عاجل
السبت 02 نوفمبر 2024 الموافق 30 ربيع الثاني 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

مفتي الجمهورية: إقامة حلقات الذكر الجماعي في المساجد «عبادة مشروعة»

حلقات الذكر الجماعي
حلقات الذكر الجماعي في المساجد

أوضح الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، حكم إقامة حلقات الذكر الجماعي بصوت مرتفع وفي مكبرات الصوت داخل المساجد، وكذلك حكم مجالس الصلاة على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

تحيا مصر 

حكم حلقات الذكر الجماعي

وقال مفتي الديار المصرية: إن مجالس الذكر الجماعي والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم من العبادات المشروعة؛ سواء في المساجد أو في غيرها، وتبديعُها لا يعدو أن يكون نوعًا مِن البدعة؛ لأنه تضييقٌ لِمَا وسَّعه الشرع الشريف؛ حيث إن الأمر بالذكر والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد ورد في النصوص الشرعية على جهة الإطلاق والعموم، فكان الأمر في ذلك واسع، وكان القولُ ببدعية هذه المجالس تضييقًا لما وسعه الشرع، ومخالف للكتاب والسنة وهدي السلف الصالح، إلا أنه يجب مراعاة النظام وأخذ موافقة القائمين على المساجد؛ حتى يتم ذلك بشكلٍ منظمٍ لا تشويشَ فيه على المصلين والذاكرين وقُرَّاء كتاب الله تعالى.

وإقامةُ مَجالسِ الذِّكرِ وانتِدَابُ الناس للاجتماع إليها أمرٌ مشروعٌ في الإسلام، وبذلك جاءت نصوص الوحي من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، وجرى على ذلك عمل الأمة سلفًا وخلفًا؛ فمِن الآيات التي دلَّت على ذلك قوله تعالى: «فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ» (البقرة: 152)، وقوله تعالى: «فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا» (البقرة: 200)، وقوله تعالى: «الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ» (آل عمران: 191)، وقوله تعالى: «وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللهِ كَثِيرًا» (الحج: 40)، وقوله تعالى: «فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ» (النور: 36-37)، وقوله تعالى: «إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللهَ كَثِيرًا» (الشعراء: 227)، وقوله تعالى: «وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ» (الجمعة: 10).

ما ورد في السنة باستحباب إقامة مجالس الذكر

وأكد فضيلة المفتي، أن من الأحاديث التي صَرَّحت باستحباب إقامة مجالس الذكر وحضورها والمداومة عليها، ورغبت فيها وعظمت مِن شأنها وبركاتها وفضائلها وثوابها الجزيل عند الله تعالى: فعن أنسٍ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا مَرَرْتُمْ بِرِيَاضِ الجَنَّةِ فَارْتَعُوا؛ قالوا: وما رياض الجنة؟ قال: حِلَقُ الذِّكْرِ» أخرجه الترمذي في سننه وحَسَّنه، والإمام أحمد في مسنده.

وعن ابن عمرو رضي الله عنهما قال: قلت: يا رسول الله، ما غَنِيمَةُ مَجالِسِ الذكر؟ قال: «غَنِيمَةُ مَجَالِسِ الذِّكْرِ الْجَنَّةُ الْجَنَّةُ» أخرجه الإمام أحمد في مسنده.

وعن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ للهِ عَزَّ وَجَلَّ سَرَايَا مِنَ الْمَلَائِكَةِ تَقِفُ وَتَحُلُّ عَلَى مَجَالِسِ الذِّكْرِ، فَارْتَعُوا فِي رِيَاضِ الْجَنَّةِ»، قلنا: أين رياض الجنة يا رسول الله؟ قال: «مَجَالِسُ الذِّكْرِ، فَاغْدُوا وَرُوحُوا فِي ذَكْرِ اللهِ، وَذَكِّرُوهُ بِأَنْفُسِكُمْ، مَنْ كَانَ يُحِبُّ أَنْ يَعْلَمَ كَيْفَ مَنْزِلَتُهُ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَلْيَنْظُرْ كَيْفَ مَنْزِلَةُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عِنْدَهُ، فَإِنَّ اللهَ يُنْزِلُ الْعَبْدَ حَيْثُ أَنْزَلَهُ مِنْ نَفْسِهِ».

وأخرج الحاكم في (المستدرك) من طريق إسماعيل بن عياش عن راشد بن داود عن يعلى بن شداد، قال: حدثني أبي شداد بن أوس، وعبادة بن الصامت حاضرٌ يُصدِّقه، قال: إنا لَعِند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذْ قال: «هَلْ فِيكُمْ غَرِيبٌ؟» يعني أهلَ الكتاب، قلنا: لا يا رسول الله، فأمر بغَلْق الباب، فقال: «ارْفَعُوا أَيْدِيكُمْ فَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ» فرفعنا أيديَنا ساعةً، ثم وضع رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم يده، ثم قال: «الْحَمْدُ للهِ، اللَّهُمَّ إِنَّكَ بَعَثْتَنِي بِهَذِهِ الْكَلِمَةِ، وَأَمَرَتْنِي بِهَا، وَوَعَدْتَنِي عَلَيْهَا الْجَنَّةَ، إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ» ثم قال: «أَبْشِرُوا؛ فَإِنَّ اللهَ قَدْ غَفَرَ لَكُمْ».

