«بطالة الصيادلة».. البرلمان يتدخل لمواجهة أزمة الخريجين الجدد.. وتحركات ضد دخلاء المهنة
ADVERTISEMENT
يواجه خريجو كليات الصيدلة أزمة كبيرة في سوق العمل، بعد زيادة أعداد الخريجين بصورة كبيرة خلال الفترة الأخيرة عن مطالب السوق، وسط تباطؤ في حصولهم على التكليفات، ما برزت معه ظاهرة "بطالة الصيادلة"، والذي دفع النواب إلى التدخل والمطالبة بحصر احتياجات المديريات من الصيادلة ليتمكن الخريجين من كليات الصيدلة جامعات حكومية وخاصة لإستلام تكليفهم وفقًا للمجموع والاحتياجات.
ساره النحاس لـ«تحيا مصر»: يجب وضع خطة تكليف استراتيجية لحل مشكلة الصيادلة
وقالت النائبة الدكتورة سارة النحاس عضو لجنة الصحة بمجلسة النواب، لـ "تحيا مصر"، إن أزمة خريجي كليات الصيدلة لابد أن تنتهي في أسرع وقت، وعلي وزارة الصحة سرع وضع خطة تكليف استراتيجية لتكلفهم، وهذا وفقًا للمجموع، والموقع الجغرافي، وتقدير الطالب داخل الكلية، مشيرة إلي أنه يجب وضع التماس للسيدات والبنات الصيادلة لكي يكونوا اقرب لموطنهم، مضيفة: أن زيادت عدد خريجي كليه الصيدلة جاء بعد افتتاح الجامعة المفتوحة وعديد من الكليات الخاصة والجامعات الحكومية، وهذا تسبب في زيادة عدد الصيادلة زيادة تفوق الاحتياج بمنظومة الصحة، مقترحه وضع برامج خاصة تصنف الصيادلة إلي صيدلي إداري، صيدلي تأمين صحي، بالإضافة إلي زيادة الدورات التدريبية.
أستاذ جامعي لـ تحيا مصر»: تفعيل نظام الصيدلة الإكلينيكية من أولويات القضاء علي بطالة الصيادلة
وعقب الدكتور وليد بركات استاذ بقسم علم الأدوية والسموم بجامعة الزقازيق، أن نسبة البطالة المنتشرة بين خريجي كليات الصيدلة ترجع إلي التوسع في إنشاء كليات صيدلة خاصة، والتحاق إعداد كبيرة من خريجي الثانوية العامة بكليات الصيدلة بالجامعات الحكومية، والخاصة مما أدى إلى زيادة عدد الخريجين، بالإضافة إلى تركيز اغلب الخريجين في العمل في الصيدليات الخاصة مما أدى إلى اكتفاء الكثير من الصيدليات، برغم أن مجالات عمل خريجي الصيدلة تشمل المستشفيات، ومصانع الأدوية، والجهات الرقابية، والدعاية، والطب الشرعي، والبحث العلمي، والتعامل مع الأدوية في التخصص البيطري، لافتًا إلي اتجاه عدد من الخريجين إلى افتتاح صيدلية خاصة بدون إجراء دراسة جدوى للمشروع، مما يؤدي إلى فشل مشروع الصيدلية الخاصة أو على الاقل عدم تحقيق ربح مناسب يسمح بتوظيف صيادلة آخرين.
وتابع "بركات"، لـ "تحيا مصر"،أنه من اسباب انتشار البطالة ايضا هو عدم تفعيل نظام الصيدلة الاكلينيكية في العديد من المستشفيات والذي يحتاج إلى وجود صيدلي متخصص في كل فريق طبي في كل تخصص، بالإضافة إلي قلة فرص العمل بالخارج في الدول العربية بسبب توافر خريجي كليات صيدلة من مواطني تلك الدول، مؤكدا علي الصعوبة الشديدة في الحصول على فرصة عمل بالدول الأوربية، والأمريكية، بسبب اختلاف البرامج الدراسية، مما يضطر خريجي الجامعات المصرية بإجراء معادله للمؤهل واستكمال دراسة قد تصل إلى عامين للحصول على ترخيص لممارسة المهنة، مشيرة إلي عدم اهتمام العديد من خريجي الصيدلة بتطوير الذات والتعلم المهني المستمر لمواكبة التطور، مما يقلل من فرص التحاقهم بمجالات عمل جديدة.
