وزير الأوقاف: مسجد مصر متفرد في بناء الوعي ونشر الفكر الوسطي.. وما حدث في المركز الثقافي بالعاصمة الإدارية هو «التدوين الثالث للقرآن»
ADVERTISEMENT
قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف: إن مسجد مصر بالعاصمة الإدارية، يُعد مسجد القرن الحادي والعشرين، ونؤمل جميعًا كمؤسسات الدولة المعنية بالثقافة الدينية بصفة خاصة، والثقافة بصفة عامة، أن يكون هذا المسجد ليس متفردًا في عمارته وبنائه فقط؛ وإنما يكون متفردًا في مضمون بناء الوعي ونشر الفكر الوسطي داخل مصر وخارجها.
مركز مصر الثقافي.. والتدوين الثالث للقرآن
وأكد وزير الأوقاف، خلال الندوة الثقافية التي نظمها قطاع صندوق التنمية الثقافية، بصالون الغورية الثقافي، أن دار القرآن الكريم بمركز مصر الثقافي الإسلامي بالعاصمة الإدارية، تعد بمثابة التدوين الثالث للقرآن الكريم من جانب المبنى، أما من جانب المعنى فمن يرصد الحالة الدينية يجد حالة من الارتياح الكبير وعودة حميدة لأداء المساجد لرسالتها وعودة الناس إلى المساجد بأمان، وأهم ما تبرهنه هذه الحالة هو جهود الدولة لرعاية بيوت الله وأداء الشعائر مما يخيب آمال المتطرفين ممن يزعمون أنهم هم فقط الحريصون على الدين.
وتابع: نحن شاهدنا في فترة من الفترات كانت المساجد لا تخلوا من الخلافات والمشاجرات عقب أداء الخطبة أو الندوة أو الدرس وكثيرًا ما كان ينقسم المسجد إلى تيارين متناقضين، مما أدى إلى حدوث كثير من المشكلات التي وصلت أو كادت تصل حينئذ إلى التشابك بالأيدي مما جعل بعض الناس يخافون على أبنائهم من الذهاب إلى المسجد فيتخطفه هذا التيار أو ذاك.
مضيفًا: أما الآن فالناس يقبلون على المساجد لله فحسب دون أن يسوقه تيار أو يكون هو تابع لأي تيار، ولم يعد الناس يخشون على أبنائهم ولم يعد لديهم الخوف في أن تستقطبهم هذه الجماعة أو تلك فتكون عندهم الرغبة في إلزامهم أداء الصلاة في بيتهم، وقد حققنا ما كان عليه الناس بفطرتهم في محبة بيوت الله (عز وجل) مما أحدث أريحية كبيرة.
مصر تمتلك تاريخًا عظيمًا في الثقافة والحضارة
وأوضح وزير الأوقاف، خلال الندوة التي أدارها الكاتب الصحفي أحمد الخطيب، أن اللقاءات المباشرة مع الجمهور هي أكثر تأثيرًا، وتاريخ الصالونات الثقافية الجادة هام جدًّا في بناء الوعي والثقافة، مبينًا أن هذا الصالون سيكون متنوعًا فكريًّا وثقافيًّا ودينيًّا وسياسيًّا وكل ذلك يخدم مصلحة الفرد، موضحًا أن اختيار المكان يؤكد أن مصر تمتلك تاريخًا عظيمًا في الثقافة والحضارة في مختلف مجالات الحياة، فلنا تاريخ عظيم يمكن أن نبني عليه، ومصر تصل حاضرها بماضيها وتبني مستقبلًا مشرقًا بإذن الله في مختلف المجالات.
