جبر الخواطر.. أساتذة جامعة الأزهر يذهبون إلى «باحث مريض» ويمنحونه درجة الدكتوراه.. مناقشة الرسالة تمت داخل المستشفى.. وقيادات الجامعة يؤيدون ويهنئون
ADVERTISEMENT
«أيوب تجارة الأزهر»؛ هذا هو الاسم الذي أطلق على الدكتور محمود وهبة، مدرس الإحصاء المساعد بكلية التجارة بنين بجامعة الأزهر (فرع القاهرة)، والذي يرقد - منذ سنوات - داخل غرفة بإحدى مستشفيات محافظة القاهرة، بعد أن أصيب بورم في الرقبة، ثم تضاعف المرض عليه إلى أن أصبح يعاني من انسداد في مجرى التنفس.
أيوب تجارة الأزهر
«أيوب تجارة الأزهر»؛ قبل مرضه كان يستعد لمناقشة رسالة الدكتوراه في الاحصاء؛ إلا أن المرض الذي هاجمه فجأة حال بينه وبين تحقيق حلمه، واضطر أساتذته المشرفين على رسالة الدكتوراه إلى الانتظار أملًا في شفائه ثم تحديد موعد المناقشة.
طالت سنوات المرض، وأصبح «أيوب تجارة الأزهر» طريح فراش إحدى المستشفيات لا يستطيع أن يحرك جسده من فوق السرير الذي يرقد عليه، وكان حلمه الوحيد هو مناقشة رسالته التي بذل مجهودًا مضنيًا لإكمالها قبل أن يفتك به المرض، والحصول على درجة الدكتوراه في الاحصاء.
فكر الدكتور عبد الحميد غيضان، عميد كلية تجارة الأزهر الأسبق، والمشرف على رسالة دكتوراه «أيوب تجارة الأزهر»، في طريقة يرفع بها الروح المعنوية لتلميذه، خاصة وأنه يستحق الحصول على درجة الدكتوراه ولم يمنعه من هذا إلا المرض، وخطرت له فكرة لم تحدث من قبل في تاريخ الجامعات، وهى ذهاب لجنة المناقشة إلى المستشفى ومناقشة الدكتور محمود وهبة، داخل الغرفة التي حبسه المرض فيها.
وبالفعل تحدث الدكتور عبد الحميد غيضان، مع الدكتور عادل ممدوح غريب، عميد كلية التجارة الحالي بجامعة الأزهر، وعرض عليه ما يريد فعله، وعلى الفور وافق الأخير على الفكرة وطرحها على مجلس الكلية الذي وافق في اجتماعه على ذهاب لجنة المناقشة إلى المستشفى ومناقشة الدكتور محمود وهبة، داخل الغرفة التي يرقد فيها، ثم عرض الأمر على رئاسة جامعة الأزهر التي وافقت على الفور.
مناقشة الباحث داخل المستشفى
ذهبت لجنة المناقشة إلى المستشفى التي يرقد فيها «أيوب تجارة الأزهر»، وتمت مناقشة الباحث بحضور الدكتور عادل ممدوح غريب، عميد كلية التجارة بجامعة الأزهر، ويسري رشدي الصواف، مدير الكلية، ولفيف من أعضاء هيئة التدريس بالكلية.
وتكونت لجنة المناقشة والحكم من: الدكتور عبد الحميد محمد ربيع غيضان، عميد كلية تجارة الأزهر الأسبق، المشرف ورئيس لجنة المناقشة، والدكتور محمد الدسوقي حبيب، وكيل كلية تجارة الأزهر الأسبق (بصفته عضوًا من الداخل)، والدكتور السيد أحمد الشربيني، وكيل كلية الدراسات والبحوث الإحصائية السابق (بصفته عضوًا من الخارج).
وعقب المناقشة وافقت لجنة المناقشة والحكم - بإجماع الآراء - على منح الدكتور محمود وهبة، مدرس الإحصاء المساعد بكلية التجارة بنين بجامعة الأزهر (فرع القاهرة)، درجة الدكتوراه في الإحصاء بإمتياز مع مرتبة الشرف والتوصية بالطبع؛ مشيدين بدور الباحث الفعال خلال الفترة الماضية وما قدمه من مجهودات كبيرة ومتميزة في العملية التعليمية داخل الكلية.
ويُعد منح الدكتور محمود وهبة، مدرس الإحصاء المساعد بكلية التجارة بنين بجامعة الأزهر - المعروف بـ «أيوب تجارة الأزهر» - درجة الدكتوراه بعد مناقشة رسالته داخل المستشفى التي يرقد فيها، واحدًا من أعظم مشاهد جبر الخواطر فى تاريخ الجامعات المصرية.
استغاثة إلى الرئيس وشيخ الأزهر
وبعثت شقيقة الدكتور محمود وهبة، مدرس الإحصاء المساعد بكلية التجارة بنين بجامعة الأزهر، بإستغاثة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، و الدكتور خالد عبدالغفار، وزير الصحة والسكان، وجميع المسئولين بالدولة، لإنقاذ شقيقها من ويلات هذا المرض اللعين الذي جعله طريح الفراش طوال هذه الفترة.
وتقول شقيقة الدكتور محمود وهبة: «محمود الورم كسر رقبته وسد مجرى التنفس، ويحتاج - كل 30 دقيقة تقريبًا - إلى مسكن من أقوى أنواع المسكنات كما رأيتم بأنفسكم خلال مناقشة رسالة الدكتوراه التي تقدم بها».
وأضافت: «محمود يتألم بشدة، ونحن نستغيث بالسيد الرئيس وفضيلة الإمام الأكبر ووزير الصحة وكل المسئولين من أجل أن يصدروا قرارًا بعلاج شقيقي خارج مصر على نفقة الدولة».
جوجل نيوز
تطبيق نبض
