عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

الإفتاء توضح حكم استعمال بخاخة الربو في نهار رمضان

دار الإفتاء المصرية
دار الإفتاء المصرية

أكدت دار الإفتاء المصرية، أنها عكفت على دراسةِ واقعِ عملِ بخاخات الربو وشدة احتياج مرضى الجهاز التنفسي لها، والاستماعِ إلى الخبراء المتخصصين، وذلك في سياق ردها على سؤال ورد إليها نصه: هل استعمال بخاخة الربو للمريض عند الاحتياج إليها في نهار رمضان يُعدُّ من المُفطِّرات في الصوم؟

حكم استخدام بخاخة الربو أثناء الصيام

وأوضحت دار الإفتاء، أنها ارتأت أنَّ استخدام المريض بخاخات الربو أثناء الصيام لا يؤثر في صحة صومه؛ لأنَّ الهواء المستنشَق مِن خلالها إنما هو هواء ضروري للنفس عند حصول نوبة المرض، ولا يضر اختلاط الدواء به؛ لأنه صار بعد امتزاجه به -أي بالهواء المستنشَق- مِن جنس عناصره اللازمة لحصول المقصود منه بإعادة عملية تنفس مريض الربو لحالتها الطبيعية، إضافة إلى أنه داخل في المعفوَّات التي نصَّ الفقهاء على أنها لا تفسد الصوم؛ كاستنشاق الصائم لـ«غبار الطريق، وغربلة الدقيق، ودخان الحريق، وحبوب اللقاح، وما تحمله الرياح»، ومثله ممّا لا يُستَطاعُ الامتناع منه ولا يمكن التحرز عنه ممّا يمتزج بالهواء ولا يتميز عنه.

وتابعت الدار: كما لا يؤثر في صحة الصوم بقاءُ شيءٍ مِن أثر هذا الدواء ممَّا لا يتميز عن اللعاب وإن وَجدَ طَعمه في حلقه أو بَلَعَ ريقه مِن بعد ذلك، ولا يكلَّف بالمضمضة.

المسائل الطبية المستحدثة

وقالت دار الإتاء: إن أهمية تصوُّر المسألة تزداد إذا تعلقت بالمسائل الطبية المستحدثة؛ كما هي الحال في بخاخة الربو، وقد تبيَّن أن لهذا النوع مِن العلاج الوقائي والإسعافي تطورًا واسعَ المَدَى بَعد ازديادِ عددِ مرضى الجهاز التنفسي وكثرة شكواهم مِن الألم ومضاعفات المرض خاصةً بعد جائحة كورونا؛ ممَّا ترتب عليه إعادةُ النظر في خصوص استخدامها أثناء الصيام بمراعاة التطور التقني والتقدم الطبي لواقع هذه البخاخات، وذلك بعد الاستماع إلى الخبراء المتخصصين، وفي ضوء المقررات الفقهية المتعلقة بأحكام الصيام.

ومرضُ الربو (Asthma): هو أحد أمراض الجهاز التنفسي المزمنة، ومِن وسائل العلاج التي يمكن التحكم بها في هذا المرض بحيث يستطيع المريض أن يعيش معه حياة صحية مستقرة: استخدام جهاز الاستنشاق المشتمل على الأدوية اللازمة، والمشتهر باسم «بخاخة الربو».

وهناك نوعان رئيسيان مِن أجهزة الاستنشاق، أحدهما: وقائي؛ وهو عبارة عن موسِّع للقصبات والشُّعَب الهوائية بحيث يفتح مسالك الهواء ويُخفف مِن حدة الأعراض. والآخر: إسعافي؛ ويستخدم لعلاج الأعراض الحادة مِن التهاب المسالك الهوائية، ويَحُدُّ كذلك مِن احتمال الإصابة بنوبات ضيق التنفس؛ كما أفادت بذلك منظمة الصحة العالمية (WHO) عبر موقعها الرسمي على الإنترنت.

وتختلف هذه الأجهزة مِن حيث نوعية الدواء المستخدم بها وطريقة عملها إلى أجهزة البخار صغيرة الحجم (Nebulizer): وتقوم بتحويل الدواء السائل إلى رذاذٍ يستنشقه المريض بواسطة كمامة طبية مخصصة لهذا الغرض توضع على الأنف والفم، وتعمل بواسطة الهواء أو الأكسجين المضغوطَيْن أو الكهرباء، وبخاخات الجرعات المحددة (Metered dose inhaler): وهي أجهزة تحتوي على مزيج مِن الدواء ذاتيِّ المحتَوَى، وتقوم بتوزيع الجرعات المتعددة مِن خلال قِيَمٍ محددة، وتستخدم بوضع المريض فوَّهتها على فمه، ثم يقوم باستنشاق الهواء مِن فمه بعُمقٍ ويضغط في الوقت ذاته على البخاخة ليخرج منها الدواء السائل في صورة رذاذ يدخل إلى رئتيه مع الهواء المستنشق، وبخاخات المسحوق الجاف (Dry powder inhalers): ويكون الدواء فيها على شكل مسحوق جاف في كبسولة أو أقراص محكمة الغلق، وتتميز بأنَّ أَخْذَ المريض لنفسٍ عميقٍ مِن خلالها يكفي لإطلاق الدواء منها حتى يصل إلى الرئتين عبر الفم دون الحاجة إلى الضغط عليها بالتزامن مع أخذ النفس، وغالب استخدام هذا النوع مِن بخاخات الربو يكون لإيصال الأدوية طويلة المفعول، لا أدوية الإنقاذ سريعة المفعول.

استخدام بخاخة الربو لا يؤثر في صحة الصوم

واختتمت دار الإفتاء: «وبناءً على ذلك؛ فقد ارتأت دار الإفتاء المصرية -بعد دراسةِ واقعِ عملِ بخاخات الربو وشدة احتياج مرضى الجهاز التنفسي لها، والاستماعِ إلى الخبراء المتخصصين- أنَّ استخدامها أثناء الصيام لا يؤثر في صحة صومهم؛ لأنَّ الهواء المستنشَق مِن خلالها إنما هو هواء ضروري للنفس عند حصول نوبة المرض، ولا يضر اختلاط الدواء به؛ لأنه صار بعد امتزاجه به -أي بالهواء المستنشَق- مِن جنس عناصره اللازمة لحصول المقصود منه بإعادة عملية تنفس مريض الربو لحالتها الطبيعية، علاوة على أنه داخل دخولًا أوليًّا في المعفوَّات التي نصَّ عليها الفقهاء».

كما لا يؤثر في صحة الصوم بقاءُ شيءٍ مِن أثر هذا الدواء على جدار الحلق أو داخل مجرى التنفس أو على اللسان مما لا يتميز عن اللعاب وإن وَجدَ طَعمه في حلقه أو بَلَعَ ريقه مِن بعد ذلك، ولا يكلَّف بالمضمضة؛ كما سبق بيانه.

تابع موقع تحيا مصر علي