وأخرج الطبراني عن عمرو بن عبسة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ -وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ- رِجَالٌ لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ، يَغْشَى بَيَاضُ وُجُوهِهِمْ نَظَرُ النَّاظِرِينَ، يَغْبِطُهُمُ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ بِمَقْعَدِهِمْ وَقُرْبِهِمْ مِنَ اللهِ»، قيل: يا رسول الله، من هم؟ قال: «هُمْ جِمَاعٌ مِنْ نَوَازِعِ الْقَبَائِلِ، يَجْتَمِعُونَ عَلَى ذِكْرِ اللهِ، فَيَنْتَقُونَ أَطَايِبَ الْكَلَامِ كَمَا يَنْتَقِي آكِلُ التَّمْرِ أَطَايِبَهُ».

وأخرج الطبراني عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَيَبْعَثَنَّ اللهُ أَقْوَامًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي وُجُوهِهِمُ النُّورُ، عَلَى مَنَابِرِ اللُّؤْلُؤِ، يَغْبِطُهُمُ النَّاسُ، لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ»، قال: فجثا أعرابي على ركبتيه فقال: يا رسول الله، حَلِّهم لنا نعرفْهم، قال: «هُمُ الْمُتَحَابُّونَ فِي اللهِ، مِنْ قَبَائِلَ شَتَّى، وَبِلَادٍ شَتَّى، يَجْتَمِعُونَ عَلَى ذِكْرِ اللهِ يَذْكُرُونَهُ».

وأخرج الحاكم في (المستدرك)، وأبو نعيم الأصفهاني في (حلية الأولياء وطبقات الأصفياء) عن سلمان الفارسي رضي الله عنه، قال: كان سلمان في عصابة يذكرون الله فمرَّ بهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فجاءهم قاصدًا حتى دنا منهم فكفُّوا عن الحديث إعظامًا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: «مَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ؟ فَإِنِّي رَأَيْتُ الرَّحْمَةَ تَنْزِلُ عَلَيْكُمْ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُشَارِكَكُمْ فِيهَا».

وأخرج البزار في (مسنده) عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ للهِ سَيَّارَةً مِنَ الْمَلائِكَةِ يَطْلُبُونَ حِلَقَ الذِّكْرِ، فَإِذَا أَتَوْا عَلَيْهِمْ حَفُّوا بِهِمْ ثُمَّ بَعَثُوا رَائِدَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ إِلَى رَبِّ الْعِزَّةِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا أَتَيْنَا عَلَى عِبَادٍ مِنْ عِبَادِكَ يُعَظِّمُونَ آلاءَكَ وَيَتْلُونَ كِتَابَكَ وَيُصَلُّونَ عَلَى نَبِيِّكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَيَسْأَلُونَكَ لِآخِرَتِهِمْ وَدُنْيَاهُمْ، فَيَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: غَشُّوهُمْ رَحْمَتِي، فَيَقُولُونَ: يَا رَبِّ، إِنَّ فِيهِمْ فُلَانًا الْخَطَّاء؛ إِنَّمَا أَعْتَقْنَاهُمْ إِعْتَاقًا، فَيَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: غَشُّوهُمْ رَحْمَتِي؛ فَهُمُ الْجُلَسَاءُ لا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ».

يستحب الذكر والجلوس في حِلَق أهله

وتابع مفتي الجمهورية: قال الحافظ ابن حجر في (فتح الباري): «ويؤخذ من مجموع هذه الطرق المرادَ بمجالس الذكر، وأنها التي تشتمل على ذكر الله بأنواع الذكر الواردة من تسبيح وتكبير وغيرهما وعلى تلاوة كتاب الله سبحانه وتعالى وعلى الدعاء بخيري الدنيا والآخرة، وفي دخول قراءة الحديث النبوي ومدارسة العلم الشرعي ومذاكرته والاجتماع على صلاة النافلة في هذه المجالس نظر، والأشبه اختصاص ذلك بمجالس التسبيح والتكبير ونحوهما والتلاوة فحسب، وإن كانت قراءة الحديث ومدارسة العلم والمناظرة فيه من جملة ما يدخل تحت مسمى ذكر الله تعالى».

وقال الشيخ إسماعيل حقي في (روح البيان): «قال في (أنوار المشارق): وكما يستحب الذكر يستحب الجلوس في حِلَق أهله، والعادة جرت في حِلَق الذكر بالعلانية؛ إذ لم يعرف في كرِّ الدهور حلقة ذكر اجتمع عليها قوم ذاكرون في أنفسهم، فالذكر برفع الصوت أشد تأثيرًا في قمع الخواطر الراسخة على قلب المبتدي، وأيضًا يغتنم الناس بإظهار الدين بركة الذكر من السامعين في الدور والبيوت، ويشهد له يوم القيامة كل رطب ويابس سمع صوته خصوصًا في مواضع الازدحام بين الغافلين من العوام لتنبيه الغافلين وتوفيق الفاسقين، وفي بعض الفتاوى: لو ذكر الله في مجلس الفسق ناويًا أنهم يشتغلون بالفسق وأنا أشتغل بالذكر فهو أفضل؛ كالذكر في السوق أفضل من الذكر في غيره، وحضور مجلس الذكر يُكَفِّر سبعين مجلسًا من مجالس السوء».

