أستاذ بجامعة الأزهر: الأوقات عند الأولياء والصالحين كلها ليلة القدر
ADVERTISEMENT
يجتهد ملايين المسلمين في العبادة ليلة السابع والعشرين من رمضان، أملًا في أن توافق هذه الليلة ليلة القدر التي وصفها الله تبارك وتعالى بأنها خير من ألف شهر، وحول هذا أوضح الدكتور محمد إبراهيم العشماوي، أستاذ الحديث الشريف وعلومه بكلية أصول الدين والدعوة بجامعة الأزهر الشريف، معنى ليلة القدر عند أولياء الله الصالحين والعلماء العاملين العارفين.
معاملة القلوب غير مؤقتة بزمان مخصوص
وقال الدكتور العشماوي، في منشور كتبه على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: إن الإمام الهُمام أحمد بن عجيبة الحسني التطواني الفاسي المالكي الشاذلي - رضي الله عنه -، قال في تفسيره المسمى (البحر المديد) في تفسير قول الله تعالى «الحج أشهر معلومات»: الإشارة؛ معاملة الأبدان مؤقتة بالأمكان والأزمان، ومعاملة القلوب أو الأرواح غير مؤقتة بزمان مخصوص، ولا مكان مخصوص.
فحجَ القلوب؛ الأزمنةُ كلها له ميقات، والأماكن كلها عرفات، حج القلوب هو العكوف في حضرة علام الغيوب، وهي مُسَرْمَدَةٌ على الداوم، على مَرِّ الليالي والأيام، فكل وقت عندهم ليلة القدر، وكل مكان عندهم عرفةُ المشرَّفةُ القدر.
الأوقات كلها عند العارفين ليلة القدر
وأضاف أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر، أن الإمام ابن عجيبة، قال –أيضًا- في تفسير سورة القدر: أهل القلوب من العارفين؛ الأوقاتُ كلها عندهم ليلة القدر، والأماكن عندهم كلها عرفات، والأيام كلها جُمعات؛ لأنّ المقصود من تعظيم الزمان والمكان هو باعتبار ما يقع فيه من التقريب والكشف والعِيَان، والأوقات والأماكن عند العارفين كلها سواء في هذا المعنى، كما قال شاعرهم:
لولا شهودُ جمالكم في ذاتيي.. ما كنتُ أَرْضَى ساعةً بِحَياتي!
ما ليلةُ القدرُ الْمُعَظَّمُ شأنُها.. إلا إذا عَمَرَتْ بكُم أوقَاتِي!
إنَّ المحبَّ إذا تمكَّنَ في الهَوَى.. والحبِّ لم يَحْتَجْ إلى ميقاتِ!"
وقال شاعر آخر:
وكلُّ الليالي ليلةُ القدر إن بدا.. كما كلُّ أيام اللقا يومُ جمعةِ!
وسعيٌ له حجٌّ، به كلُّ وقفةٍ.. على بابه قد عادلت ألف وقفةِ!
فكرة ساعة أفضل من عبادة سبعين سنة
وأشار الدكتور العشماوي، إلى أن الشيخ أبو العباس المرسي -رضي الله عنه- قال: «نحن ـ والحمد الله ـ أوقاتنا كلها ليلة القدر»؛ لأنَّ عبادتهم كلها قلبية، بين فكرة واعتبار، وشهود واستبصار، وفكرة ساعة أفضل من عبادة سبعين سنة -كما في الأثر- بل فكرة العِيان تزيد على ذلك، كما قال الشاعر:
كلُّ وقتٍ من حبيبي.. قَدْرُه كألف حَجَّةْ!
وأكد أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر: قد يقال إن ثواب هذه العبادة كشف الحجاب، وشهود الذات الأقدس، وهو لا يقاس بمقياس.