عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

د.رحاب التحيوى تكتب: إستمرار الإشراف القضائى وبناء الثقة بالحوار الوطنى

د. رحاب التحيوى
د. رحاب التحيوى

أخيرا تم الإعلان عن بدء الحوار الوطنى فى 3 مايو المقبل، وقد كنت أظن أن هذه الخطوة لن تأتى أبدًا، بسبب حالة التأخير المبالغ فيها لتحديد موعد بدء الحوار، ففى هذا الشهر الكريم يكون قد مر عام بالتمام والكمال على الدعوة التى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى فى إفطار الأسرة المصرية العام الماضى، لبدء الترتيب لحوار وطنى بين القوى السياسية، وإعادة تشكيل لجنة العفو الرئاسى، ولم يكن أحد يتصور أن هذا الترتيب سيستغرق عام كامل دون البدء فى الحوار نفسه! 

استمرار الإشراف القضائي على الانتخابات

وقبل أن يبدأ الحوار ، استبق مجلس الأمناء النتائج، وأحال مقترحا بتعديل تشريعى إلى رئيس الجمهورية يقضى باستمرار الإشراف القضائي على الانتخابات، مستخدما صلاحياته وتعبيره عن كافة القوى السياسية، وهى خطوة جيدة جاءت فى الوقت المناسب، ويمكن اعتبارها جزء من عملية بناء الثقة فى الحوار الوطنى المستمرة طوال العام الماضى، كما إنها بادرة جيدة تبدد أى مخاوف، وترد على أي شائعات بشأن النوايا الحقيقية للحوار. 

الحوار الوطنى هو فرصة لإجراء نقاش مجتمعى حقيقي نستمع فيه لكافة الآراء بحرية وشفافية كاملة

وفى تقديرى، أن الحوار الوطنى هو فرصة لإجراء نقاش مجتمعى حقيقي نستمع فيه لكافة الآراء بحرية وشفافية كاملة، بعيدا عن القيود التى تكبل عمل بعض الهيئات الأخرى، وتفرض عليها أجندات محددة للنقاش، رغم اننى  لم أجد حتى الآن الحماس الكافى لدى القوى السياسية لانتهاز هذه الفرصة، وإن كانت بعض التحليلات تشير إلى أن مكاسب ما قبل الحوار لدى البعض، قد تكون أهم من الحوار نفسه مثل الإفراج عن بعض الشباب فى السجون أو السماح بحيز مناسب لممارسة الديمقراطية فى العمليات الانتخابية التى تجرى فى النقابات المهنية أو فى هيئات أخرى من هيئات المجتمع المدنى، وهذا كله يأتي فى سياق إبداء حسن النوايا من جدوى الحوار، وهو أمر جيد ومفهوم ومقدر من جميع الأطراف، لكن فى نفس الوقت لا يجوز أن نستغرق فيه دون سقف زمنى محدد لبدء الحوار أو الانتهاء منه، بل أن متطلبات العملية السياسية تقتضى أن نتعامل مع ما اعتبرناه إبداء لحسن النوايا بانه تصحيح لوضع غير صحيح، وبداية لمسار سياسى جديد، ولا يمكن أن يتوقف مع بدء الحوار أو حتى مع نهايته. 

الحوار ومخرجاته سيعيد بعث السياسة فى هذا البلد من جديد

الجميع يجب أن يدرك أن الحوار ومخرجاته سيعيد بعث السياسة فى هذا البلد من جديد، وسيمنح جرعات من الأمل لأجيال فقدت البوصلة و القدوة السياسية، وعلت لديها النزعة الشخصية البعيدة كل البعد عن المفهوم الوطني، وهو ما يحرم الوطن من جهود ابنائه وطاقاتهم، نستطيع من خلال الحوار أن نناقش قضايا ملحة تحتاج لرؤى إبداعية، ولا يمكن أن تتقيد بالأجندات التشريعية للبرلمان أو التنفيذية للحكومة.. باختصار الحوار أصبح ضرورة وطنية ملحة.

تابع موقع تحيا مصر علي