وقال الإمام الطحطاوي في (حاشيته على مراقي الفلاح): «ونصُّ الشعراني في ذكر الذاكر للمذكور والشاكر للمشكور ما لفظه: وأجمع العلماء سلفًا وخلفًا على استحباب ذكر الله تعالى جماعة في المساجد وغيرها من غير نكير، إلا أن يشوش جهرهم بالذكر على نائمٍ أو مُصَلٍّ أو قارئِ قرآنٍ؛ كما هو مقرر في كتب الفقه».

وقال العلامة الألوسي في (روح المعاني): «والذي نص عليه الإمام النووي في (فتاويه) أنَّ الجهر بالذكر حيث لا محذور شرعيًّا مشروع مندوب إليه، بل هو أفضل من الإخفاء في مذهب الإمام الشافعي، وهو ظاهر مذهب الإمام أحمد وإحدى الروايتين عن الإمام مالك بنقل الحافظ ابن حجر في (فتح الباري)».

مجالس الصلاة على النبي

وأكد مفتي الديار المصرية، أن مجالس الصلاة على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على وجه الخصوص سنةٌ محمودةٌ جرت عليها الأمة جيلًا بعد جيل، ورآها علماء الأمة ومجتهدوها وحضروها ودافعوا عمَّن أقامها ونالوا الكثير من خيراتها وبركاتها، ومنهم الإمام نور الدين علي الشوني المحيوي الشافعي (توفى: 944 هـ).

قال الإمام عبد الوهاب الشعراني رضي الله عن الإمام نور الدين علي الشوني المحيوي الشافعي في (لوافح الأنوار في طبقات الأخيار): «شيخ الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالجامع الأزهر»، وقال: «شيخي ووالدي وقدوتي الشيخ نور الدين الشوني رضي الله تعالى عنه … انتقل إلى مقام سيدي أحمد البدوي رضي الله عنه، وأنشأ فيه مجلس الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهو شاب أمرد فاجتمع في ذلك المجلس خلقٌ كثير، وكانوا يجلسون فيه من بعد صلاة المغرب ليلة الجمعة إلى أن يسلم على المنارة لصلاة الجمعة، وأنشأ في الجامع الأزهر مجلس الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في عام سبع وتسعين وثمانمائة، وكان رضي الله عنه يقوم مِن التربة كل ليلة جمعة إلى الأزهر».

إقامة حلقات الذكر ومجالس الصلاة على النبي بصوت مرتفع

وأوضح مفتي الديار المصرية، أنه قد ورد الأمر الشرعي بذِكر الله تعالى والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم مطلقًا، ومِن المقرر أن الأمر المطلق يستلزم عموم الأزمنة والأمكنة والأشخاص والأحوال؛ فالأمر فيه واسعٌ، وإذا شرع الله سبحانه وتعالى أمرًا على جهة الإطلاق وكان يحتمل في فعله وكيفية إيقاعه أكثر مِن وجهٍ فإنه يؤخذ على إطلاقه وسعته، ولا يصح تقييده بوجهٍ دون وجهٍ إلَّا بدليل.

والجهر بالذكر مشروع، وهذه المشروعية ثابتةٌ بأدلة من الكتاب والسنة وعمل الأمة سلفًا وخلفًا، وقد صَنَّفَ جماعةٌ مِن العلماء في إثبات مشروعية ذلك؛ كالإمام الحافظ السيوطي في رسالته (نتيجة الفكر في الجهر بالذكر)، والإمام أبي الحسنات اللكنوي في كتابه (ساحة الفكر في الجهر بالذكر) وغيرهما.

واختتم مفتي الجمهورية: إن مجالس الصلاة على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والذكر الجماعي مِن العبادات المشروعة في المسجد وفي غيره، وتبديعُها لا يعدو أن يكون نوعًا مِن البدعة؛ لأنه تضييقٌ لِمَا وسَّعه الشرع الشريف، ومخالفةٌ لِمَا ورد في الكتاب والسنة وهدي السلف الصالح وعلماء الأمة المتبوعين وما جرى عليه عمل المسلمين عبر الأعصار والأمصار مِن غير نكير.

كما أن الجهر بالذكر في هذه المجالس مشروعٌ أيضًا، لكن مع مراعاة النظام وأخذ موافقة القائمين على المساجد؛ حتى يتم ذلك بشكلٍ منظمٍ لا تشويشَ فيه على المصلين والذاكرين وقُرَّاء كتاب الله تعالى؛ وذلك استِرشادًا بالأدب النبوي الكريم في قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا يَجْهَرْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالْقُرْآنِ» رواه الإمامان مالك في (الموطأ) وأحمد في (المسند).

تابع موقع تحيا مصر علي