عاجل
الإثنين 25 نوفمبر 2024 الموافق 23 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

حكم الجمع بين صيام قضاء رمضان والست من شوال.. دار الإفتاء تجيب

دار الإفتاء المصرية
دار الإفتاء المصرية

هناك أصحاب أعذار من المرضى مرض يُرجى الشفاء منه، ومن السيدات الحوامل واللاتي وضعن حملهن... وغيرهم، ممن حال العذر بينهم وبين صيام شهر رمضان كاملًا أو بعض أيامه، وهؤلاء يسألون: هل يجوز الجمع بين نية صيام قضاء رمضان ونية صيام الأيام الستة من شوال؟

حكم الجمع بين نية صوم النافلة والفرض

وقالت دار الإفتاء: إن هناك أصحاب أعذار شرعية أفطروا شهر رمضان كاملًا أو أيامًا منه، وزال عنهم العذر ويريدون قضاء ما عليهم من صيام، وفي نفس الوقت يتطلعون إلى صيام الست من شوال بغية نيل فضلها وثوابها، وهؤلاء يجوز الجمع بين نية صوم النافلة (الست من شوال) مع نية صوم الفرض (قضاء ما فات من رمضان)؛ فيقضون ما فاتهم من رمضان في شهر شوال ويكتفي بكل يوم يقضيه عن صيام يوم من الست من شوال، ويحصل بذلك على الأجرين.

وأكدت دار الإفتاء، أن الأكمل والأفضل أن يصوم كلًّا منهما (الست من شوال، وقضاء ما فات من رمضان) على حدة؛ فعن أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ» رواه مسلم في صحيحه؛ فيسن للمسلم صيام ستة أيام من شوال بعد رمضان، تحصيلًا لهذا الأجر العظيم.

وأشارت دار الإفتاء، إلى أنه فيما يتعلق بالجمع بين نية صوم الأيام الست من شوال أو بعضها مع أيام قضاء ما فات من رمضان في شهر شوال؛ فيجوز للمسلم أن ينوي نية صوم النافلة مع نية صوم الفرض في نفس اليوم، فيحصل المسلم بذلك على الأجرين.

جواز اندراج صوم النفل تحت الصوم الفرض

قال الحافظ السيوطي في (الأشباه والنظائر - 1/ 22): «ولو صام في يوم عرفة مثلًا قضاء أو نذرًا أو كفارة ونوى معه الصوم عن عرفة، فأفتى البارزي بالصحة والحصول عنهما. قال: كذا إن أطلق. فألحقه بمسألة التحية».

والمقصود بمسألة التحية ركعتَي تحية المسجد؛ حيث قال الإمام البجيرمي في (حاشيته - 1/ 280): «وتحصل بركعتين فأكثر، أي يحصل فضلها ولو كان ذلك فرضًا أو نفلًا آخر، سواء أنويت معه أم لا؛ لخبر الشيخين: إذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ الْمَسْجِدَ فَلَا يَجْلِسْ حَتَّى يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ؛ ولأن المقصود وجود صلاة قبل الجلوس وقد وجدت»؛ فاستدل العلماء بذلك على جواز اندراج صوم النفل تحت الصوم الفرض، وليس العكس؛ أي لا يجوز أن تندرج نية الفرض تحت نية النفل.

وبناء عليه: فيجوز لأصحاب الأعذار الشرعية قضاء ما فاتهم من صوم رمضان في شهر شوال، ويكتفون به عن صيام الست من شوال، ويحصل لهم ثوابها؛ لكون هذا الصيام قد وقع في شهر شوال.

حصول الثواب بالجمع لا يعني كامل الثواب

وأكدت دار الإفتاء، أن الأكمل والأفضل أن يصوم المسلم أو المسلمة القضاء أولًا ثم الست من شوال، أو الست من شوال أولًا، ثم القضاء؛ لأن حصول الثواب بالجمع لا يعني حصول كامل الثواب، وإنما يعني حصول أصل ثواب السنة بالإضافة إلى ثواب الفريضة، وهو ما عبر عنه الرملي في قوله: «ولو صام في شوال قضاءً أو نذرًا أو غيرهما أو في نحو يوم عاشوراء حصل له ثواب تطوعها، كما أفتى به الوالد رحمه الله تعالى تبعًا للبارزي والأصفوني والناشري والفقيه بن صالح الحضرمي وغيرهم، لكن لا يحصل له الثواب الكامل المرتب على المطلوب»، أي المطلوب في الأمر النبوي بإتباع رمضان بستة من شوال.

تابع موقع تحيا مصر علي