«فتوى الأزهر»: اجعلوا رمضان مدرسة لبقية الشهور بالمداومة على الطاعات
ADVERTISEMENT
أوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن دعاء المؤمن لا يضيع أو يرد؛ فإما أن يرزق به الإجابة، وإما أن يكون ذخرًا لآخرته، وإما أن يدفع الله عنه به السوء والبلاء.
واستدل مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، بالحديث الذي رواه أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال سيدنا رسول الله ﷺ: «ما من مسلِمٍ يَدعو، ليسَ بإثمٍ ولا بِقطيعةِ رَحِمٍ إلَّا أَعطَاه إِحدَى ثلاثٍ: إمَّا أن يُعَجِّلَ لهُ دَعوَتَهُ، و إمَّا أن يَدَّخِرَها لهُ في الآخرةِ، و إمَّا أن يَدْفَعَ عنهُ من السُّوءِ مِثْلَها» قال: إذًا نُكثِرَ، قالَ: «اللهُ أَكثَرُ» (أخرجه البخاري في الأدب المفرد).
الصيام يُعزز في المسلم صفة الاستقامة
وأكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن الصيام يُعزز في المسلم صفة الاستقامة، والعاقل من جعل رمضان مدرسةً لبقية الشهور بالمداومة على الطاعات والواجبات، ولو كانت قليلة؛ فقليلٌ دائمٌ خيرٌ من كثير منقطع؛ قال سيدنا رسول الله ﷺ: «وَإِنَّ أَحَبَّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ مَا دَامَ وَإِنْ قَلّ» (أخرجه البخاري).
المستحقون لزكاة الفطر
وفي سياق متصل، أشار مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إلى أن زكاة الفطر تُعطى للفقراء والمساكين وكافة المصارف المالية التي ذكرها الله عز وجل في آية مصارف الزكاة، قال تعالى: «إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ» (التوبة:60)؛ مضيفًا أن زكاة الفطر يجوز أن تُعطَى لفقير واحد، أو أن تُوزَّع بين عدة أشخاص فقراء.
وقال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية: إن الشريعةُ الإسلامية رغّبت في الصدقة وحثّت على الإنفاق في كل أنواع البر وأوجه الخير، حيث قال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم» (البقرة: 254)، وقال جل وعلا: «وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ» (سبأ: 39)، والصدقةُ قد تكون بالمال، وبغيره من أفعال الخير والبر؛ لقول سيدنا رسول الله ﷺ: «كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ» (أخرجه البخاري).
الصدقة الجارية أعظم أجرا وثوابها متجدد
وأضاف مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن الصدقة المالية نوعان: صدقة غير جارية، وصدقة جارية؛ فالصدقة غير الجارية هى: المال الذي يُعطَى للفقير؛ لينتفع به فقط دون حبس أصله عليه، كإعطائه طعامًا، أو كسوة، أو مالًا ينفقه كيف شاء؛ أما الصدقة الجارية فهي: ما يُحبَس فيها أصل المال ومنفعته أو منفعته فقط على شيء معين، بنيّة صرف الرّبح إلى المحتاجين وفي كافة وجوه الخير، وصُورها كثيرة؛ فمنها: بناء المساجد، والمستشفيات، ودور العلم، والإنفاق على طلبته، ووقف محصول الأراضي الزراعية أو أرباح الأنشطة التجارية على جهة بر معينة.
والصدقة الجارية أعظم أجرًا؛ لتجدد ثوابها كلما انتفع الناس بها؛ فقد قال سيدنا رسول الله ﷺ قَالَ: «إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ» (أخرجه مسلم).