حكم تذوق الطعام في نهار رمضان.. الإفتاء توضح
ADVERTISEMENT
تواصل دار الإفتاء المصرية، بث برامجها الإفتائية المكثفة طوال أيام شهر رمضان المبارك لعام 1444 هجريا - وعلى مدار الساعة - وذلك للإجابة على أسئلة الصائمين، وتوضيح الأحكام الشرعية والآراء الفقهية المتعلقة بالصوم.
هل المضمضة والاستنشاق يفسدان الصوم؟
وفي هذا السياق ورد سؤال لدار الإفتاء يقول فيه السائل: ما حكم المضمضة والاستنشاق، وتذوق الطعام، وخروج القيء، والدم الخارج من الفم أو الأنف في نهار رمضان؟ وهل يؤثر هذا على الصوم؟.
وأوضحت دار الإفتاء، أن المضمضة والاستنشاق من سنن الوضوء، غير أن على الصائم ألا يبالغ فيهما حال الصيام؛ لئلا يصلَ شيءٌ من الماء إلى جوفه، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «بَالِغْ فِي الِاسْتِنْشَاقِ، إِلَّا أَنْ تَكُونَ صَائِمًا» رواه أبو داود في السنن.
هل تذوق الطعام يفسد الصوم؟
وأشارت دار الإفتاء، إلى أنه بالنسبة لذوق الطعام: فلا بأس به إذا كان لحاجة أو مصلحة؛ بشرط أن يحترز من وصول عين المَذُوق - ولو صغيرًا - إلى جوفه؛ لأن الصوم يبطل ببلع الأعيان لا بالطعوم.
وأكدت الدار، أنه إذا غلب القيء على الصائم: لم يفسد صومه، ولكن إذا تعمد القيء مختارًا ذاكرًا أنه صائم فصيامه فاسد وعليه القضاء؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ ذَرَعَهُ قَيْءٌ وَهُوَ صَائِمٌ فَلَيْسَ عَلَيْهِ قَضَاءٌ، وَإِنْ اسْتَقَاءَ فَلْيَقْضِ» رواه أبو داود في السنن.
هل بلع الريق يفسد الصيام؟
وتابعت دار الإفتاء، أنه لا يضر في الصيام وصول الريق الخالص الطاهر من معدنه إلى جوف الصائم، بخلاف غير الخالص - أي المختلط بغيره - وغير الطاهر، ولكن يُعفَى عنه في حق مَن ابتلي بدم لثته أو أسنانه ما لم يتعمد الصائم بلعه.
مَن أكل أو شرب متعمدًا في نهار رمضان
ونوهت الدار، إلى أن مَن أكل أو شرب في نهار رمضان عامدًا عالمًا بوجوب الصوم عليه من غير عذرٍ ولا ضرورةٍ من سفرٍ أو مرضٍ أو نحوهما، فقد ظلم نفسَهَ باقترافِ كبيرة من كبائر الذنوب، والواجب عليه في هذه الحالة أن يتوب إلى اللهِ تعالى منها، مع وجوب قضاء الصوم فقط من غير كفارة لذلك، وطاعة الله تعالى: هي فعل ما افترضه من الفروض، والكف عما نهى عنه من النواهي، فيحرم على المسلم ترك ما افترضه الله تعالى عليه دون عذرٍ أو ضرورةٍ؛ لما في ذلك من معصية الله تعالى الموجبة لغضبة وعقابه.
ومن أعظم الفروض والطاعات التي يتقرب بها المسلم إلى ربه: صوم رمضان، وذلك بما فضله الله تعالى به؛ حيث خصه من بين سائر العبادات بأنه له سبحانه، وذلك فيما رواه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «قالَ اللهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ»، فلم ينص على عظيم ثوابه وجعله مقدرًا عند الله تعالى لعظمه، إلا أنه مع ذلك بَيَّن أنَّ من ذلك الثواب والجزاء العظيم مغفرة جميع ما مضى من الذنوب والآثام؛ فقال تعالى: «وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ» (البقرة: 184).