"نتائج قيمة وحضور مصري مؤثر".. أبرز مكتسبات قمة الجزائر 2022
ADVERTISEMENT
الرئيس السيسي يتطرق إلى صلب القضايا التي توحد الجبهة العربية
الأمن المائي والغذائي وعدم الانحياز .. جوهر المخرجات الاستراتيجية
سجل الرئيس عبدالفتاح السيسي حضورا لافتا خلال القمة العربية التي اختتمت أعمالها بالجزائر أمس، حيث ألقى خطابا شكل فرصة لاستعادة البوصلة العربية السليمة، في ضوء التحديات التي تعيشها بلدان المنطقة، سواء على المستوى الإقليمي، ومسألة غياب الاستقرار، وزيادة التدخلات الخارجية في المنطقة، أو على المستوى الدولي الذي يشهد تحولات وتغيرات جوهرية كبرى.
يرصد تحيا مصر في تقريره التالي، استعادة الدولة المصرية ثقلها الإقليمي والعالمي، في ظل حضور رئاسي مشهود بقمة الجزائر، ربطه الرئيس السيسي بدعوة القادة والزعماء العرب إلى حضور محفل دولي وأممي على أرض مدينة شرم الشيخ، في كوب 27.
خطاب رئاسي يحقق آمال وتطلعات الجماهير العربية
أنصت الحضور بعناية شديدة إلى حديث الرئيس عبدالفتاح السيسي، والذي تحدث بثقة مطلقة عن أن مصر لن تدخر جهدًا في سبيل دعم الجامعة العربية التي وصفها بـ"بيت العرب"، بما يحقق مصالح الشعوب الشقيقة، حيث طغت اللهجة الجادة على الحديث، مع وجود مفاتيح يمكنها أن تشكل مداخل حيوية لتعزيز آليات العمل العربي المشترك.
وقد امتازت كلمة مصر وتوصياتها إلى العرب، التي نقلها الرئيس السيسي، بالواقعية الشديدة، والتطرق المباشر إلى احتياجات الشارع العربي وكافة المواطنين العاديين في محيط القطر العربي، خاصة حينما اعتبر الرئيس السيسي القمة العربية، حاضنة جاءت بعد غياب طال أعوامًا لتحمل معه دلالة سياسية تعكس تصميم جماعي على تطوير العلاقات، والتصدي للتحديات المشتركة التي تواجه الأوطان العربية.
مضى الرئيس السيسي ليظهر حرصا بالغا على ليبيا، وتأكيدا على أهمية القضية الفلسطينية، وإشارة لايخطأها عاقل لأهمية الالتفات لمخططات إثيوبيا للإضرار بمصر والسودان، مع دعوة علنية للقادة العرب من الحاضرين لحضور فعاليات مؤتمر المناخ في شرم الشيخ كوب 27.
مخرجات جادة صدرت عن نتائج قمة الجزائر
أجمع العديد من الخبراء والمراقبين على أن قمة لم الشمل، التي استضافتها الجزائر، قد نتج عنها مجموعة من التوصيات والمخرجات الجادة، وثيقة الصلة بالقضايا التي تهم المواطن العربي، انطلاقا من "القضية الفلسطينية، الأمن الإقليمي العربي، مرورا بتغليب مبدأ الحلول العربية، ورفض التدخلات الخارجية، أزمة الطاقة العالمية، مجابهة الإرهاب، الأمن الغذائي العربي، ومسألة المياه".
اتفقت مخرجات قمة الجزائر، مع ما ذهب إليه الرئيس عبدالفتاح السيسي، وتحديدا فيما يتعلق برفض التدخلات الخارجية بالإقليم: رغم اتفاق القادة العرب على خطورة استمرار تدخلات الدول الإقليمية في شؤون الدول العربية الداخلية، لتكون تلك القمة بصدد تقديم إرساء مناهج وقواعد للعمل العربي المشترك وسط التحديات العالمية.
القمة العربية وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية
أظهر القادة والزعماء العرب، إدراكا فائقا لمتطلبات اللحظات الحالية، والتي يشتد فيها الصراع الروسي الأوكراني، بما يؤثر على سلة غذاء العالم، حيث انتهت قمة الجزائر إلى ضرورة أن يكون هناك استراتيجية عربية لتحقيق الأمن الغذائي، بعدما أثبتت أزمة توقف إمدادات الغذاء العالمية بسبب الحرب الدائرة في أوروبا، ضرورة أن تتبنى الدول العربية استراتيجية خاصة بالأمن الغذائي العربي.
وقد فطن القادة والزعماء العرب إلى خطورة الانجرار إلى سيناريوهات الانحياز لأحد طرفي الصراع في الحرب الدائرة بأوروبا، حيث أكدت القمة على مبدأ عدم الانحياز كوسيلة أساسية ووحيدة لتحقيق السلام ونبذ الخلاف. ويأتي هذا التأكيد تحديدًا كرد على محاولات بعض الأطراف الدولية لإقحام الدول العربية في الصراع المشتعل حاليا.