أشرف رشاد يكتب: اليقين والحياة
ADVERTISEMENT
اليقين.. فى رأيى الشخصى هو السبب الرئيسي لنحيا، فلا حياة مع الشك، وما أقسى أن تحيا بلا يقين راسخ بأن الله حقٌ وموجودٌ سيمسح عنك أوحال الحياة وقسوتها وكبواتها المميتة.
ما أصعب أن يساورك شك فى الله فلا تتعلق بأوصال النجاة من رب عدل لا يفرط ولا يظلم ولا تضيع لديه الحقوق..
وما أتعس أن تفقد الرغبة في أسمى قيم الإنسانية من عطاء وتضحية وفداء وصدق ونبل وعطف على مخلوقات الله لأنك لا يقين لديك أن الله موجود يعلم ويحصى ويكافىء ويثيب.
في يقيني أن الحياة بلا يقين مبتورة الهدف، قاسية المعنى، باهتة السبب المجدي لحياتنا فيها؛ فاليقين هو العلم الذي انتفت عنه الشكوك والشُّبَه، ورسوخ الايمان بالله وما أخبرنا به من غيب، والطمأنينة في القلب واستقرار العلم فيه أن الله موجود وكل ما أنبأنا به حق.
ولقد قسم العلماء (اليقين) إلى 3 مراتب رئيسية هي: "علم اليقين - وعين اليقين - وحق اليقين".
١- علم اليقين هو أن تعلم وتعى وتتفكر في نفسك وفي خلق الله ليثبت إيمانك بقناعة عقلية أنه موجود وحق قال تعالى (وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ).
٢- عين اليقين هو أن ترى أياته فى كل شىء وتشعرها وأنك فيها وبينها ومنها منظومة حقيقية تثبت عظمة الخالق، قال تعالى (وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ).
٣- حق اليقين فهو مكاشفة وحجب زالت فنلت التحليق فى الحقيقة ووصلت للإمامة وحظوت بشرف العبودية لله الحق، قال تعالى : (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ).
ما أعجب الحياة وأطيبها وصغرها أيضا لدى أهل اليقين.. فالدنيا بيقينهم بالله تصغر ويتضائل معها صعابها فيتعالون عنها بالتعلق الراسخ الموقن بربهم المنجى والمجير والملاذ.
وما أقسى الحياة وتطاولها على أهل الشك، فيحترقون بلا ملاذ ولا سند ولا متكأ حين تئن الروح ويشتكي الجسد وتحار النفس.
فاللهم أرزقنا اليقين، وثبتنا على دينك، وأعنا أن نكن على قدر شرف عبوديتك.