مجال عمارة المساجد
وتابع وزير الأوقاف، أنه في مجال عمارة المساجد مثلًا نجد هنا في القاهرة التاريخية والفاطمية وفي مساجد آل البيت وحتى في مسجد محمد علي بالقلعة ومسجد أحمد بن طولون ومسجد عمرو بن العاص ومسجد الإمام الحسين ومسجد السيدة زينب، مصر عامرة ليست في القاهرة الكبرى وحدها بل في كل المحافظات، وكنت أقول أتمنى أن يكون لهذا الجيل لمسة في هذا المجال كما يحدث في مختلف المجالات، وكانت اللمسة الأولى الجمالية والتي تعد إضافة لهذا العصر وهذا الجيل كانت بتشييد مسجد الصحابة بشرم الشيخ، ومن زار هذا المسجد يدرك أنه خاص وشديد التفرد في مجال العمارة الإسلامية عبر التاريخ والقرون، ثم جاء افتتاح الرئيس السيسي لمسجد مصر والمركز الثقافي فليس من سمع كمن رأى، وليس من رأى رأي العين كمن رأى عبر وسائل الإعلام، فمهما أبدع الإعلام في نقل الصورة فالواقع أكثر إبهارًا بكثير.
مسجد الإمام الحسين وتنوع وسائل الدعوة
مضيفًا، أن ما تم هذا العام في مسجد الإمام الحسين - رضى الله عنه - على سبيل المثال من تنوع في وسائل الدعوة، فمقارئ القرآن المرتلة أو المجودة بقراءة حفص أو قراءة ورش، أو الابتهالات الدينية، أو مجالس الفقه، ومجالس الإقراء ومجالس الحديث، وأخيرًا أطلقنا بحكمة وعقلانية مجالس الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وهو ليس مقصورًا على مسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) بل يوجد في غيره من المساجد كمسجد سيدنا عمرو بن العاص، فالمسجد وإن كان يعد مبنى فيتهيأ أيضًا بالمعنى.
وتابع: كما أن كبار القراء الذين يحيون صلاة التراويح لأول مرة في تاريخ مصر التي تملك رصيدًا عظيمًا لا تقارن في هذا المجال وتتفرد مصر بالقرآن المجود، إلى جانب ما تبثه قناة الناس هذا العام من سفراء دولة التلاوة من مبعوثي وزارة الأوقاف إلى مختلف دول العالم بألمانيا وأمريكا و إيطاليا وأوروبا يدل على حجم التأثير الذي وصولوا إليه، إضافة إلى تحفيظ الأطفال بدولة البرازيل وما بلغوه من تأثير، وهذا جزء مما تقوم به الأوقاف خارج مصر التي تتفرد بطاقات مؤثرة خاصة في القرآن المجود من كبار القراء الذين لهم أثر بالغ في مساجد الجمهورية، إضافة إلى مشاركة نحو 50 عالمًا في الملتقى الفكري ومجالس الفقه أو الحديث أو مجلس الإقراء.
دور واعظات الأوقاف في الدعوة
مؤكدًا على أهمية دور واعظات الأوقاف في الدعوة وأن معظمهن متطوعات حيث أطلقت وزارة الأوقاف لأول مرة ملتقى الفكر الإسلامي للواعظات بمسجد السيدة نفيسة وفي عدد من المحافظات، كما أشار معاليه إلى أوجه التعاون مع وزارة الثقافة سواء من خلال الإصدارات المشتركة أو من خلال ما يتم في جميع قصور الثقافة في مصر حيث تقام فيها السهرات الرمضانية الأسبوعية على شاكلة هذا الصالون الثقافي بحيث يجمع أحد الأئمة مع أحد المثقفين في مزج ثقافي وكذلك ملتقى الأجيال في مراكز الشباب على مستوى الجمهورية يقام بالتعاون مع وزارة الثقافة والأوقاف، فشهر رمضان هذا العام له طعم خاص ومذاق خاص في حالة من الإقبال غير المسبوق فالمسجد أصبح دار عبادة غير مسيس وغير مختطف، وقديما وصل الأمر إلى أن كل جماعة كانت تسمي المساجد بأسماء خاصة ولا يدخله غير أتباعها، وكما كان هناك جماعات تسيطر على المساجد كان هناك أناس بأعينهم يسيطرون على المساجد، ومعروفون في كل منطقة حتى ان جيران المسجد لا يصلون في المسجد المجاور وإنما يذهبون إلى مساجد اخرى، مع أن الله ( تبارك وتعالى ) قال: "وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا" فتم تغيير لافتات أي مسجد يحمل دلالة أيدلوجية لأي جماعة من الجماعات، انطلاقا من ان الولاية على المساجد من الولاية العامة للدولة.