واقترح استاذ بقسم علم الأدوية والسموم بجامعة الزقازيق، حلول لتقليل إعداد المستحقين بكليات الصيدلة، وهو عمل توعية لخريجي كليات الصيدلة بمجالات العمل المختلفة، بالإضافة إلي تفعيل نظام الصيدلة الاكلينيكية، وإتاحة برامج مستمرة لتشجيع خريجي الصيدلة على التعليم والتطور المهني المستمر، وتطوير اللوائح الدراسية بالجامعات المصرية وتبني برامج دراسية مماثلة للجامعات المميزة في مجال الصيدلة، مما يتيح لحاملي المؤهل من مصر الحصول على فرص عمل بالخارج بسهولة ودون الحاجة إلى قضاء وقت طويل في معادلة المؤهل، بالإضافة إلي مساهمة الصيدلة في مساعدة الأطباء في بعض المجالات بعد الحصول على التدريب، وتدريب الصيادلة للمشاركة في عيادات واقسام الطواريء وفررز وتوجيه المرضى للعيادات المتخصصة، وبالتالي يتم حل مشكلة العجز في عدد الأطباء البشريين والاستفادة من خبرات خريجي كليات الصيدلة.
عضو بصحة الشيوخ: خريج الصيدلة غير مربوط بسوق العمل
وأكد النائب الدكتور محيي حافظ، عضو لجنة الصحة بمجلس الشيوخ، أن الصيدلي هو أهم ضلع في المنظومة الطبية، وظهرت أهمية دوره خلال فترة كورونا، بالإضافة إلي أن الصيدلة للأسف في مصر مهنة من ليس له مهنة، فنحن نفتقد في لوجود عدد كاف من المفتشين، بما يسمح بالتفتيش والرقابة على الصيدليات في القرى والمدن بمختلف المحافظات، لمنع مزاولة المهنة من غير الخريجين، مشيرًا إلى أن مهنة الصيدلة ليست لخريجي الطب البشري والبيطري وكليات العلوم والزراعة والتجارة، مطالبة بفرض عقوبات للحد من مزاولة مهنة الصيدلة من قبل غير الخريجين، مضيفًا أنه يجب إلزام شركات ومصانع الأدوية بتوظيف الصيادلة، وتحديد حد أدنى من عددهم، مستنكر اتجاه مثل هذه الشركات لتوظيف خريجي العلوم والطب البيطري والزراعة نظرًا لقلة العائد المادي الذي يتقاضونه.
وأضاف حافظ، في تصريح خاص، أن خريج الصيدلة غير مربوط بسوق العمل، حيث أنه يدرس شيئًا ويخرج ليجد سوق العمل مختلف تمامًا عما درسه، مشيرًا إلى أنه تم مطالبة المجلس الأعلى للجامعات بتخصيص 4 سنوات لدراسة الصيدلة الأساسية، بحيث يكتفي بهذه الدراسة الخريج الذي سيعمل بصرف الروشتات والتعامل مع المريض بشكل مباشر، على أن يتخصص الخريج الذي يريد العمل بالمستشفيات فيما يعرف بـ"الكلينيكال"، والصيدلي الذي يريد العمل في مجال التصنيع عليه أن يخصص تصنيع وهكذا، مؤكدًا علي أن مصر لا تولي اهتمامًا كبيرًا لمجال البحث العلمي فيما يتعلق بالأدوية والمركبات الجديدة، فلابد من الاهتمام بالبحث العلمي المعني بالتركيبات الجديدة والأمصال، حتى يكون لدينا القدرة على مواجهة الأوبئة المختلفة.