عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

صفحة جديدة من العلاقات وإذابة الخلافات.. ماذا بعد زيارة وزير الخارجية التركي لمصر؟

علما مصر وتركيا
علما مصر وتركيا

تشهد مصر وتركيا صفحة جديدة من العلاقات بعد توتر دام 10 سنوات بين البلدين فى قضايا عدة لعل أبرزها دعم التركي لجماعة الإخوان وفتح دولته لهذه الجماعة المتطرفة لشن هجوم ضد الدولة المصرية ومؤسساتها المختلفة، إلى جانب دعم التركي للمليشيات فى ليبيا و أزمة غاز شرق المتوسط، لكن كان الدعم التركي لجماعة الإخوان يمكن أن نقول انه كان أبرز نقاط الخلاف بين البلدين ولعل ذلك ما أكدت عليه مصر شرطها الرئيسي فى  مقابل عودة العلاقات مع الجانب التركي هو وقف الدعم التركي لجماعة الإخوان الإرهابية ووقف التدخل فى شؤون الدولة المصرية لتطبيع العلاقات بين الدولتين التى تجمعهما علاقات تاريخية وثقاقية، وكان بداية التخلى أنقرة عن دعم لإخوان بداية لإذابة جليد الخلافات بين البلدين. 
 تحيا مصر 

جولات دبلوماسية استكشافية

وظهرت مؤشرات تحسين العلاقات بين أنقرة والقاهرة عام 2021 خلال جولة  مباحثات برئاسة نائب وزير الخارجية التركي السفير سادات أونال  مع نظيره المصري، ثم جاءت مصافحة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لنظيره التركي رجب طيب أردوغان خلال فعاليات كأس العالم فى قطر، مؤشر جديد على أن الدولتين يساعان لتحسين العلاقات. ولعل هذا ما أكد عليه كل من وزيري الخارجية المصري والتركي خلال مؤتمر صحفى والذي أشار إلى أهمية العلاقات بين الدولتين وأن الخلافات السياسية لم تؤدي إلى قطيعة بين البلدين، هذا التقارب المصري التركي يضع عدد من التساؤلات لعل أهمها ماذا بعد هذه الزيارة التى قام بها وزير الخارجية التركي إلى مصر والتى سبقتها زيارة وزير الخارجية المصري لأنقرة هل سنشهد تطور جديد فى العلاقات بين البلدين؟ 

 

فى هذا الإطار يقول دكتور إسماعيل تركي الباحث فى العلاقات الدولية فى تصريحات خاصة لـ “ تحيا مصر”  ان:" زيارة وزير الخارجية التركي إلى مصر يمثل بداية جديدة لاستعادة العلاقات بين البلدين ‏الكبيرين، مصر وتركيا باعتبارهما قوتين اقليميتين لا يمكن تجاهلهما ولا تجاهل مصالحهما  المتشابكة ‏في المنطقة وخاصة في الجانب الاقتصادي والتجاري، اضافة إلى الملفات المرتبطة بدول الجوار سواء ‏الملف الليبي او السوري او اليميني او حتي في افريقيا ومنطقة شرق المتوسط.‏

وأضاف:" لا ننسي انه علي مدار فترة توتر العلاقات كان هناك استمرار للمشاورات الثنائية على الصعيد ‏الوزاري بين البلدين وكان مصر تتحرك في هذا الملف وفق ضوابط ترسخت على مدى سنوات، تعد من ‏ثوابت السياسة الخارجية المصرية.  وكانت العلاقة مع تركيا شهدت تطوراً مهماً عقب لقاء الرئيس ‏المصري، عبد الفتاح السيسي، ونظيره التركي، رجب طيب إردوغان، على هامش افتتاح كأس العالم ‏لكرة القدم بقطر في العشرين من نوفمبر 2022". 
 

زلزال المدمر جسر لتحسين العلاقات بين مصر وتركيا

وأشار الباحث فى العلاقات الدولية إلى أن :" جاء التحرك الدبلوماسي التركي الذي حاول أن ‏يظهر وجود تحسن في ملف العلاقات مع مصر، إلا أن ذلك يجب أن يتوازى مع خطوات جادة تتجاوب ‏مع بعض المطالب المصرية المعلنة منذ الجولة الاستكشافية الأولى بين القاهرة وأنقرة، التي كان ضمن ‏شروطها على المستوى الإقليمي توقف الممارسات التركية في الإقليم، خاصة في سوريا والعراق، ‏وتحجيم القنوات الاعلامية التي تهاجم مصر من الاراضي التركية" . ‏

وأوضح “ تركي” :" لا ننكر أن المواقف التركية المتكررة بشأن التقارب مع مصر مرتبطة ارتباطا كبيرا  بتطورات الداخل ‏التركي، والضغوط الاقتصادية الصعبة اضافة إلى التداعيات الخطيرة للزلزال المدمر الذي دمر عدد من ‏المدن التركية والسورية ومد يد المساعدة من دول الجوار وخاصة الدول التي كانت علي عداء مع ‏النظام التركي". 
 

مصر.. ورقة أردوغان ضد المعارضة 

وأشار إلى أنه :" اضافة إلى  اقتراب الانتخابات الرئاسية والعامة في تركيا ورغبة تركيا وحرصها على ‏إحداث اختراق ما في ملف تطبيع العلاقات مع عواصم عربية فاعلة، في مقدمتها القاهرة، في محاولة ‏لإظهار قدرة حكومة حزب (العدالة والتنمية) على بناء علاقات ودية مع دول عربية بعد توتر استمر ‏لسنوات خاصة بعد حالة الهجوم الشديد من المعارضة علي النظام الحاكم بسبب معاداة مصر، لذا يحاول ‏النظام التركي  تفادي هذا النقد والهجوم  من احزاب المعارضة  وخاصة بعد اتفاق المعارضة علي ‏مرشح رئاسي واحد لينافس الرئيس رجب طيب اردوغان في الانتخابات الرئاسية القادمة في منتصف ‏مايو وذلك بإحداث تقارب مع مصر وبعض دول المنطقة منها العراق وسوريا والمملكة العربية ‏السعودية والامارات". 

وأختتم الباحث فى  العلاقات الدولية حديثه قائلاً:" جاءت زيارة وزير الخارجية المصري المصري لسوريا وتركيا في ظل تقديم مساعدات ضخمة من الدولة المصرية للمحن التي تضررت من الزلزال المدمر في سوريا وتركيا كبادرة حسن نية وتأكيد علي الروابط التاريخية والحضارية والانسانية بين شعوب المنطقة وهو ما يترتب عليه دفع العلاقات لمستوي افضل وتحسين تلك العلاقات في ظل المتغيرات التي تحدث في المنطقة والبناء علي ما تقدم من لجان تنسيق ولقاء الرئيسين في قطر وزيارة وزير الخارجية المصري إلى  تركيا".

تابع موقع تحيا مصر علي