ولأول مرة أصبح للمسجد ثلاثة أئمة، وأكثر من خمسين عالما يتناوبون في الدروس، إضافة إلى مجلس الحديث بمسجد الإمام الحسين بحضور الدكتور أحمد عمر هاشم، رئيس جامعة الأزهر الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف.
الحالة الصحية للدكتور أحمد عمر هاشم
ووجه وزير الأوقاف، الشكر والتقدير للرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، على لمسته الإنسانية مع الدكتور أحمد عمر هاشم، والذي كان يشارك بمؤتمر ديني بدولة الجزائر برفقة الدكتور محمد أبو هاشم، أمين سر اللجنة الدينية بمجلس النواب؛ فأصيب بنوبة صحية شديدة اضطرت الطائرة إلى هبوط اضطراري بمستشفى بدولة مالطة، فأمر الرئيس بتسيير طائرة خاصة مجهزة من القوات المسلحة المصرية لنقل الدكتور أحمد عمر هاشم، في لمسة تقدير من الرئيس للعلم والعلماء والثقافة والمثقفين.
مجال الدعوة الإلكترونية
وفيما يخص مجال الدعوة الإلكترونية فهو يتكامل مع الدعوة المباشرة، وبدأنا نكثف نشاطنا على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أطلقنا على عام 2023م عامًا للدعوة الإلكترونية في وزارة الأوقاف، ونعد لمؤتمر دولي ضخم حول الفضاء الإلكتروني والوسائل غير التقليدية في الخطاب الديني في سبتمبر المقبل، لكن الأهم أننا نعد الآن استراتيجية كاملة قصيرة ومتوسطة وطويلة الأمد في مسألة الدعوة الإلكترونية، إيمانًا منَّا بأهميتها، فنعد الكوادر ونرتب الأولويات.
وأما عن حركة الترجمة فنحن أكبر جهة دعوية في العالم اهتمت بحركة الترجمة ففي ثلاثة أعوام أخرجنا نحو سبعين كتابًا مترجمًا، بعضها ثقافة دينية بحتة وبعضها ثقافة عامة مثل: الحوار الثقافي بين الشرق والغرب، و قضايا المرأة، وهذه الكتب إصدار مشترك بين وزارة الأوقاف ووزارة الثقافة كان منهم أكثر من 50 إصدارًا مترجمًا، وقد احتفلت وزارة الأوقاف هذا العام بـ 150 إصدارًا من الإصدارات المشتركة بين الأوقاف والثقافة وتقريبا 60% من هذه الإصدارات مترجم نحو 51 إصدارًا بمعدل إصدار أسبوعي مشترك بين الأوقاف والثقافة، إلى جانب اهتمامنا أيضًا بترجمة معاني القرآن الكريم.
إشادة بجهود وزير الأوقاف
وحضر الندوة التي نظمها قطاع صندوق التنمية الثقافية، بصالون الغورية الثقافي؛ الدكتور هشام عبد العزيز علي، رئيس القطاع الديني، والدكتور خالد صلاح الدين، مدير مديرية أوقاف القاهرة، والكاتب الصحفي أحمد المسلماني، والكاتب الصحفي وائل السمري، وعدد من قيادات وواعطات وزارة الأوقاف.
وأشاد الكاتب الصحفي أحمد الخطيب، بجهود الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، في النهوض بوزارة الأوقاف والسيطرة على المساجد وتدريب الأئمة والواعظات.
وأكد الخطيب، أن اختيار الدكتور محمد مختار جمعة، كأول ضيف يحل على الصالون له عدة دلالات، نظرًا لما أحدثه من تحولات كبرى خاصة في المجال الديني بدوره المؤثر والمحوري بوزارة الأوقاف، حيث أصبحت المساجد تحت السيطرة الكاملة لوزارة الأوقاف، ومن أدرك المشكلات الماضية استطاع معرفة حجم النتائج الكبيرة التي وصلت إليها وزارة الأوقاف بعد جهد متواصل لوزير الأوقاف فما حدث بالوزارة من جهد ضخم وكبير.