المهندس أشرف رشاد يكتب: كن نبراسا لمن حولك تهدي به الرفيق والصديق من ظلام الطريق
ADVERTISEMENT
فى ليلة هادئة أطالها الملل، وجدتنى أُبحر مع أفكار تفتش فى الحياة عن الحياة ومعناها.
تبخرت معظم الأفكار كعادتها فى الصباح إلا سؤال مهم جال بخاطرى فى تلك الليلة..
ما مقياس التحقيق فى الحياة لتخلد؟؟.. كيف تنال الخلود في الدنيا وتترك بعد رحيلك فيها بعض الأثر؟
وأدركت أن الإنسان حقق ويبقى إن سنَّ للناس جديدًا وانتهجوه.
ويا سعد من سنَّ سنةً طيبةً، وتعس من أتى ببدعةٍ مضلة.
أدركت أننا قد نبقى في الحياة لو تركنا في الناس هدى للعيش لا يخالف شرع الله ولو كان بسيطًا.
وأن ينهل منك الناس فكرةً أو يهتدوا بك لمعنى؛ فذاك خلود وتحقيق.
أن تبث في الناس قيمة أو تأخذهم لمعنى فيه خلق ومبدأ فذاك انتصار.
أن تصنع دربًا يسيره من أراد الوصول لما حققت فذاك عطاء.
أن تهب المحبين عُرفًا يعلى قيمة يعتنقونه ويقربهم إلى الله فذاك خلود.
وحينها وجدتني مستيقظًا على ضرورة أن أراجع كل الخطى في الحياة لأمحو الباهت منها ولا أخطو سوى ما يبقى منه الأثر.
وسعيدًا بما قيدت به نفسي؛ فلا يرانى الناس إلا به من خلق وحب للناس واحترام لمبادئهم.
سعيدًا بكل ما قدمت، راجيًا فيه خير وأكثر سعادة إن قلدنى فيه أحد.
وذهبت إلى فراشى منتشيًا حين وجدت رواد السياسة يكتبون في الدين والحكمة والأخلاق والقيم.
استلقيت على ظهري وعيناي نحو السماء تطالع الأمل في أن يلهمنى منهاج الخير حتى لا أكتب في صفحة أحد إلا الخير..
من الجميل أن يحاولوا أن يفعلوا مثلك؛ فهذا يعني أن الله جعل على يديك رشدهم.
والأجمل من ذلك أن محاولتهم تجعلهم أفضل منك فينفع الله بهم الناس من خلال ما تعلموه منك..
فدعوت الله حينها بأن يجعلني منهل خير وقدوة حق ونبراس نور ولو خافت، وأن يلهمهم الله بي ويلهنى عنهم بصنع الأثر.