدود بها من المحرم، وإن كان حادثة الهجرة وقعت في ربيع الأول؛ لماذا يبدأ سيدنا عمر بن الخطاب - رضى الله عنه - هذه السنة في هذا التوقيت؟ حتى يكون مرتبطًا بالعبادات، وبركن من أركان الإسلام وهو الحج، وبهذا المؤتمر العالمي الذي تأتيه الأمة فتنفذ القرارات ابتدءًا من الشهر الذي يلي موسم الحج.
الاحتفال بالعام الهجري
وأشار مفتي الجمهورية السابق، إلى أن أهل السنة يحتفلون ببداية العام الهجري، لأنهم يحتفلون أيضًا بسيدنا عمر بن الخطاب - رضى الله عنه -، وسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم حتى يُفهم أمته أن يعيشوا منهجه وألا يعيشوا زمنه، قال: «عليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجز، وإياكم ومحدثات الأمور».
ولذلك السنة التي سنتبعها مكونة من قسمين: سنة محفوظة معصومة، وهي ما صدر عن سيدتا الرسول صلى الله عليه وسلم، باعتباره النبوي وباعتباره موحى إليه ومحفوظ ومعصوم، والقسم الثاني: سنة أيضًا محفوظة ومعتمدة لهذه التجربة خلال 30 سنة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم متمثلة في الخلفاء الراشدين المهديين، وهؤلاء الخلفاء هم من بدأو السنة الهجرية بشهر المحرم ولذلك نحن نحتفل بالسنة الهجرية وهذا الاحتفال من سنة غير مباشرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، تقول: خذوا واعتمدوا ما سيفعله هؤلاء الخلفاء من بعدي.